الحائرة.. د. إسراء الجيوسي

858
الشعب نيوز:-

 لا بدائل عن العدل ولا مساومة فيه، فنحن نعيش في عالم جائر ظالم، كلماتي الأولى تبدأ من دون تنقيط (ألم، دموع، هم، كدر) أما الثانية كلها منقطة ( فرح، حب، سعادة، شقاوة) وهكذا هي حياتنا كهذه الكلمات حروفها قد تكون مترابطة أو مبعثرة أو غير منقطة، كمشاعرنا متفاوتة بين مدٍ وجزْرٍ أو مسلسلٍ حلقاته متواصلة وأحداثه كثيرة، أحيانًا تكون مفرحة والأغلب مريرة وحزينة تملأها الكآبة، بنهاية غير متوقعة، فأيامنا أصبحت كلها متشابهة وقد تمر من دون معنى أو من دون فائدة كمرور الكرام حينها نختفي أو نبتعد عن الأنظار.
في كل يوم بل في كل لحظة أسأل نفسي السؤال ذاته: إلى أين تأخذنا النهاية ومتى ستكون؟ وهل هذا هو الإعجاز !! في طرح سؤال ليست له إجابة.
أشعر أن الحيرة ستقتلني بين تمرد وإستجابة أو بين هبوط وارتفاع في درجة الحرارة، أصبحت كيوم تمر فيه الأربعة فصول، متقلبة المزاج أبكي على الفور لمجرد مشاهدتي فيديو يدوس فيه وَغْدٌ كبير محتل حقير بحذائه على رأس طفل صغير والعالم كله يصمت من دون استجابة، أو لمقتل الشباب وهم في عمر الورد والريحان والشيوخ والنساء والأطفال الأبرياء.

أو لرؤيتي ذلك العالم الآخر من كوكب الأرض يعيشون فيه أُناس هم ليسوا بشرًا بل هم أشباه بشر يسكنون المخيمات أو تحت الأنقاض يغرقون في أمطار الشتاء ويموتون من شدة البرد وحر الصيف تحت أشعة الشمس، أو عندما أستيقظ صباحا وأقرأ تلك المقالة اللعينة عن مقتل فتاة شابة لا ذنب لها سوى أنها فتاة ضعيفة ليست لها حقوق مشروعة، ويضيع حقها بحكم مخفف على الجاني أو بفنجان قهوة، أو بتستر على الجريمة وغير ذلك مما نعيش فيه من فساد ونهب في الأرض وظلم للعباد والأمراض والأوبئة التي تنتشر والدمار والحروب.

وأحيانا أخرى صدقا أضحك بهستيريا مجنونة لمجرد سماعي نكتة غريبة أو لرؤيتي طفلا يبتسم في مواجهة عدسة الكاميرا ويتلاعب بملامحه الطفولية الشقية، أو قد تنتابني أحاسيسٌ أخرى عند سماعي أغنية قد تستفز مشاعري الأُنثوية.
قَسمًا أجزم أننا نعيش وسط عالم مختل عقليا، فنحن لم نعمر الأرض بل زدنا فيها عبثا وبطشا وفسادا ونهايتنا عليها أصبحت حتمية.
ودمتم طيبين…

قد يعجبك ايضا