العالم ينتظر بحذر عودة ترمب الى السلطة

5٬743
الشعب نيوز:-

 

 

  زياد الرفاتي

 يتصاعد الحذر والمخاوف في العالم من عودة ترمب الى السلطة ويشمل ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي  وروسيا والشرق الأوسط وايران .

فمن جانب الأمم المتحدة فانها تخشى التخفيض بشأن مساهمات واشنطن في الميزانية التي تبلغ حاليا 22% منها و27% من ميزانية قوات حفظ السلام في مناطق النزاع بالعالم ،  كما تخشى الانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومن اتفاقية باريس للمناخ مرة أخرى بعد أن انسحب في ولايته الأولى وعادت ادارة بايدن اليها .  

 وحسب محللون سياسيون ، فان العودة  مجددا  الى البيت الأبيض بفوز كبير وهي عودة  لم تحدث منذ 100عام تعيد رسم السياسات  الأميركية الداخلية والخارجية  في مجالات عدة  ، وتساؤلات عن شكل تلك السياسات في ولايته الجديدة  وترقب دولي لخطوات عملية منتظرة من ترمب وادارته وفيما اذا كان سيوقف حروب العالم  التي ستحدث تحولا كبيرا في  منطقة الشرق الأوسط  ومستقبل سياساته فيها  حيث ملفات تنتظره وأوضاع المنطقة أبرزها .

 وقد تعهد ترمب بتنفيذ 41 وعدا في أول يوم له بالمكتب البيضاوي ،  وتتضمن تطهير ” البنتاغون ” حيث واجه     مقاومة شرسة من وزارة الدفاع وقد يقيل جنرالات من مستويات عالية لا يدينون بالولاء له   وسيتم اخضاع الموظفين المدنيين لاختبارات ولاء وقد يضطلع الجيش بأدوار أوسع كترحيل  المهاجرين  ، والحديث عن حزمة قرارات يعدها فريقه  تقلب سياسات بايدن في مجال الطاقة والتنقيب وبدأت ملامح فريق الرئيس الأميركي المنتخب تظهر تباعا  للانضمام الى الادارة الأميركية الجديدة والمعاونة في تنفيذ السياسات حيث عين مديرة حملته الانتخابية كبيرا لموظفي البيت الأبيض ، وتجري حاليا  الدراسة والمفاضلة بين مجموعة من الأسماء لشغل  مهام وزارات الدفاع  والخارجية والخزانة  .

وأعلن ترمب أنه تحدث  الى نحو 70 من قادة العالم ،  ويلمح للحديث مع الرئيس بوتين في وقت قريب .

وقد سيطر الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ  بأغلبية الأعضاء وفي طريقه للسيطرة على مجلس النواب ، وسيساعد ذلك في تمرير القوانين وتنفيذ السياسات والمصادقة على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والموازنة والمساعدات الخارجية ومبيعات الأسلحة وتمرير أجنداته الخاصة ، وخصوصا فيما يتعلق بابعاد المهاجرين            غير الشرعيين وتخفيض الضرائب وزيادة الانفاق بقيمة 7،7 تريليون دولار في عشرة أعوام وتأثير ذلك سلبا على التضخم  وعجز الموازنة واللجوء الى طباعة الدولارات  التي يقوم بها الفيدرالي ويسجلها دينا على الحكومة المركزية وترتفع معها  المديونية وقد تجاوزت حاليا 35 نريليون دولار .  

وفي الشرق الأوسط ، فقد طلب ترمب  من نتنياهو انهاء الحرب على غزة بحلول عودته للرئاسة الأميركية وتنصيبه في العشرين من كانون الثاني 2025 ولا يريد مباشرة مهامه  وهنالك حروب  مشتعلة  وتنفيذا لوعوده لناخبيه من الجالية العربية والمسلمة  في الولايات المتأرجحة والمترددة بوقف الحرب حال عودته الى الحكم  ، والاحتمال الكبير  بمجاعة وشيكة في شمال قطاع غزة  حسب برنامج الغذاء العالمي  ومضي 50 يوما على عدم دخول المساعدات الانسانية والدعوة التركية الى ضرورة ايجاد حلول عاجلة لتوصيل المساعدات الانسانية الى قطاع غزة وعزل اسرائيل دوليا حتى تنهي حربها على غزة .

  ووفق صحف أميركية ، فقد انتصر على هاريس في كل الولايات المتأرجحة السبعة  وخدعها  ولم تستطع الانفصال عن أرث بايدن وتراجع تأييدها بين الطبقات العاملة التي كانت تظن أن تصريحات ترمب المثيرة للجدل ستجعله يخسر ، وارتفع  دعم ترمب بين الناخبين السود الى 16% ، وتفوق عليها في تحديد الأولويات حيث كان يعمل منذ سنتين بينما هاريس فشلت في تحديد أولوياتها .

وحسب  وسائل اعلام  نقلا عن صحف اسرائيلية الأحد ، فان ترمب يتجه لتنحية نتنياهو وسيطرده عاجلا أم أجلا واستمراره في الحكم ليس من مصلحة ترمب   وقد يضغط على الأحزاب الاسرائيلية لتنحيته أو قد يستخدم الضغوط المالية  على اسرائيل لازاحة نتنياهو ،  وقد كلف أميركا مبالغ  ضخمة ولا يريد توظيف أموال الدولة  في حرب اسرائيل ، و شخص يتطلب  ” صيانة عالية ” وهو ما يرفضه ترمب  وحاقد عليه بسبب علاقته ببايدن .

فيما أعلن نتنياهو الأحد ، أنه تحدث  هاتفيا مع ترمب ثلاث مرات في الأيام القليلة الماضبة  وكانت مهمة للغاية لتعزيز التحالف القوي بين اسرائيل والولايات المتحدة ، وكان أول المهنئين لفوز ترمب .

وفي الحرب على لبنان ،  فقد أعلنت اسرائيل أنها حققت 90% من عملياتها البرية  في جنوب  لبنان وتدرس وقف اطلاق النار  قبل اصدار قرار من مجلس الأمن الدولي  بذلك ، فيما يدعم ترمب  المبعوث الأميركي الحالي الى لبنان للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار وابرام تسوية في لبنان قبل تسلمه لمهامه وفرصها تتزايد بتشجيع ترمب  الذي نقل رسالة لادارة بايدن بوجوب تحقيق تقدم  نحو التسوية.

ووفق  التقارير الاعلامية منسوبة لصحف اسرائيلية  ،  فان  مسودة التسوية  التي يجري العمل عليها تتضمن انسحاب القوات الاسرائيلية الى خط الحدود الدولية مع لبنان ، وانسحاب قوات حزب الله  من جنوب نهر الليطاني الى شماله ، وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب وتدميره  للبنية التحتية المتبقية لحزب الله ، ومنع عودة حزب الله ومنع  تسليحه مجددا بضمانات أميركية وروسية ، وأن تكون سوريا مسؤولة عن ضمان عدم نقل أسلحة الى لبنان ، ودعوة مجلس النواب اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية ،  وحق اسرائيل  بالعمل في الأجواء الاسرائيلية بمهاجمة أي اختراق من لبنان  والرد  عليه مستقبلا ، ووضع خطة لاعادة الاعمار والحصول على المساعدات .

و دعا رئيس الوزراء العراقي  في تهنئته لترمب الى وجوب وقف الحرب على غزة ولبنان ، وتعزيز التعاون بينهما  في مختلف المجالات  وخصوصا الاقتصادية لتتجاوز الجانب الأمني .

أما الرئيس التركي فقد طالب بوقف الدعم العسكري لاسرائيل ، وأن ذلك قد يكون بداية جيدة .

وفي الاتحاد الأوروبي  ومع عودة ترمب للعالم فان أوروبا تستعد ، وأعلن الاتحاد أنه لا أحد  يعرف بالضبط  ما الذي  ستفعله ادارة  ترمب ، وقد  بدأت الأصوات تتعالى داخل أوروبا لتعزيز دفاعاتها دون الاعتماد على الولايات المتحدة  مع تساؤلات حول مصير حلف ” الناتو ” مع عودة ترمب و مقول  ترمب  ” لا دفاع أميركي بدون انفاق أوروبي ”  تؤرق المسؤولين الأوروبيين ، وأن عليها فعل  الكثير لمواجهة  التهديد الروسي ، واعتبر مواطنون فرنسيون وصول ترمب للبيت الأبيض مفيدا للسلام العالمي  .

وبدأت أوروبا بطرح استبدال الغاز الروسي  بالأميركي الأرخص ، مما قد يخفض أسعار الغاز في أوروبا .  

أما فوز ترمب بالنسبة لروسيا  ،  فقد أعلن الرئيس الروسي أته مستعد للحديث مع ترمب من أجل تسهيل انهاء الحرب في أوكرانيا واستعادة العلاقات مع روسيا ، فيما أشار  الكرملين أنه من السابق لأوانه الحديث عن تحسن في العلاقات بين موسكو وواشنطن ووعود ترمب بشأن حل سريع لأزمة أوكرانيا مجرد كلام .  

وقد بدأت الأسواق بضبط ايقاعها على عودة ترمب للبيت الأبيض وتبحث عن اتجاه ، وعاد الدولار ليتألق وعوائد سندات الخزانة الأميركية لترتفع  لان التوقعات تشير أن الاقتصاد سيكون أقوى عما هو متوقعا  وأن الأساس هو الاقتصاد وقوته وطالما ضعف الاقتصاد يضعف الدولار ، ورافق ارتفاع الدولار وعوائد السندات انخفاض الذهب وانفتاح شهية المستثمرين للمخاطرة حيث يرنبط  المعدن الأصفر  بعلاقة عكسية مع الدولار والعوائد ، وانتعشت أسواق الأسهم والسندات الاسيوية ، و التجارة العالمية  ستكون  أمام تحدي سياسات ترمب الحمائية المتمثلة بفرض التعريفات الجمركية على الواردات للولايات المتحدة .

ويواصل  البيتكوين  الزخم والارتفاع على جلسات متوالية  بدعم من فوز ترمب بالانتخابات الأميركية  ودعمه القوي للعملة المشفرة  وقطاع التشفير  والمعنويات العالية التي تسوده  والامال بأن يكون للبيتكوين دور حقيقي في الاقتصاد  وحديثه الانتخابي الوعد ببناء  مخزون استراتيجي من البيتكوين ، وتجاوز الاثنين 84 ألف دولار وهو أعلى مستوى لها على الاطلاق وحققت  مكاسب البيتكوين 750 مليار دولار منذ بداية العام الحالي .

وارتفعت  القيمة السوقية لشركة ” تسلا ” لتكسر حاجز تريليون دولار لأول مرة منذ عامين والتي يملكها الملياردير أيلون ماسك الداعم لترمب في حملته الانتخابية  مع مراهنة المستثمرين على استفادتها من فوز ترمب ، وأن سياسات ترمب  في الحد من الهجرة غير الشرعية وفرض التعريفات الجمركية على الواردات من الخارج  قد ترفع التضخم وقد تبطئ وتيرة خفض الفائدة الأميركية في 2025، وحسب أحد مسؤولي الفيدرالي فان ترحيل المهاجرين  من الولايات المتحدة قد بعطل عمل بعض الشركات .

 و تتوقع بعض البنوك الاستثمارية العالمية بتراجع النمو الاقتصادي الصيني في حال فرض ترمب رسوما جمركية على بكين الذي هدد بفرض ما نسبته 60% على شحنات الصين وقد بدأت بتحركات اقتصادية على  ايقاع واشنطن  واعداد العدة لجولة جديدة من النزال التجاري مع ترمب وسط جبهات اقتصاد مشتعلة محليا وخارجيا  ومخاوف من اشتعال حرب تجارية بين واشنطن وبكين .

 

 

وتترقب الأسواق في الصين اعلان الحكومة عن حزمة  تحفيزية  تريليونية تشمل مشتريات بقيمة تريليون يوان قابلة للزيادة  مخصصة للحكومات  المحلية  لدعم القطاع العقاري في المنازل غير المباعة  وأربع تريليون يوان لدعم المشاريع غير المكتملة لشركات التطوير العقاري التي تواجه أزمة سيولة وتعثر ولوقف انهيار سوق الاسكان وتواجه  تلك الحكومات  ديونا مخفية للسلطات المحلية بقيمة  ثماني  مليارات دولار  وتجهز عدتها الاقتصادية لمواجهة             ” خطر ” ترمب ، ويتأهب البنك المركزي الصيني لاتخاذ اجراءات لحماية اليوان .

وفي الجانب  الايراني ،  تقول ايران أن العالم ينتظر من ترمب وقف الحرب على غزة ولبنان  ، ويرى محللون  أن  نتنياهو يريد احالة الملف  الايراني الى ترمب  والتوقعات تشير الى عودة سياسة الضغط الأميركي على ايران بفرض المزيد من العقوبات عليها  لاجبارها على  التوصل  للاتفاق النووي .

 

 

 

قد يعجبك ايضا