العفو العام والتوقيت المريب!

227
الشعب نيوز:-

أسامة الرنتيسي

 الحماس النيابي لموضوع العفو العام أمر يثير الريبة، فما أن تبدأ ماكينة الحديث عن عفو عام إلا ويتنطح نواب للدفاع عن ضرورة العفو العام وإيجابياته على المجتمع.

توقيت فتح الحوار العام حول العفو مريب أيضا، فالموازنة العامة للدولة في حضن مجلس النواب وهي أهم القوانين التي تنعكس على حياة المواطنين، فَلِمَ يختار النواب فتح ملف العفو العام في هذا التوقيت الذي لا يمكن احتسابه إلا في باب البحث عن صفقة ما أو تمرير شيء ما.

آخر الخزعبلات عن العفو العام، رسالة وصلت  -السبت – إلى هواتف الأردنيين تقول: “السلام عليكم؛  أي حد عليه مخالفات سير يعترض إلكترونيا لأنه راح يشملهم العفو العام يوم الأحد الإعتراض.. أنشر تؤجر”.

بالمعلومات، هناك تردد في دفع المخالفات والغرامات في مؤسسات الدولة عموما، بانتظار إصدار عفو عام كما يشاع منذ أسابيع.

لكن؛ من المعلومات أيضا، الرسمية والقضائية والنيابية فإنه لا عفوًا عامًا هذه الأيام، وكل ما يتردد هو محاولات ضغط من قبل مستفيدين من العفو العام.

يقولون أن نسب الاشغال العام في السجون تجاوز 125 %، وحسب الإحصاءات الرسمية تصل كلفة نزلاء مراكز الإصلاح إلى 50 مليون دينار سنويا، تنفق على أكثر من 8 آلاف نزيل هو المعدل اليومي لعدد النزلاء «موقوفين ومحكومين» في الأقل، في الوقت الذي تصل فيه كلفة النزيل الواحد نحو 16.5 دينار يوميا، وفق دراسة اقتصادية أعدتها إدارة مراكز الإصلاح قبل سنوات.

من ميزات المرحلة الجديدة في البلاد، الابتعاد عن إصدار العفو العام الذي كان في مراحل معينة شبه سنوي، والآن لا يصدر إلا بقانون، وفي أضيق الحالات، فما الضغوط إلا لتغيير توجه إيجابي يحسب للبلاد لا عليها.

نعرف أن صدور العفو العام يستفيد منه آلاف المحكومين والموقوفين والمطلوبين والماثلين للمحاكمات في مخالفات وجنح وجرائم مختلفة، لكن مضار هذا العفو أكثر من إيجابياته.

قيل الكثير عن سلبيات العفو، كما قيل أيضا عن إيجابياته، ونعرف أن العفو يأتي ضمن سياسة التهدئة والمقاربة بين الحكم والشعب، وتنفيس جانب من الاحتقان العام الذي لا تخطئه العين، بسبب الأحوال المعيشية الصعبة.

يقول المتحمسون للعفو: إن البلاد لن يضيرها إذا شمل العفو شخصا، فاسدا محكوما، أو فاسدا لا يزال طليقا، فالفاسدون كثيرون، ومنذ عشرات السنين، ونحن نتحدث عن الفساد، ولا نرى فاسدين، وعندما تزكم رائحة فساد أحدهم الأنوف، تخرج الأصوات المدافعة عنه، أعطونا دليلا، وكأن الفاسد غبي بطبعه ليترك دليلا وراءه.

الدايم الله…

قد يعجبك ايضا