
رؤية ملكية استشرافية: الدكتور محمد حسن الطراونة يقرأ خطاب العرش… خارطة طريق لترسيخ الحكم الرشيد في الأردن
الشعب نيوز:-
بقلم:
الدكتور محمد حسن الطراونة
عضو مجلس نقابة الأطباء الأردنية
خطاب العرش السامي الذي تفضل بإلقائه سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في مستهل الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين، لم يكن مجرد بروتوكول افتتاحي، بل كان إعلاناً صريحاً لوثيقة عمل وطنية شاملة وخارطة طريق إجبارية للمرحلة القادمة. لقد استمعتُ إلى رؤية ملكية استشرافية، تضع حداً فاصلاً بين مرحلة التخطيط وأخرى تُلزم الجميع بـ “الإنجاز الفعلي على الأرض”.
لقد أكد جلالته بوضوح أن المرحلة الراهنة للأردن “دقيقة”، تتطلب منا جميعاً الإسراع في البناء وتحويل الطموحات إلى مشاريع ملموسة. وقد حدد جلالته مسار العمل ضمن محاور ثلاثية متكاملة، أراها الركائز الأساسية لمتانة الدولة الحديثة:
الإصلاح السياسي والمؤسسي: عبر تطوير العمل الحزبي وتعزيز فاعلية مؤسساتنا التشريعية والرقابية.
التنمية الاقتصادية والاجتماعية: بهدف رفع مستوى معيشة المواطن، وتوسيع قاعدة الإنتاج، وتجسيد مبدأ العدالة الاجتماعية.
تعزيز التماسك الوطني والوحدة الداخلية: لضمان الجبهة الداخلية المتراصة القادرة على حماية مصالحنا الوطنية في ظل تحديات إقليمية معقدة.
إنني أرى بوضوح في هذا الخطاب، تذكيراً ملكياً بأن الإصلاح عملية شمولية تبدأ من التشريع السليم والمراقبة الفاعلة. ومن هذا المنطلق، فإنني أشدد على أهمية ما أكد عليه جلالته بضرورة تعزيز الدور الرقابي والتشريعي لمجلس الأمة. هذا الدور هو صمام الأمان لخدمة الوطن وتحقيق الشفافية والمساءلة، وهي القيم التي تُعيد بناء الثقة المتبادلة بين المواطن ومؤسسات دولته.
وإذ ألزم نفسي، كعضو في مجلس نقابة الأطباء الأردنية، بهذا التوجه، فإنني أؤكد أن المؤسسات المهنية هي شريك أساسي في هذه المسيرة. إن دعم المؤسسات الوطنية، وتحسين آليات اتخاذ القرار، وتفعيل العمل البرلماني الجاد، هي دعائم تخدم بشكل مباشر قطاعنا الصحي الحيوي وتضمن الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن. إننا نعتبر أن دورنا كمهنيين يتجاوز الرعاية الصحية ليصبح مساهمة فاعلة في عملية الإصلاح الشامل وتمكين المواطن اقتصادياً واجتماعياً.
خلاصة القول: خطاب العرش هو بمثابة “ميثاق عمل مُلزم”. لقد وضع جلالة الملك البوصلة، والمسؤولية اليوم تقع علينا جميعاً، أفراداً ومؤسسات، لتحويل هذا الميثاق إلى إنجازات حقيقية ملموسة، تحقيقاً للعدالة والازدهار اللذين ينشدهما جلالته لوطننا.
حمى الله الأردن وقيادته الهاشمية الحكيمة.