الصدمة من بيان الخارجية.. “ماذا في الجراب يا حاوي”!

430
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

 حجم الصدمة التي تسبب بها بيان وزارة الخارجية الأردنية بعد عمليتي القدس، الذي “يدين الهجوم الذي استهدف مدنيين في القدس الشرقية”، كان كبيرا إلى حد الذهول.

فما الذي دفع وزارة الخارجية إلى إصدار بيان مفاجىء وغريب حول عملية بطولية قام بها شاب فلسطيني مقدسي يكافح المستوطنين الذين هم بكل الأعراف محتلين لأرض وبيوت ليست لهم.

البيان، والعملية البطولية جاءا بعد يوم من المجرزة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في مخيم جنين وقد ذهب ضحيتها 10 شهداء حتى الآن غير الجرحى، فهل الهجوم وقتل شباب المخيم وإحدى سيداته عمل عسكري مقبول، وأما الرد عليه فهو مدان.

المجزرة البشعة جاءت بعد يوم من زيارة النتنياهو إلى عمان، فهل هذا البيان مكافأة له على سلوكه “الحقير اللئيم” أم هو فاتورة لِقابِل الأيام.

للننتبه كثيرا، إن أكثر من دولة عربية جاءت بياناتها تدين العملية، ووصل بعضها إلى تقديم التعازي لدولة الاحتلال، والسؤال هنا “ماذا في الجراب يا حاوي”. !؟

كل ما نفعله في السياسة والعلاقات مع دولة الكيان الصهيوني مرتبط بمعاهدة وادي عربة التي اقترب توقيعها من الثلاثين عاما ولم تغير قيد أنملة من عقلية حكام الكيان الصهيوني المتطرفين، ولا في سلوكهم العنصري الاستيطاني، لا بل تكشف الاحداث يوميا عن أن الصهاينة لا يقيمون وزنا لهذه الاتفاقية.

بعد نحو 30 عاما من الاتفاقية، وبعد سنوات طوال من الاحتلال، والحفاظ على الهدوء على أطول جبهات المواجهة (450)  كم، لا يزال العدو عدوا، ولا تزال الأطماع الصهيونية لا تقف عند حدود.

أكثر ما يؤذي الكيان الصهيوني أردنيا  هو التهديد بمصير اتفاقية وادي عربة، إن كان تُجاه إلغائها وهذا هو الأقرب إلى وجدان الشعب الأردني، أو تجميدها، لأن قادة العدو الصهيوني يركّزون دائمًا على تخوّفهم من تعرض معاهدة السلام بينهم وبين الأردن للخطر.

لكن؛ للأسف،  يخرج علينا سياسيونا متطوعين دائما بالقول: “إن إلغاء معاهدة السلام بين الأردن والصهاينة المحتلين ليس مطروحًا على بساط البحث”.

لم نسمع بعد كل هذه السنوات على توقيع معاهدة وادي عربة،  “إسرائيليًا” من الوزن السياسي الثقيل مدافعًا عن المعاهدة مثلما يفعل سياسيونا، وكأننا فعلًا   الكاسبون من  هذه المعاهدة  لا “إسرائيل”، ونحن من ضيّق الخيارات  إلى خيار واحد لا “إسرائيل”، وألّا مصلحة أردنية بإلغاء هذه المعاهدة أو تجميدها.

الإسرائيليون يلعبون سياستهم بمكر ودهاء، فلِمَ لا نلعب نحن أيضا بخبث أكثر منهم، وألّا نكشف عن  أوراقنا دفعة واحدة؟

لِمَ لا نستغل الرفض الشعبي، ونحترم وجدان الشعب الأردني الرافض لهذه المعاهدة، ونمارس ضغطًا سياسيًا على قيادة “إسرائيل” المتغطرسة، على أمل أن يرتدعوا  قليلًا  عن ممارساتهم العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، والمقدسات التي تقع تحت السيادة الأردنية!.

في عقول السياسيين الأردنيين قناعات راسخة، بأن وادي عربة أكثر من معاهدة، وأنها تُشـكل تهديدا اسـتراتيجيا لمصالح الشعب الأردني والسيادة الوطنية وقضايا الأمة عامة.

سيبقى نضال الشعب الفلسطيني بكافة أشكاله مقاومة مشروعة لها كل الدعم، مهما إنبطح الموقف الرسمي العربي أكثر وأكثر.

الدايم الله……

قد يعجبك ايضا