ول.. لحّقوا يزوّروا الخمسين دينارًا !

141
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

أخبار تداولتها وسائل الإعلام في الأيام الماضية عن حالات تسمم في جرش والمفرق، وخبر العملة المزيفة الجمعة، كفيلة وحدها بأن يصوم الأردنيون عن الأكل الدهر كلّه، وتتوقف الأسئلة عن سبب ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان بينهم، ويقرف الإنسان من شراء ساندويشة من أي مطعم مهما تعددت درجات نجومه.

ليس هذا فحسب، بل تستطيع هذه الأخبار أن تضرب أفضل موسم سياحي حتى لو دُفع على ترويجه مليارات الدنانير، ولو لم تبق دول أخرى غيرنا آمنة ومطمئنة في المنطقة، ولو انقطعت المناطق السياحية ولم يبق إلا مناطق الأردن الجاذبة.

صدمة مفزعة أصابتني بعد أن وصل من إعلام الأمن العام خبر أن مكافحة المخدرات تمكنوا من إطاحة شبكة جرمية قامت بتزييف كمية من العملة الجديدة من فئة الخمسين دينارا وبدأ ترويجها على عدد من المحال التجارية .

أمعقول أننا نعيش في زمن الجرائم المنظمة والعصابات التي تخطط لتخريب كل مقومات المجتمع والبلد.

الخمسون دينارا الجديدة لم تطرح  كثيرا للتداول، ومعظمنا لم يتعامل بها بعد، فكيف أصبحت في أيدي هذه العصابة كي يزوروها  بهذه الكميات الكبيرة ويوزعوها من العقبة في محافظات العاصمة والبلقاء ولواء الرصيفة.

للأسف الشديد؛ هذه الأخبار وأخبار التسمم والجرائم عموما تلقى رواجا منقطع النظير في وسائل الإعلام أكثر من أي أخبار أخرى، وتنتقل إلى دول محيطة بنا فتفعل فعلها في ضرب سمعة الأردن ومنظومة أخلاقه.

في سنوات ماضية عانينا من ضرب سمعة الخُضَر والفواكه الأردنية وقد عانى المزارع الأردني سنوات طوال من سوء السمعة بعد نشر أخبار في وسائل الإعلام، ثبت في النهاية أنها غير صحيحة وتعتمد تقارير مغلوطة، حول اعتماد المزارع الأردني على المياه الملوثة في سقاية منتوجاته، واستخدام غير طبيعي للهرمونات في الزراعة الأردنية.

إذا تهاوت منظومة الأخلاق العامة، وانعدم ضمير الشخص الذي يوفر غذاء المواطنين، ولم تعد تردعه القوانين الوضعية والأخلاق عن المتاجرة بأرواح البشر، ويقوم بإطعامهم مواد فاسدة، فكيف ستعالج هذه الأوضاع؟.

إذا وصل الخراب إلى المتاجرة بالمياه الملوثة على أنها مياه مباركة ومن نبع زمزم الذي يسافر له الحجاج والمعتمرون آلاف الكيلومترات، فماذا ننتظر في الأيام المقبلة؟.

وإذا كانت ساندويشة الفول أو الشاورما أو الكباب لا يضمن المرء صلاحيتها، ويأكلها بما احتوت من حشرات ميتة، أو جلود الدجاج من حاويات النفايات، فكيف لا تزداد الأمراض والأوبئة في بلادنا.

يا رب رحمتك…!؟

الدايم الله…

قد يعجبك ايضا