تعظيم قيم الاستقلال بحفظ كرامات المواطنين.. أسامة الرنتيسي

607
الشعب نيوز:-

نحتفل بالعيد 76 للاستقلال، وللاستقلال في زمن ما بعد الربيع العربي “المختلف على موسمه” طعم خاص، طعم برائحة الكرامة والاحساس بقيمة الوطن الحر.

الاستقلال، والاحتفال بمرور 76 عاما على انجازه، نقاط وعلامات تضاء في القلوب من خلال المحافظة على انجازات الاستقلال، وتعظيم ايجابياتها، والبناء على النماذج الايجابية فيها، ومعالجة كل ما علق من سلبيات حولها.

اكثر ما يجب ان نتعلمه من الاستقلال وذكراه المجيدة، كيف نحافظ على معاني الاستقلال ونصونها من أية عثرات، والعثرة الاولى التي قد تصيب الاستقلال أن يشعر المواطن انه غير مستقل ماليا ومعيشة، وأن حياته مرهونة لجهات أخرى.

علينا أن نتعلم ان صيانة الاستقلال في الفترات الصعبة أهم بكثير من إدامة مظاهر البذخ التي تعود عليها بعض مسؤولونا، ولا يعترفون اننا نمر بأزمة، ويتوهمون أن انجازاتهم وولاءاتهم تظهر من خلال الاهتمام ببعض الشكليات التي لم تعد مقياسا للعمل والنجاح.

في سنوات العمل في الخليج، سمعتها كثيرا، مثلما اسمعها دائما من السياسي العتيق والعميق الصديق ممدوح العبادي، حول الانفاق العام في الاردن، “كأننا دولة بترولية”.

هذه الملاحظة كانت ظاهرة للعيان في فترة الرخاء، وللأسف لا تزال ظاهرة في فترة الشدة، بنسب اقل، لكنها تبقى ملاحظة جوهرية، عن الانفاق غير المبرر وغير المنتج.

تعظيم قيم ومعاني الاستقلال مرتبط بحفظ كرامات المواطنين، لهذا فإن الاصلاح الاقتصادي بات متقدما على الاصلاح السياسي هذه الايام، ويكفي حديثا وعناوين وشعارات للاصلاح الاقتصادي من دون تحقيق انجازات على الارض تعود مباشرة بالايجابية على حياة المواطنين.

لكن هذا لا يعني تغييب مشروع الاصلاح الوطني الديمقراطي الشامل عن أجندة الدولة، من خلال تكريس التعددية السياسية والفكرية والمشاركة الشعبية والعدالة الاجتماعية والمساواة، لانه من خلالهما تتم ادامة معاني الاستقلال، وتحفظ كرامة الاردنيين.

مشروع إصلاح حقيقي وجاد، لاننا شبعنا حديثا عن الاصلاح ولا نرى آفاقا حقيقية في جعبة التغيير.

ليس الاستقلال مرتبطا باحتفالات رسمية، في محافظات ومدن المملكة، العديد من المسؤولين منشغلون في التحضير لها، ولا في اليافطات التي تغطي الشوارع، وابراز مظاهر البذخ في زيادة انارة الشوارع، فهي مكلفة على خزينة الدولة، وفوق هذا ضارة بالبيئة، ونحن على مشارف الصيف وارتفاع درجات الحرارة، والاهم أن سياسة الحكومة المعلنة يوميا تخفيض فاتورة تكلفة الطاقة.

نحتفل بالاستقلال برؤوس مرفوعة وهامات تطاول السماء، وعشق الاوطان منقوش في القلوب، لا في مظاهر مكلفة جدا على خزينة الدولة.

الدايم الله…

قد يعجبك ايضا