إنجاز واحد ونصمت!
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –
خبر منشور في صدر الصفحة الأولى من صحيفة الرأي يقول: “سيسجل لحكومة الدكتور بشر الخصاونة أنها من أقل الحكومات اقتراضا واستِدانَة برغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي عاشتها هذه الحكومة موازنة مع حكومات سابقة”. ولم تمض على الخبر أربع وعشرون ساعة إلا وقد اقترضت الحكومة سندات يورو بوند بقيمة مليار و250 مليون دولار بسعر فائدة 7.5 %، وفق وزير المالية الدكتور محمد العسعس.
من المرجح أن يبلغ صافي الزيادة في الدين العام (2.324) مليار دينار لسنة 2023 ، ليصل إجمالي الدين (39.425) مليار دينار، أو ما نسبته 106.81 % من النتاج المحلي الإجمالي، بنسبة نمو 6.26 % عما كان عليه في 2022.
رئيس الوزراء يقول: “إن للأردن قصة نجاح وإنجازات تُحْكى وتُدرّس تدعو للفخر والاعتزاز، لكن بعضهم مارس جلد الذات بطريقة مبالغ فيها للغاية”.
لا نريد أن نجلد أحدا، لكن أتَحَدّى رئيس الحكومة أن يعلن للمواطن الأردني قرارًا واحِدًا أنجزته حكومته ـــ منذ اعتلائه سُدّة رئاسة الحكومة في الدوار الرابع ـــ أسهم في تخفيف الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي نعيش.
حالةُ فقدان البوصلة التي تمر بها البلاد غير مسبوقة، فلا أحدَ يدري بالضبط إلى أين تسير الأمور، ولا إلى أين البلاد ذاهبة؟.
“وين البلد رايحة..”؟ أتحدى أن يمتلك أحد الإجابة عن هذا السؤال، حتى المطبخ السياسي في البلاد يتعامل مع الأمور بالقطعة، وبنظام عمال المياومة.
أضابير عديدة في البلاد مفتوحة أغلفتها تتراكم وتتضخّم ككرة ثلج في عز كوانين، ولا توجد في الأفق حلولٌ ناجعة لها، أو حتى ضبط تراكم بعضها، بسبب فقدان الكوابح، والحلول التي لا تحتاج إلى عبقرية.
يتدفق في البلاد سيل من الإشاعات، ولا تُحرّك الحكومة ساكنًا.
حتى مشروعات القوانين والتوجهات التي تُقدمها الحكومة لا تجد من يدافع عنها، ولولا المساندة الخارجية ودعم توجهات الدولة، معظم القوانين يتم تعطيلها.
معلومة التغيير الوزاري تغزو الصالونات السياسية والإعلام، وقد وصل الأمر إلى تحديد شخصية الرئيس القادم، هذا الأمر يعود إلى الإجماع العام على تقويم شخص الرئيس بأنه رجلٌ طيبٌ غير مؤذٍ، لكن المرحلة تتطلب شخصيات من نوع مختلف.
والإجماع الآخر يقول: لا فائدة من التغيير على المسطرة ذاتها، إن لم يتبع التغيير مراجعة شاملة للنهج، فمنذ احتجاجات الرابع في زمن الملقي رفع الأردنيون سقوف مطالبهم، بضرورة تغيير النهج أولا.
الدايم الله….