عِيد المَلك.. عِيدنا مارينا سوداح

في الثلاثين من يناير الماضي، احتفلت الأسرة الأُردنية الواحدة والموحَّدة والمتراصة حول جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، بعيد ميلاده الستين، وما زالت تحتفي به، فجلالته سليل الدوحة الهاشمية العريقة، وحادي الركب، والقائد العربي الشهير عالمياً، وأحد أبرز زعماء العَالم في حنكته، وبُعدِ بصيرته السياسية، وعُمق ثقافته الموسوعية، وشمولها الكثير من المجالات، مَا مكَّنه من قيادة الدولة الأردنية ذات الموقع الإستراتيجي بكل حرفية، ما أفضى كذلك إلى إعجاب متواصل من قادة العالمَين العربي والأجنبي بشخصيته المُتفرِّدة، وعلاقاته الدولية الواسعة التي تُعتبر واحدة من العوامل الضامنة لتواصل تقدُّم المملكة في سبيل المزيد من النماء والازدهار والتفرُّد الذي لم ولن يتوقف عند حدٍ، وللحفاظ على استقلالها الذي دافع عنه آل هاشم بكل قِواهم وحنكتهم السياسية، فنالوا احترام قيادات مختلف البلدان بدون أي استثناء.
تحرص كل دولة من الدول على استذكار تواريخها الأكثر ضياءاً، والتي تَعني كذلك الترجمة المُبدعة على أرض الواقع لالتحام القائد بالوطن والوطن بالقائد، وفي هذا الوطن الأُردني الصغيرمساحةً والكبير بمليكه، أيام رئيسية وأساسية نحرص على إبرازها في كل مجال، ضمنها في وسائل الإعلام، والمؤسسات الثقافية والعلمية والتعليمية، ومن خلال سفاراتنا المنتشرة في شتى البلدان، وفي علاقاتنا كمواطنين مع مواطني الكرة الأرضية المترامية الأطراف والمساحات، وفي طليعة هذه التواريخ، يوم عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني المُعظم، حفظه الله وسَدَّد دوماً وأبداً على طريق الحق والصواب والسؤدد والإنتاج الغزيز في الفكر خُطاه.
وها هو مليكنا المُفدى في ستينيته يتابع ويُلاحق كل مجال يؤدِّي إلى إنجاز قفزات أردنية، تُضيف صورة جديدة إلى تلك الصور الناصعة التي تحكي قصة تأسيس الأردن، وثبات مداميكه، وأساساته، وتدفع بتطوره إلى الأمام بخطوات تتوسع بلا توقف، وتتألق دوماً كدولة صغيرة وقليلة السكان، لكنها كبيرة، ومؤثرة بواقعها المَلكي، وإمكانياتها، ونهجها، وفلسفتها الهاشمية التي تقدِّم للعَالم ما لم تقدِّمهُ فلسفة أخرى في قضايا كثيرة، منها طبيعة الفكر الاستقلالي الهاشمي، ونهج الاستقلال الهاشمي وجوهره، وفلسفة الاستقلالية الهاشمية بحد ذاتها، والتي مَكَّنت الرسالة الهاشمية من الانتشار في أوسع الفضاءات والجذب إليها، ومراميها والمديات التي تُغطيها كفكر صالح للتطبيق في دولِ وأقطارِ ومناطق أخرى تتقاطع في أهدافها مع الأهداف الأممية، والتحررية، والقومية الإنسانية. إن هذا كله إنَّمَا قد أدَّى إلى دمج الأردن تماماً في العائلة الدولية التي ترحِّب دوماً بأفكارنا وأهدافنا الأًردنية الشفافة، كونها تتماشى مع مصالح الجميع من أنظمة وشعوب وأفراد، والتي تتسق وتتناغم مع تلك التوجهات والمرامي للعواصم العالمية وأقطار مختلف القارات.
لقد برهن جلالة المليك أنه الأب، والقائد والزعيم، والسياسي الحكيم وصاحب البصيرة الأبعد، والقادر على إدارة دفَّة البلاد بكل اقتدار واحترافية ومهارة، فهو الذي يمتلك ناصية عدة علوم، ومكانته الأكاديمية والفكرية والسياسية والعسكرية وغيرها مدار حديث أُمم العالم التي تعرفنا بشعار: أردن عبدالله الثاني.
أدام الله مليكنا الحبيب عبدالله الثاني على رؤوسنا وفي يومياتنا، وفي حَلِّنا وتِرحَالِنا، ونشد على يديه مُهنئين ومُباركين بعيد ميلاده في عقده السادس، إذ إننا نبادله المحبة بالمحبة، والثقة بمثلها، ونضرع للعلي العظيم أن يُطيل في عمره ويحميه اليوم وكل يوم، وندعو له بتمام التوفيق، والتمتع وإِلْهَام لِلخَير المتواصل في كل قضية ومسألة، والنجاح والسداد والعافية. نُحبك عبدالله مليكنا المفدى.. عِيدك عِيدنا.