الغزاوي تكتب: لماذا الآن؟
الشعب نيوز:-
يارا الغزاوي
عندما تختلط علينا الأمور فيرتبط كل من الفقر والبطالة؛ كما الغلاء وزيادة الضرائب؛ ناهيكم عن ارتفاع المديونية وازدياد العجز؛ بحاجتين رئيستين هما (الأمن والأمان)، يتوجب علينا كشعب أن نختار بين المر والأمر منه في ظل الظروف القاسية والمحيطة بنا.
إن حكومتنا الرشيدة بقيادة جهابذة الإقتصاد لا تدرك أن الأمان الاقتصادي يتبعه تلقائيا الأمان الاجتماعي فالأمن الداخلي بحيث تؤدي هذه العوامل بدورها لحالة عامة من الإستقرار السياسي على الصعيد الوطني.
قد يكون الشعب الأردني أكثر وعيا وإدراكا من الحكومات فقد عاشت الأغلبية العظمى من الشعب لسنوات طويلة خلت حالة من التقشف العام، وربط الأحزمة وتحمل الصدمات واحتواء الغير، فالظروف ليست بجديدة علينا، كما أن المكان لم يتغير لكن الأرض قد ضاقت بأهلها.
من جهة أخرى اعتاد المواطن شخوص المسؤولين (أسماءهم ووجهوهم) يسرحون ويمرحون متنقلين من منصب إلى آخر بالوراثة.
إذن فالأمر أيضا ليس بالجديد..! لكن الإختلاف غير الملحوظ أن القلة من الوجوه الجديدة عديمة المنفعة قد ظهرت والقلة القليلة من أصحاب الخبرة قد غيبت بقصد أو بغير قصد.
ما أود توضيحه فيما أتيت على ذكره أعلاه أن ما نمر به ليس بجديد علينا كأردنيين، حتى وإن كنا نعيش وضعين كلاهما مقلق.
“وضع اقتصادي متعثر ووضع سياسي حرج يمر علينا كدولة قيادة وشعب”.
لماذا الأن؟
أمسينا نعيش حالة من الجدال والمشاكسة حول صعوبة الظروف التي يمر بها الوطن ونمر بها نحن كمواطنين أصحاب الأرض، حتى أخذت حناجرنا تصدح بالأصوات من كل حدب وصوب في أرجاء الوطن بأننا أمة ذات تاريخ مجيد حافل وصار طيف الماضي حلماً يراودنا.
المشكلة أنّ البكاء على الأطلال ما عاد يجدي، وحروبنا الإلكترونية وغضباتنا في «تغريدة» ثائرة هنا أو «تغريدة» صارخة هناك لن يعيد ذلك التاريخ ولا أبطاله.
وكلما همّ أحدهم برفع شعارات التغيير رفعنا له شعاراتنا الفتاكة بأن ماضينا زاخر، وأن (اللي ما له ماضي ما له حاضر).
عجبا كيف لمن توقف إنجازه بعد ذلك المجد التليد أن يتقدم؟ وكيف لمن نام عن حاضره أن يستدرك ما فاته بعد فوات الأوان؟
ثقتنا بالله عز وجل وتضرعنا له بالدعاء بأن يحمي الأردن أرضا وقيادة وشعبا مما هو أعظم. فالإقليم من حولنا ملتهب، وعقارب الساعة في تسارع منقطع النظير، والأحداث من حولنا تجعلنا في ترقب دائم لما هو قادم من الأيام وما تحمله في جعبتها من مفاجآت على كافة الأصعدة.
إن المتربصين بالأردن من سماسرة الأوطان وتجار الوطنية في الداخل لهم أخطر وأشد قسوة على الوطن ممن هم في الخارج، فلنقف لهم كأردنيين بالمرصاد حتى يبقى هذا البلد الذي عايش الكثير من الأزمات عصيا على كل شخص تسول له نفسه العبث بأرضه الطاهرة وشعبه الصابر على المحن والشدائد.
والله من وراء القصد.