
ترامب 100 يوم ! د. حازم قشوع
الشعب نيوز:-
اختار الرئيس الأمريكي ولاية ميشيغان الصناعية لتوجيه خطابه فى الـ 100 يوم الاولى من العمر الرئاسي الثاني لدونالد ترامب، حيث استهل خطابه بتعديد نجاحاته وبيان اهمية قراراته التي اتخذها منذ دخوله للبيت الأبيض، ولقد بين الرئيس أهمية سياسته الاقتصادية في إعادة دور أمريكا في قيادة الصناعات العالمية عبر برنامج توطين وجلب الصناعات الذى تقوم عليها سياسته في قيادة العالم اقتصاديا من جديد.
وهاجم صاحب البيت الأبيض ما اسماه عمق الدولة كونه اتخذ منهجية ليبرالية يسارية، وهذا ما يجعلها قوة نفوذ يجب اقصائها من بيت القرار حتى يمتلك البيت الرئاسي قوة النفوذ لبيان مشروعية قراراته، وأخذ دونالد ترامب يسخر من الرئيس السابق جو بايدن والمرشحة الرئاسية كامالا هاريس وكأنه مازال يعيش أجواء الانتخابات، وهى الفترة التى استغرقت 20 دقيقة من خطابه وهذا ما لقي استياء الكثير من المتابعين.
واما الفقرة الثانيه فلقد تناولت مسالة المهاجرين غير الشرعيين وتوقيعه على قرار “ويلكون هالي” الذي يضع ضوابط شديدة أمام المهاجرين، ولقد نسي الرئيس على حد وصف متابعين ان هؤلاء المهاجرين هم من يقومون بأعمال الزراعة فى ولايات قلب أمريكا وهم ايضا من يقومون بأعمال تربية الدواجن والمواشي والأعمال الغذائيه المتممة، وهم يقومون بهذه الأعمال نظير أجور منخفضة ساعدت فى المحصلة على خفض التضخم في الولايات المتحدة، وأن هذه السياسات لن تخدم امريكا على المستوى القريب المتوسط لا فى برنامجها القاضي بتوطين الصناعات ولا فى برنامجها الذى يسعى لزيادة المعدلات الانتاجية فى المواد الطبيعية والزراعية، فان برنامج العرقية في هذا المقام لن يجلب الاستقرار ولن تفيد سياسة الإقصاء الأثني فى بيان الأمان، وهذا ايضا ما ينبري على سياسة تعامله مع المجتمعات الملونة فى الولايات المتحدة لما تحويه من انعكاسات وهي المحصلة التي ستقود للكثير من التداعيات، وهذا ما بينته ظاهرة غلاء “البيض” وغلاء الأسعار في الولايات المتحدة بشكل عام.
وحتى مسألة توفير 350 ألف وظيفة عمل فى الثلاث شهور الاولى قارنتها الصحف الامريكيه فى نفس الفترة من رئاسة جو بايدن التي وفرت فى الشهور الثلاث الاولى 480 ألف فرصة عمل، وهذا ما جعل من خطاب الرئيس لا تؤيده استطلاعات الرأى التى أخذت فى مجملها تنحاز للحزب الديموقراطي الذي استعاد الثقة على الرغم من قدرة الرئيس ترامب على التعامل مع وسائل الاعلام بشكل جيد ومهاجمته الدائمة للرئيس السابق جو بايدن وكامالا هاريس، ومع ذلك بدأ الحزب الديموقراطي من استعادة حضوره على مستوى استطلاعات الرأي.
ولقد برر الرئيس انسحابه من اتفاقية باريس للمناخ لأن الدول تبتز أمريكا فى الدفع دون غيرها، ووصف منظمة الصحة العالمية بالفاسدة وهذا ما جعله ينسحب منها أيضا كما دافع عن برنامج ماسك لتطوير الأداء الحكومي واصفا خصومه بالفاسدة خصوصا فى المنظومه الامنيه، كما هاجم الإعلام الذي يعارضه بالرأي بشكل مباشر ودافع عن سياسته تجاه تسمية خليج أمريكا بدلا من خليج المكسيك وسياسته الخارجية بشكل عام.
وختم خطابه الذي استمر 85 دقيقه على اهمية احتفال امريكا فى عيدها الـ 250 فى العام القادم التى تسمح بحرية الاعتقاد وحرية التعبير وحرية الاقتصاد، ضمن برنامجه الخاص القاضي بعودة أمريكا لقيادة العالم من جديد وستبقى امريكا البلد العظمي التي يفتخر بها الشعب الأمريكي والعالم.
ان الاردن الذي تربطه علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة إنما تحرص عليها من باب الحرص الاستراتيجي لطبيعة هذه العلاقة، وهي ترحب باستثناء البيت الأبيض للأردن من برنامج وقف المساعدات بإطارها الأمني والعسكري والتنموي، إنما لتأمل أن تعيد الإدارة الأمريكية برنامج المساعدات المتمم فى الجانب النمائي لأهمية ما يحويه من برنامج فى مجالات البنية التحتية والبنية الفوقية، وهى تنتظر تسمية سفير اميركا للاردن فى موعد قريب حتى تبقى درجة الربط قائمة على الصعيد الدبلوماسي الرسمي كما هي قائمة على المستوى السياسي والأمني والعسكري، لتعظم روافد الفائدة للبلدين ويتسني للأردن الاحتفال مع الولايات المتحدة فى العام القادم فى ميلادها الـ 250 عبر بيان يحمل اضافتها للعالم وللإنسانية على كافة الأصعدة.
كما يظهر هذا البرنامج حجم الروابط الحقيقيه التى تجمع البلدين على كافة الأصعدة الرسميه والشعبيه وذلك عبر رساله وصل ممزوجه بثناء وعظيم تقدير والتى نرجوا ان تكون حاضره، وقد عادت المنطقة لمناخات السلام والاستقرار وخيم على الشعب الفلسطيني مناخات التفاؤل باستعادة حقوقه المشروعة بإعلان يدعم حصوله على عضوية الدولة العاملة في الأمم المتحدة، ضمن أجواء تخيم على مجتمعات المنطقة بالامن والامان التى يسعى الأردن لبيانها ودعم روافدها عبر القنوات الدبلوماسية والرسائل السياسية.