درس محاضرة طاهر المصري…

أسامة الرنتيسي –

تابعت في اليومين الماضيين تداعيات محاضرة طاهر المصري في نقابة الصحفيين، ونشرت في “الأول نيوز” نص المحاضرة كاملة لمن فاته الاستماع إليها مباشرة من معشر الصحافيين والسياسيين والمهتمين.
ووزنت مع دولة الرئاسات الثلاث ابو نشأت بعد أن تكرم واستشارني بضرورة نشر توضيح لما قاله في المحاضرة، فكان رأيي أن الأمر لا يحتاج إلى توضيح.
للأسف الشديد، كل من أصدر بيانا حول محاضرة المصري أو نشر تعليقا، أو رفضا، أو استغرابا، لم يطلع على ما قاله المصري لا في نص المحاضرة ولا في إجابة التساؤلات، واعتمد على ما جاء في بعض المواقع وصفحات السوشيال ميديا، خاصة حول قضية إفلاس الدولة.
كل من علق أو نشر بيانا مثل أخونا المعتوب عليه النائب المحترم خير ابو صعيليك، أو مقالا للخبير والوزير السابق مهند شحادة، أو تعليقا مقتضبا لرجل الصناعة موسى الساكت، او مقالا طويلا للزميلة المجتهدة نور الدويري، أو مقالا عميقا للزميل سامح  المحاريق بعنوان “الافلاس بين المجاز والواقع”، وغيرهما الكثير من الاراء والتعليقات، وحتى حديث رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة تحت قبة البرلمان، لم يكلف أحدهم نفسه التواصل مع صاحب الحديث للاستفسار منه عن دقة ما نشر.

عائلة المصري الابرز إقتصاديا في الاردن دخل عميدها المستثمر الابرز صبيح المصري على خط التوضيحات وقال …متفائل بالفترة المقبلة ومستمرون في الاستثمار في الاردن.
لم يتجاوز طاهر المصري في محاضرته في نقابة الصحفيين عن الخط العام للتحذيرات التي يطلقها الجميع، وقال حرفيا “إذا ظلت سياساتنا الاقتصادية على حالها والمديونية في إرتفاع مستمر فإننا سنذهب للإفلاس…. ولم يقل إننا دولة مفلسة..”.
طاهر المصري ابن البنك المركزي في الأساس حيث كانت بدايات عمله فيه، يعرف أن الإفلاس يأتي بعد تعثُّر، ويعرف أننا لم نصل إلى مرحلة (لا سمح الله) العجز في تسديد الديون وفوائدها، ويعلم جيدا أننا لم نصل إلى مرحلة التعثُّر في تأمين رواتب الموظفين والمتقاعدين، ويعرف جيدا أرقام العملات الصعبة في البنك المركزي، لكنه يعرف أن الحال الاقتصادي ليس بعافية، فمن أين جاءت معلومة أننا دولة مفلسة…!!.
محاضرة المصري كان تركيزها الأساس على أن “خطر التمدد الصهيوني ينتقل إلى الأردن” وأن الأردن في عين الاستهداف الإسرائيلي بعد أن استكمل الاحتلال تشريع يهودية الدولة وبعد أن قمنا برهن سلاحَي الطاقة والمياه للسيطرة الإسرائيلية ما يجعلنا نفتقد سيادتنا واستقلالنا؟؟.
الدايم الله….