مهرجان الفحيص.. 30 عامًا من العطاء والإبداع.. أسامة الرنتيسي
الشعب نيوز:-
30 عامًا من الجمال والإبداع والفن الملتزم والثقافة الجادة، يسطرها مهرجان الفحيص في مواجهة التجهيل والخراب والخواء الذي ينتشر في ربوع محيطنا، مثل النار في الهشيم.
مهرجان الفحيص (الأردن تأريخ وحضارة) ليس فعلًا شبابيًا نادويًا، ولا أيامًا لإقامة حفلات فنية أو ندوات متخصصة، كما أنه ليس احتفالًا بشخصيات وطنية ومدن أردنية وعربية.. إنه تمازج حقيقي بين كل ما هو حقيقي في بلادنا وما هو مزيف.
قبل 30 عاما التقت نخبة من شباب الفحيص في أهم مؤسسة احتضنت أنشطة المدينة آنذاك هي نادي شباب الفحيص الذي كان يترأسه المرحوم جريس صافي مضاعين، وبعد أن غادرت البلاد حقبة الأحكام العرفية فكروا بإقامة مواسم فرح وعشق، وتوصلوا إلى أن الفن والثقافة الحقيقيَّين لا بد أن يكون منبعهما التأريخ الذي يوصل الأمم بالحضارة، فاختاروا شعار المهرجان (الأردن تأريخ وحضارة)، واستمر هذا الشعار مع المهرجان من سنته الأولى حتى هذا العام الذي يفتتح في 10 آب المقبل.
كانت الفكرة صعبة في البداية، لكن التصميم الذي يمتاز به (صبيان الحصان) وهو الاسم المحبب لكل أهالي الفحيص، هو الذي منح الفكرة عظمًا ولحمًا، وكان المهرجان في سنته الأولى كرنفال فرح شارك به كل أهالي الفحيص، خاصة السكان حول موقع المهرجان في البلدة القديمة.
كبر المهرجان، وأصبح بفعالياته المميزة المهرجان الأول في البلاد، وتوالدت بعد ذلك المهرجانات في أكثر من مدينة أردنية، وتجاوز مهرجان الفحيص في نسخته الثالثة الطابع المحلي، واختار من الفن العربي المطربين الأكثر جماهيرية والأكثر التصاقا مع شعار المهرجان، وأصبحت أيام المهرجان تتجاوز الأسبوعين، واختلطت الثقافة مع الفن والإبداع والأعمال المميزة الأخرى، فتوسعت خطط المهرجان، وأصبح حملا سنويا على عاتق شباب الفحيص، ومن مسؤولية إدارة نادي الفحيص.
المهرجان هذا العام في دورته الـ 30 ، بعد أن راكم خبرات الشباب المبدعين في إدارة المهرجانات، وبعد أن أصبح توثيق أعمال المهرجان ومتابعته يحتاجان إلى جهد أكبر من جهد مؤسسة واحدة، بدأ الحالمون في ديمومة المهرجان والخائفون عليه من تقلبات الأوضاع المجتمعية يبحثون عن مؤسسة ترعى المهرجان، وتشرف عليه سنويا، وتفكر طول العام في تعزيز فعالياته وحماية أهدافه.
لقد أصبح المهرجان حملا ثقيلا وجميلا على الجميع، وعلى إدارة النادي بشكل خاص، وحماية الثقافة الجادة والفن الملتزم تحتاج إلى جهود الجميع، فلا يجوز أن يبدأ المهرجان كل عام من نقطة الصفر ومن موازنة تعتمد على جهود الخيّرين ودعم المؤسسات الشعبية والرسمية، وهي مهما كان حجمها لا تعادل الجهد والسهر ولحظة الإبداع عندما يتم إيقاد شعلة المهرجان.
نثق بقدرة إدارة النادي الحالية وعلى رأسها الصديق المبدع أيمن سماوي في تنظيم وإدارة أفضل مهرجان يعكس صورة الفحيص الحضارية، ونثق أن إمكاناته قد تتعدى مهرجان الفحيص إلى الإشراف العام على مهرجانات الأردن عموما.
الدايم الله…..