الأخطاء الطبية.. قص المعدة بلا رقيب!

226
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

 

منذ وفاة وديع نجل الفنان جورج وسوف بخطأ طبي بعد قص المعدة وأنا أتلمس أصدقائي المصرين على تخفيض الوزن بكل السبل، وأسأل عمن أجرى عملية قص معدة وكيف هي أحواله، فقد خسرت شخصيا صديقين لا يتكرران غيبهما الموت بعد عمليات قص المعدة المرحوم جريس خيرو داوود ابو راشد (دينمو الضمان الاجتماعي) والمرحومة المحامية سهير أجمل عكروش أم  علي.

لا يمضي وقت إلا ونسمع عن حالة وفاة  — في تقدير ذويها أنها نتيجة خطأ طبي، أو سوء متابعة علاجية وتمريضية بعد إجراء عملية —.

لا أريد أن أعمم، ولا أطعن في المستوى الطبي الذي نفتخر به عربيا، ولكن من باب الخوف على مستقبل الطب والسمعة العالية التي وصلنا إليها، لا نتمنى أن يصيبها العطب من جراء الفوضى العامة في معظم القطاعات المهنية، وغياب المنظومة الأخلاقية عن كثير من المهن.

الأخطاء الطبية مصير أصحابها القبور، واللوعة والحسرة والمفاجأة مصير الأهل، وفي حالات كثيرة يجد المرء مبررا للاعتداءات والمشاجَرات التي تقع في المستشفيات من قبل مرافقي المرضى في لحظة معينة يصلهم خبر وفاة ابنهم أو قريبهم.

في الأيام الماضية سمعت روايات وأحاديث كثيرة عن فوضى في عمليات قص المعدة التي تشهد زيادة كبيرة في إجرائها، وأخطر ما في الأمر أن الذي يقرر إجراء العملية هو المريض لا الطبيب الذي يرضخ للمبلغ المالي الكبير الذي ينتظره من جراء إجراء العملية.

سمعت عن أطباء استقالوا من الخدمات الطبية أو وزارة الصحة لكي يتمكنوا من الاستفادة من الفورة غير الطبيعية في عمليات قص المعدة، والأجور العالية التي يتقاضونها.

قانون المساءلة الطبية الذي أصبح المسؤولية الطبية، والفرق  بينهما كثير، وإضافة وجود “محرم” مع المريض كشف عن العقلية التي صيغ بها القانون وتم إقراره بعد جهود كبيرة بعد أن عملت مؤسسات طبية على وأد قانون المساءلة الطبية طوال السنوات الماضية، لهذا تستمر الأخطاء الطبية من دون محاسبة، ليس بهدف معاقبة المخطئ فقط، بل من أجل حماية سمعة المؤسسات الطبية والأطباء الأردنيين، وفي المجمل؛ العملية الصحيّة بالكامل.

كل وزير صحة جاء على رأس الوزارة كان يقوم فورا بتحريك قانون المساءلة الطبية، لكن ما أن يتم الحديث عن هذا القانون، إلاّ وتتحرك اللوبيات المتضررة من هذا القانون لمنع إقراره.

الأخطاء الطبية باتت منتشرة، وهي في ازدياد واضح في الآونة الأخيرة، وقد يكون مَرَدُّ ذلك ناتجًا- كما قال يوما وزير الصحة السابق زيد حمزة- عن توسيع ميادين العمل الاختصاصي، حيث ظهرت أخطاء أكثر، كما أن وعي المواطنين تغيّر، وانتقل من التسامح مع الأطباء على مبدأ “هذه إرادة الله” إلى المطالبة بالحقوق”.

الدايم الله…..

قد يعجبك ايضا