مش زابطة.. في التحديث وحتى في الأحزاب!

232
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

 قد؛ أقول قد، نكون أكثر دولة في العالم تطلق حكوماتها استراتيجيات وخطط ومشروعات وبرامج تشغل فيها الفضاء الإعلامي، ولا نرى شيئا على أرض الواقع.

للأسف؛ أقولها بصوت عالٍ لتأكيد خطورة ذلك، إن كل هذه الاستراتيجيات والخطط ينسبها المسؤول بأنّها  تنفيذًا لتوجيهات الملك.

آخر التصريحات الحكومية بعد إطلاق رؤية التحديث الاقتصادي أن “تحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي يتطلب شراكة مع الجميع”….أوف يا لطيف!

منذ  أن أعلنت الحكومة  خطط واستراتيجيات التحديث الإداري التي من أبرز ملامحها إلغاء وزارتي العمل والنقل ودمج وزارات في بعضها بعضا، أكدْتُ أنها لن ترى النور يوما، وبعد فترة بسيطة لن نعود نسمع عنها شيئا.، وقبل أسبوعين خرج علينا رئيس الحكومة واعترف أن إلغاء وزارة العمل ليس صائبا.

طبعا ليس التحديث الإداري والاقتصادي ما يواجهه التشاؤم والإحباط، الأكثر منه هو تحديث المنظومة السياسية وأبرزها الأحزاب السياسية.

فما يجري في هندسة الأحزاب السياسية لا يبشر بخير، ولا يمنح الثقة في أن المشروع يتم بطريقة صحيحة توصلنا يوما إلى أحزاب حقيقية، بعيدة أيضا عن الخطاب المَلِكي الذي تحدث منذ سنوات عن ضرورة وجود أربعة تيارات سياسية ضمن أحزاب تمثل اليسار واليمين والوسط.

ففي خندق الوسط تشكل ويتشكل أكثر من حزب لا تعرف أهدافها بل تعرف أشخاصها، فعدنا إلى أحزاب الشخصيات.

فالعرس الذي أقامه حزب الميثاق لم يصلنا منه سوى أسماء عشرات الشخصيات التي وصلت إلى المواقع القيادية، أما أهداف وبرنامج الحزب، فلم نسمع عنها شيئا.

ولن يكون الحال أفضل بكثير في حزب إرادة الذي ينافس الميثاق في لون الوسط السياسي.

وفي اليسار، الحيرة أكبر بكثير، فلا أحزاب اليسار التقليدية على نية التوحيد والتآلف، ولا أحزاب اليسار الجديد متفقة على برنامج واحد وحزب يجمع وحدة اليسار.

واليمين صامت حتى الآن، باستثناء جماعات الوسط الإسلامي الذي تشكل بعيدا عن التيارات الإسلامية الأخرى في حزب الائتلاف الوطني، ولا يزال حزب جبهة العمل الإسلامي (الإخوان المسلمين) يتجهز، أما جمعية الإخوان المسلمين فلا حس ولا خبر.

تقول حكمة عالمية: “التجارب تنمّي المواهب وتمحو المعايب وتزيد البصير بصرًا والحليم حلمًا وتجعل العاقل حكيمًا والحكيم فيلسوفًا وقد تشجع الجبان وقد تجعل البخيل سخيا وقد تقسّي قلب الرحيم، وتليّن قلب القاسي، ومن زادته عمى على عماه وسوءا على سوئه فهو من الحقمى”.

وتقول حكمة عجائزنا ” اللي بجرب المجرب بكون عقله مخرب”.

وتقول حكمتنا نحن، لو يرشم موسى المعايطة والهيئة المستقلة للانتخاب كل شوارع المملكة باللافتات التي تتغزل في الأحزاب وضرورتها فلن يتغير شيٌ في مفاهيم وعقول البشر حول التجربة الحزبية، إن لم يقتنع الجميع أن عقل الدولة فعلا يريد أحزابا حقيقية وليس لاستكمال ضرورات “مجلس الديكور”.

الدايم الله….

قد يعجبك ايضا