من أين يأتي العيد؟سعيد ذياب سليم
الشعب نيوز:-
لم يسمحوا لشهر رمضان أن يدخل مدينة غزة كما دخل كل المدن حول العالم ! بل فرضوا الجوع فرضا والعطش أيضا ومنعوا كل أسباب الحياة لكن أبناء غزة أتموا الصيام وكانوا يواصلون صيامهم ليل نهار ولم يكن إلا الفزع ليرطب حلوقهم وقت الإفطار و رعب الليل وبرد الموت .
فهل سيسمحون للعيد أن يدخل القطاع؟ ولو بقرار من هيئة الأمم تتقدم بطلبه منظمة التعاون الإسلامي أو جنوب إفريقيا على شكل مساعدات إنسانية؟
لا شك أنه سيأتي من السماء ! فكل الممرات مغلقة، و القطاع محاصر من البر و البحر عدا الأجواء فربما يقذفونه في مظلة ! والعيون ترصد السماء خوفا و رجاء و انتظارا .
هل يسقط من السماء كما تسقط القذائف من طائرات إسرائيل صواعق نار و دمار؟
أم سيهبط كمظلة تحملها طائرة أردنية في سماء غزة غيمة سلام بيضاء فيها الأمل والرجاء؟
هل سيحمله طرد كما لو كان وجبة غذائية أو “بقجة” كتلك التي توزعها “الأونروا” أو قطرة ماء يحملها عصفور في منقاره الصغير؟
ربما يأتي من خلال الممر البحري على ظهر سفينة أو كضفدع بشري ! لماذا إذن تبنيه أمريكا وهي نبع الديمقراطية و الإنسانية و السلام؟
هل يعرف الطريق إلى مخيمات غزة التي انتظرته خمسا و سبعين سنة؟ وقد حفرتها الدبابات الإسرائيلية ودمرت الساحات و الملاعب وقتلت في رياض الأطفال الفرح ؟
هل من المستبعد أن تكون قتلته طائرات إسرائيل وهي تقصف الدور و المعابد؟ فكم قمرا قتلت !
قتلت ذلك القمر الأبيض بشعره “الكيرلي” الجميل وقتلت “الأركيدا” السمراء بعيونها العسلية و شعرها القصير لم يستثنوها ولم يتركوا جديلتها لتزداد طولا و بريقا.
ألم يكونوا هم العيد لأمهاتهم؟
كانت الأمهات ليلة العيد يصنعن الكعك و يمشطن جدائل أميراتهن الصغيرات ويعددن فساتينهن التي خطنهن من بريق النجوم و ضياء القمر ، لكن الأمهات في السماء و الآباء و الأميرات والفرسان الصغار أيضا رفعتهم إليها السماء فلمن يأتي العيد؟
الدور ردم و خواء وحريق لا يمر بها إلا أطياف الشهداء و المهجّرين فلمن يأتي العيد؟
وهل سيحمل مزمارا أو طبلا صغيرا؟ يغني أغاني الفرح في ظل هذا الحداد ! ربما.. فنحن نزف الشهداء بالأغاني أولئك الذين حصدتهم مناجل إسرائيل ظلما و تيها و غطرسة سنابل قمح ستنبت كل سنبلة سبع سنابل خضر.
لا أظن أن يأثي العيد حزينا ، سيأتي ملثما -ربما-عاري الصدر حاملا رشاشا أو قذيفة شواظ!
سيصنع كمينا لأعداء السلام يدمر دبابة من طراز “ميركافا” أو اثنتين سيحفر بأظافره على فولاذها سننتصر و بدمه على الجدران يكتب عائدون .
سلام عليكم يا أهل غزة وكل انتصار و أنتم بخير ولا نامت أعين الجبناء.
سعيد ذياب سليم