تعديل أم تغيير..؟ ليس هذا المهم !

363
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

تعديل أم تغيير..؟ سؤال يتوسع البحث فيه هذه الأيام، تسمعه كثيرا خاصة من المشتغلين بالعمل العام، فأخبار التعديل الوزاري الموسع كثيرة، وأخبار التغيير الوزاري تسربها منصات إعلامية، لهذا “ضاعت الطاسة” فهل نحن إزاء تعديل  أم تغيير وزاري؟.

شخصيا؛ لا أجد فارقا كبيرا في الحالتين، وميال إلى احتمالية بقاء الحال على ما هو عليه، لأنه لا التعديل الوزاري سيغير شيئا، ولا حتى حكومة جديدة بذات النهج ستفعل شيئا، ومن الأفضل البقاء على ما نحن فيه، حتى يتغير الحال ونتخلص من تدوير الاسماء من دون تغيير حقيقي في النهج.

حالة الإحباط العامة لا تَخفى على أحد، ولا تحتاج إلى إستطلاعات رأي، فقد انتقلت العدوى إلى أكثر الناس تفاؤلًا، فلا يعلم أحدٌ ماذا سيقع غدًا، فالأمور تسير على قاعدة “سارحة والرب راعيها…” وحتى هذه إلى متى؟!

لا تحتاج أوضاع المواطنين المعيشية الصعبة إلى شواهد، فالحال مكشوفة للجميع، والضغط المتوالي على لقمة العيش أصاب الفئات جميعها، المسحوقة أصلًا، وقد سحقت خلال سَنَتي كورونا وما بعدها ما تبقى من الطبقة الوسطى، حتى طبقة الـكريما 5 % المنعمة، بدأت تتململ حالها حال المسحوقين، وباتت لديها شكاوى بأشكال مختلفة.

ليس حديثَ مختصين، ولا قراءات معتمدة على دراسات، لكن كل ما يجري في الأردن، من إضرابات عمالية وقطاعية وحقوقية في عدد واسع من المؤسسات، وما يقع من عنف اجتماعي، وارتفاع نسب الطلاق، ومشاجرات أُسَريَّة تُشْهَر فيها الأسلحة النارية فورًا، والغضب والعنف في خطاب الأردنيين، سببه الأول والأخير الأوضاع المعيشية الصعبة التي يَحْيونَها.

عندما يقف الإنسان عاجزًا عن تأمين حاجات أسرته من المأكل والملبس وأساسيات الحياة، فإن غضبا عنيفا يُختزل في داخل ولي أمر طالب جامعي، عندما يعجز عن توفير قسطه ومصروفه، فإن «عفاريت الدنيا» تتفاعل في دماغه، وعندما لا تجد أسرة إلا الخبز والشاي (إن وُجِدا) لتقتات بهما، فلا يتوقع أحدٌ أن يكون هناك اطمئنان وشعور بالأمان لدى المواطن الأردني.

تنص الفقرة الثالثة من المادة السادسة من الدستور الأردني على: «تكفل الدولة العمل والتعليم ضمن حدود إمكاناتها، وتكفل الطمأنينة وتكافؤ الفرص للأردنيين جميعهم»، فهل تستطيع الحكومة أن تدَّعي أنها لا تخالف الدستور.

لا نريد أن نحاسب الحكومة على قضية العمل والتعليم، فنحن نعرف إمكانات الدولة جيدا، لكننا لن نتنازل عن قضية الطمأنينة، وأتحدّى أن يتجرَّأ مسؤول حكومي  فينفي تسرب عدم الطمأنينة إلى عقول وقلوب الأردنيين، وأصبح الخوف من المستقبل وضبابية المرحلة يسيطران على مُخيَّلات الجميع.

الدايم الله…

قد يعجبك ايضا