جرائم دموية.. تَحسَّسُوا رؤوسكم يا سادة !

158
الشعب نيوز:-

أسامة الرنتيسي –

وقعت جرائم دموية صادمة – في أقل من أسبوع – هزت مشاعر الأردنيين معظمها تم بالطعن. ما يطرح ألف سؤال وسؤال، عن الواقع الغلط الذي نعيش.

في صويلح تهجّم شخص على منزل أنسبائه في إثر خلافات سابقة بينهم إذ قام بطعن زوجته و “3” من ذويها.

وفي حي نزال وقعت “الجمعة” جريمة في إثر مشاجرة بين عدد من الأشخاص نتج عنها وفاة عشريني نتيجة طعنه بأداة حادة في ظهره.

كما قتل مواطن ثلاثيني، ظهر الأحد، بعد تعرضه للطعن في عنقه من شخص آخر، خلال وجودهما في صالون “حلاقة” بمنطقة الجبل الأخضر في حي نزال.

المأساة الكبيرة أن فيديو الطعن إنتشر على السوشيال ميديا وتبادله كثيرون.

وفي الحادثة الرابعة قام رجل أربعيني بطعن زوجته – في منطقة طبربور – بعد خلافات عائلية.

وفي حادثة جديدة فتحت الأجهزة الأمنية تحقيقا في ملابسات وفاة فتاة عشرينية في الأغوار الشمالية أسعفت من قبل ذويها إلى المستشفى وفارقت الحياة بعد وصولها.

هذا ما وصل إلى الإعلام من حوادث وقد تكون هناك حوادث لم يصل صداها إلى الإعلام..

هناك “إشي غلط” يحدث بيننا، نحتاج في إثره تغييرات تصيب معظم بنيان حياتنا، ومرافق عمل الحكومة ومؤسسات الدولة ورجالاتها، كما يصيب مجمل الحياة السياسية الرسمية والشعبية، والأهم الاقتصادية قبل ان يصطدم الناس بالحيط أكثر من ذلك.

حالة من القلق الشديد ترتسم ملامحها على وجوه العامة، وحالة من الاضطراب على وجوه الرسميين، وقلق وجودي لدى الاقتصاديين وأصحاب المؤسسات الخاصة.

في البلاد حالة اقتصادية مرعبة ومستعصية، لا تصدقوا الأرقام الرسمية، التي تخرج من أفواه المسؤولين، ما عليكم سوى متابعة عدد الشركات المتعثرة، والمؤسسات التي لا تدفع رواتب موظفيها، والتسريحات بالجملة من المصانع والشركات، والديون وفوائدها التي تثقل كواهل مؤسسات رسمية وشبه رسمية، إضافة إلى فوائد ديون الدولة المرعبة أكثر.

في البلاد أيضا فساد عام في منظومة الأخلاق، فهناك من يحمل السلاح ويدافع عن سارقي المياه، وهناك من دافع يوما عن طلبة توجيهي غشّاشين، وهناك أشخاص مسجلون على مرتبات عدة وظائف في الوقت نفسه، يتقاضون منها رواتب وتنفيعات، ويتحدثون عن الأخلاق.

هناك مسؤولون مؤبّدون في مناصبهم، في مؤسسات رسمية وشعبية، يحتاجون إلى وقوع زلزال حتى تتحرك الكراسي من تحتهم، فهم لن يغادروها إلا إلى مقبرة سحاب، لأنهم لا يؤمنون بتجديد الدماء، وتقلّب السنوات، وسُنّة الحياة.

نحتاج إلى معالجات جذرية للواقع الذي نعيش، وليومياتنا الغريبة، التي أصبحت عنيفة وخشنة وفيها جرائم قتل واعتداءات لم يتعود عليها مجتمعنا، حتى نضمن أن لا نسير نحو المجهول.

القضية كبيرة ليست عابرة، ومثلما يقول “أنور ابو زينة” بحاجة للدراسة.

الدايم الله…

قد يعجبك ايضا