لن ننساك دير ياسين….. بقلم بديعة النعيمي
الشعب نيوز:-
الألم الشديد كما قال شيلر يجعل المرء يشعر بأنه الموجود الوحيد.
ولا بد بأن الناجين من مجزرة دير ياسين شعروا بأنهم الموجودون الوحيدون.
فضحت شمس السماء,المستور في الأزقة والساحات والبيوت يوم الحادي عشر من نيسان,يوم تمكن ممثل الصليب الأحمر من دخول قرية دير ياسين فوقعت عيناه على أكبر مشاهد للإرهاب في القرن العشرين، القرية التي اغتصبت على حواف بنادق خانتها رصاصاتها…
تقع قرية دير ياسين التابعة للقدس والتي لا تبعد عنها أكثر من كيلومتر على تل يبلغ ارتفاعه ثمانمائة متر. يفصلها عن مستعمرة غفعت شاؤول الأقرب إليها واد زرع منذ عشرات السنين بأشجار التين واللوز وكروم العنب. وتعتبر هذه المستعمرة التي تم تأسيسها عام 1906 هي بداية الاستيطان اليهودي في قرية دير ياسين.
منذ عام 1944 كانت قد وضعت خطة سميت دالت تقضي بتوسيع الدولة اليهودية إلى أبعد من حدود التقسيم التي اقترحتها خطة التقسيم للأمم المتحدة ،ولم يتم العمل بها إلا في ابريل 1948 وذلك بعملية نحشون والتي كان الهدف منها فتح ممر يربط تل الربيع بالقدس فكانت قرية دير ياسين من ضمن هذه الخطة.
والذي يدللنا على أن اليهود لا عهود لهم هو ما حدث قبل أسبوعين من المجزرة حيث تم توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات القريبة من دير ياسين حيث وافق عليها أهالي القرية.
قامت عصابتي الأرغون وتشيرن بشن هجوم على القرية قرابة الرابعة وخمسة وعشرون دقيقة من ذلك الفجر الرمادي فجر التاسع من نيسان لعام 1948.فدخلت القرية من عدة محاور وأطبقت عليها الهجوم، فتصدى لها أهالي القرية بأسلحة قديمة قاموا بشرائها من مصر. حيث قاتلوا حتى آخر رصاصة وكان النصر من نصيبهم لولا تباكي عصابتي الأرغون وتشيرن عند الهاجاناه التي سارعت إلى تعزيزهم بمدافع الهاون الأسلحة الأتوماتيكية من مستعمرة غفعت شاؤول.
لم تكتف العصابات اليهودية من إراقة الدماء والقتل والاغتصاب والتمثيل بالجثث بل لقد قاموا بأخذ عددا من أهل القرية الأحياء بالسيارات واستعرضوهم في شوارع الاحياء اليهودية وسط هتافات اليهود وبعد ذلك عادوا بهم إلى القرية وأجهزوا عليهم. غادر على جمر الألم من غادر إلى قرية عين كارم وتشرد أيتام القرية في شوارع القدس يبكون أبا وأما ومنهم من بكى عائلته بالكامل.
وكانت من أهم نتائج هذه المجزرة وكما قال مناحيم بيغن لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل.
ذلك أن المجزرة أسهمت في تفريغ البلاد من معظم أهلها..
ويبقى السؤال..من المسؤول ؟ ومن هو القاتل الحقيقي؟ التواطؤ أم الصمت؟