التعلم المعرفي والاقتصاد الإنتاجي ! د. حازم قشوع
الشعب نيوز:-
أينما دخلت الميم على الحالة جعلت من كأنها مكان ومن سكنها مسكن كما من نهجها منهج، فحولت الطريق إلى مسار وقامت بتوظيف الدلالة الوصفية الى اداه حركيه معروفه البداية كما هى مبينه النهايه، وهى ميم الوسيلة التى تجعل من “نهج منهج” وهى ذات الميم التى تدخل على نزل فتحوله إلى منزل، حتى أصبحت الميم تعرف بميم المنزلة والمكانة وميم المسكن من باب السكينة، وهذا ما جعل الميم تحول باب بكه الى منزله مكه عندما تم التكليف الالهى بالحج فتحول بذلك حرف “ب” بصفة الخروج والدخول الى “م” المقر والمستقر، وحتى لا ندخل من حيث يقف البعض بالمدرسة النقدية بلغة ناقدة أو أخط خطى لبيان حاله من مدرسه وصفيه تقدم الخبر وتختزل الاستخلاص، فإن تغيير المنهجية يتطلب بالضرورة تغيير في النهج وفي طريقة التفكير وليس فقط بالوقوف عند الوسائل والآليات فى التقدمة أو عند مراعاة ظروف التقديم في البيان، وهذا يتطلب تغيير زاوية النظر وليس أسلوب المشاهدة فحسب، وهو ما يستوجب عند تغيير المنهج تغير النهج.
فقبل الحديث عن منهجية العمل في تغذية المحتوى باستخدام طريقة حديثة أو تقليدية او اتباع أسلوب معرفي في الذكاء الاصطناعي لايصال المعلومه، علينا الوقوف ابتداء على الأفكار التي يراد تقديمها للحاضنة المستقبلة فى تغذية العقل وبناء الشخصية وإعادة تنظيم العلاقة الثلاثية “بين التلميذ المتلقي والحاضنة المدرسية والمعلم رسول العلم الموصل”، وهى العلاقة التى بحاجة إلى إعادة تنظيم لأسباب ذاتية وأخرى موضوعية منها ما يندرج من مسألة دخول التعليم في منزله جديدة مع دخول العالم في عصر التواصل الافتراضي والذكاء الاصطناعي والنظرة للشهادة الأكاديميه التى مازلت فى المعايير المجتمعية تعتبر غاية بدلا ان تشكل وسيلة تسهيل للحياه العمليه او المهنية في ظل دخول العالم لثقافة الاقتصاد الإنتاجي وهو الأقتصاد الذي يقرأ احتياجات السوق بكل متغيراته ويقوم على إعداد صياغة برنامج الموارد البشرية ليتوائم مع احتياجات السوق حتى يكون التعليم مرادف لاحتياجات سوق العمل، حتى لا يشكل بمضمونه عبئا عليه فيتشكل بذلك حالة انفصام بين احتياجات السوق ومؤهلات جيل الشباب، وهذا ما بحاجة ايضا الى برنامج عمل يحمل منهجية كما يقوم على نهج فكرى مبين.
وحتى أبين ما أود بيانه بهذه المقالة، أود أن أثير تساؤل مشروع عن مسألة “جغرافيا المكان” التى من المفترض ان تكون عنواناً لمنهجية الانتماء الوطنى، فكم من طلاب المدرسه أو الجامعه يعلم أن القدس حررت مرتين بعد العهدة العمرية ؟ جاءت المرة الأولى من عجلون على يد صلاح الدين وبقية قرية كفرنجة (كفار الفرنجه) شاهد على ذلك العصر حيث كانوا الفرنسيين، و المرة الثانية جاءت من “الكرك” من ذلك الحص الرابط الى دورا الخليل والقدس من بصيرة (الكرك /الطفيلة) حيث كانت بوابة الحجاز، وكم من طلبتنا يعرف ان السلط المقدسية تشكل الحد الفاصل بين جند بيت المقدس وجند الأردن ؟ ويعرف العلاقة الكامنة بين مكاور والبتراء وعن الحارث الرابع الذي بين مكانه زهرة الارجوان بالسمه الدالة على الآبار الجوفية، فمن يعرف الوطن يحبه اليس كذلك ! وهذا ما يتطلب إطلاق برنامج تربوي وتعليمي لهذه الغاية.
وأما المسألة الثانية فهي مسألة منهجية من المفترض أن تكون محط بيان تأتي من معرض دراسة يقوم بيانها على حيز المدارس والجامعات الذى سيصبح ثانوى مع دخول البيوت الناسجه الجديده المعرفة ببيوت العالم الافتراضي حيز الحاضنة الثقافيه والتعليميه، وهذا ما يتطلب تغيير وسيلة التواصل مع الطلاب لتكون عبر الشبكة العنكبوتية باتباع نموذج تدريس تقوم على علوم الجرافيك حتى تكون فى متناول الطلاب، وهو برنامج عمل من المفترض أن يكون حاضر في الحاضنة المدرسية مع دخول التعليم في عصر التعلم المعرفي الذي يستند الى قوام آخر غير الذى تقف عليه في مناهجنا التقليدية.
اعلم أن برنامج الحكومة القادم سيكون منصباً حول المسألة الاقتصادية كما بين ذلك دولة الرئيس جعفر حسان عقب الخلوة الوزارية، لكننى وددت الحديث عن التعليم بهذه المقال لأن ثقافة “الاقتصاد الإنتاجي” التى من المفترض أن ندخل إليها تتطلب إعادة صياغة في بيان مساله الموارد البشرية التي تعتبر من الركائز الضرورية فى بناء دعائم الاقتصاد، وهذا ما يجعل من مسألة التعليم تكون بالضرورة حاضره عند الحديث حول السياسة الاقتصادية القادمة حتى لا نضع منهجية بلا نهج.
وحتى أضع امام دولة الرئيس عنوان يقوم على منهجية وثقافة “الاقتصاد الإنتاجي” وقد بدأ يضع برنامجه الوزاري الذي سيقدمه لمجلس الأمة بعد افتتاح الدوره العاديه الأولى من عمر المجلس، فإن وضع الخطوط العامة كان دائما يستدعى الاستماع لأصحاب الرأى فى بيان جملة البيان القادمة، وهذا ما استوجب علينا تقديم كل فكره نراها تضيف جملة فى سياسات الحكومة لأننا نشاركها العمل في النهج والمنهجية، وهذا ما يجعلنا نضع عنوان أمامها يقوم على التعلم المعرفي والاقتصاد الإنتاجي.