“السعودية رأس الحربة في مكافحة التطرف :الطبيب النفسي الملحدالعبد المحسن لا يمثل إلا فكرًا مشوهًا” وانحراف فكري لا يعكس هويتنا الاسلامية..للكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه

5٬706
الشعب نيوز:-

 

في حادثة أثارت غضبًا عالميًا وصدمة كبيرة، نفذ طبيب نفسي سعودي يُدعى طالب العبد المحسن هجومًا مروعًا في مدينة ماغديبورغ الألمانية، حيث قام بدهس حشد من الناس في سوق مزدحم بمناسبة عيد الميلاد، وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من عشرين شخصًا وإصابة المئات، بينما كشفت التحقيقات أن الهجوم جاء نتيجة تطرف فكري وإلحادي متشدد بعيد تمامًا عن قيم المملكة وشعبها.

طالب العبد المحسن، الذي هاجر من المملكة العربية السعودية إلى ألمانيا عام 2006 لاستكمال دراسته، عرف عنه منذ وصوله توجهات فكرية مثيرة للجدل، فقد أعلن إلحاده بشكل صريح وبدأ بالترويج له عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث كان يستخدم تلك المنصات لانتقاد الإسلام بشراسة وتشجيع الشباب السعودي على الهجرة وترك دينهم، كما تميزت منشوراته بخطاب عدائي تجاه الدين الإسلامي والمجتمعات العربية، الأمر الذي أثار استياءً واسعًا داخل المملكة وخارجها.

الحادثة كشفت عن مخاطر نوع جديد من التطرف، وهو الإلحاد المتشدد الذي يحمل في طياته عداءً واضحًا للقيم الدينية والاجتماعية، حيث أظهرت التحقيقات أن العبد المحسن كان يدعم أيديولوجيات يمينية متطرفة في أوروبا، كما كان ينشر أفكارًا معادية للمهاجرين والمسلمين، ولم تقتصر أفكاره على الترويج للإلحاد، بل تجاوزت ذلك إلى التحريض ضد المجتمعات التي تحمل قيمًا دينية.

المملكة العربية السعودية الشقيقة ، التي ينتمي إليها هذا الشخص، براء من هذه التصرفات التي تتنافى مع القيم الإنسانية والدينية التي تدعو لها، فقد عُرفت السعودية بدورها الرائد في محاربة جميع أشكال التطرف، سواء كان دينيًا أو فكريًا، حيث أطلقت المملكة العديد من المبادرات العالمية لمواجهة الفكر المتطرف، من بينها المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، الذي يعمل على رصد وتحليل الخطابات المتطرفة ومواجهتها بطرق علمية، بالإضافة إلى تعزيز قيم التسامح والاعتدال على مستوى العالم.

الشعب السعودي الشقيق كذلك يرفض بشكل قاطع أفعال العبد المحسن، فهو مجتمع معروف بتمسكه بقيم التسامح والتعايش السلمي، كما أن هذه الحادثة لا تمثل المملكة ولا تمثل الإسلام بأي شكل من الأشكال، بل تعكس انحرافًا فكريًا فرديًا لا يمكن تعميمه على مجتمع بأكمله، خاصة أن السعودية كانت ولا تزال نموذجًا يحتذى به في نشر ثقافة الاعتدال والوسطية.

الإسلام، الذي كان هدفًا رئيسيًا لانتقادات العبد المحسن، يظل دين السلام والتسامح، فهو يرفض بشدة العنف أو أي شكل من أشكال التطرف، سواء كان دينيًا أم فكريًا، وما قام به العبد المحسن يتنافى تمامًا مع مبادئ الإسلام السمحة، التي تدعو إلى الحوار والتعايش بين جميع البشر.

حادثة ماغديبورغ تؤكد أن التطرف لا يقتصر على دين أو ثقافة معينة، بل هو خطر عالمي يتطلب مواجهة شاملة، الفكر الإلحادي المتطرف، كما في حالة العبد المحسن، لا يقل خطرًا عن الأيديولوجيات المتشددة الأخرى، فهو يحمل في طياته دعوات للعنف والتحريض على الكراهية، لذا فإن العالم اليوم بحاجة إلى تعاون دولي لتعزيز الحوار ومواجهة الأفكار الهدامة بجميع أشكالها.

المملكة العربية السعودية الشقيقة، بمواقفها الراسخة ودورها القيادي في مكافحة التطرف، تؤكد مجددًا أهمية الاعتدال والتعايش كسبيل لتعزيز الأمن والاستقرار العالمي، وما حدث في ماغديبورغ يجب أن يكون دافعًا لمواصلة الجهود الدولية لمواجهة هذا النوع من الفكر المنحرف، مع التأكيد على أن الأفعال الفردية لا يمكن أن تشوه صورة أي مجتمع أو دين.

في النهاية، هذه الحادثة المأساوية هي تذكير بضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة كل ما يهدد المجتمعات من أفكار متطرفة أو تصرفات عدائية، كما أنها فرصة لتوضيح أن الإسلام والمملكة العربية السعودية براء من مثل هذه التصرفات، وستظل المملكة مثالًا للوسطية والاعتدال وداعية للسلام والمحبة بين الشعوب… وللحديث بقية..

#د. بشير _الدعجه

قد يعجبك ايضا