أسطوانة الغاز على وشك الانفجار!

6٬099
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

 

  نصيحة للعُقّال من صناع القرار في البلد،  أطفئوا فتيل أزمة متدحرجة  قبل أن تقع “الفاس بالراس” فعلًا، فنندم حين لا ينفع الندم:

“قالوا أبوي بيجبر المكسورة.. قالوا أبوي بيجبرها قبل ما تِنكسر”.

تنص الفقرة الثالثة من المادة السادسة من الدستور الأردني “تكفل الدولة العمل والتعليم ضمن حدود إمكاناتها، وتكفل الطمأنينة وتكافؤ الفرص  للأردنيين جميعا.”

لا نريد أن نحاسب الحكومة على قضية العمل والتعليم، فنحن نعرف إمكانات الدولة جيدا، لكننا لن نتنازل عن قضية الطمأنينة، وأتحدى أي مسؤول حكومي أن ينفي أن عدم الطمأنينة قد تسرب إلى عقول وقلوب الأردنيين، وأصبح الخوف من المستقبل، وضبابية المرحلة يسيطران على مخيلة الجميع.

خروج رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة على شاشة التلفزة الاردنية يوم الجمعة، وخطابه المنفعل تحت القبة يوم الاثنين، رفع منسوب الغضب لدى الناس من قرار رفع أسعار الوقود، خاصة الديزل، ما دفع أصحاب الشاحنات والنقل العام وأصحاب مكاتب التاكسي إلى التفكير بإضراب عام، بعضهم نفذه فعلا وبعضهم الآخر ينتظر ما  ستؤول إليه الأمور.

أتمنى أن يكون لرئيس الوزراء صفحة على الفيس بوك، ويتعامل شخصيا معها، حتى يعلم بالضبط حقيقة ردود الفعل على قراراته والتقويم العام لحكومته، وأن يرى حجم الغضب والرفض اللذين يكمنان في عقول الشباب.

لقد وصلت أسعار الوقود إلى أرقام صادمة، ونسب لا يمكن أن يصدقها عاقل، واسطوانة الغاز التي يجري الالتفاف على تثبيت سعرها منذ سنوات على وشك الانفجار.

بعد كل هذا اكتشف الأردنيون أنهم منذ سنوات يعيشون عالة على دعم الحكومات، ولولا هذا الدعم، لما تدفأ أردني في ليلة شتاء باردة، لهذا يهدد رئيس الوزراء برفع الدعم الكامل عن الوقود.

أسعار البنزين، تجاوزت كل الأرقام، وقفزت الأسعار عن باقي كل الدول، الصديقة والشقيقة، وكأن لا أحد غيرنا يستخدم البنزين، ولا أحد يمتلك سيارات، فهل من المعقول أن يدفع المواطن الأردني كامل ميزانية الدولة.

واضح أيضا أن الحكومة لا تعرف حجم استخدام الديزل والكاز من قبل المواطن الأردني، كما لا تعرف حجم انعكاسات رفع هاتين المادتين على كل شيء في البلاد، حتى على سعر شاندويشة الفلافل.

لا تحتاج أوضاع المواطنين المعيشية الصعبة إلى شواهد، فالحال مكشوفة للجميع، والضغط المتوالي على لقمة العيش أصاب الفئات جميعها، المسحوقة أصلًا، وقد سحقت سَنَتا كورونا ما تبقى من الطبقة الوسطى، حتى طبقة الـكريما 5 % المنعمة، بدأت تتململ حالها حال المسحوقين، وباتت لديها شكاوى بأشكال مختلفة.

الأوضاع السياسية الداخلية تحتاج الى وقفة جادة وحقيقية، والعمل على توحيد الناس، وتماسك الجبهة الداخلية أهم بكثير من أي حلول اقتصادية.

أشعر ببرد شديد، ويعيش الناس في قشعريرة.. الله يستر.

الدايم الله…..

قد يعجبك ايضا