” ضجيج صمتي ” ، للكاتبة وعد عبدالله العساف
الشعب نيوز:-
صدر حديثا عن دار هبه ناشرون وموزعون كتاب نثري ” ضجيج صمتي ” ، للكاتبة وعد عبدالله العساف للعام 2021، يقع من 168 صفحة .
تبدا في مستهل كتابها بالإهداء الى والدها الراحل : “الى الجميل .. الذي أطفأ سراجه .. في ميعة العيد ..ومضى ” .
وقد جاء نثرها معبرا عن صمت يحتضن ضجيج مشاعر حزن وتمرد تطاير شررا بعد انحباس طويل ، في فضاءات بلغت اللاحدود .
نثرا ينشر دفئ قلم بحث عن فسحة من نور بين تراكمات صقيع الفقد ، ووجع الغياب .
وقد تنوعت محتويات الكتاب وموضوعاته بين رثاء والدها الذي اصاب فقده صميم فؤادها، وبين عشق عمان الذي يختلج حبها بين حناياها، وبين النوستالجيا والثورة أحيانا على الواقع .
يظهر الوجع الذي شرخ وجدانها في مطلع قصيدتها حسرة العيد :
في العيد ..
لا حلوى يا أبي ..
ولا أنت …. ما أبقى الكسر يا أبي ..
إلا دمعة .. تتقمص الجوى .. تذكي التياعي .
وتبحر في نثرها مكملة مشوارها في وصف عشقها لمدينة عمان في قصيدتها النثرية ربة الخلود مبتدئة :
أيها الزائر لطفا.. أخلع نعليك فأنت على أبواب ربة الخلود .. منهية القصيدة بوصف محكم لجمال يبهر القاريء عن عمان .. تقول : كيف للعشق أن يذكر يا انعتاق الروح ولا يهفو القلب الى هواك .. كيف للهوى أن يمر يا مدار العشاق .. ولا يقترض قبلة من خد رباك .
وتستكمل رحلتها في الغوص في أعماق الكينونة والصيرورة في قصيدتها عواصف سؤولا، واصفة حيرة مبهمة أمام ما يدور في الكون من تساؤلات نعجز جميعا عن فهمها اختصرتها في سطرين من ضمن قصيدتها : كيف لي ان أعرف ..وخباياي بين ألف مسألة وسؤال .. تتأرجح .
وعادت مرة أخرى الى وصف عجزها امام حزنها في قصيدة سكر مر : كأنك ظمأي للفرح .. أحمل ذاتي وأسافر اليه .. أرجع بقوارير مثقوبة .. قوامها سكر مر ..
وتحاول الهروب من بين ضباب الدموع الى النور معلنة التمرد على كل ما يتعبها في قصيدتها نتفة تمرد : ألملم جميع تفاصيلي .. أتصالح مع كلي .. وجميع تناقضاتي ….. لا أحتاج أن اكون مبهرة .. يسرني أن أكون عادية . مع نتفة تمرد تتماهي بعاداتي ..
وهكذا تنقلنا معها في موضوعات كتابها من سحابة الى أخرى بأسلوب سلس وشيق ورقيق ..
كقصيدتها تعالو نحلم التي تقول فيها : تعالو نخون الاستيقاظ ونحلم ..نرقص على وجع الجرح البائس ..ونرسم …
ومن الجدير بالذكر أن هذه هي التجربة الثانية للكاتبة العساف، فقد صدر لها في عام 2019،
كتابها الأول خربشات خريفية .