السودان.. “الدعم السريع” يسيطر على قيادة القوات المسلحة
الشعب نيوز:-
المملكة
أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، مساء السبت، السيطرة على القيادة العامة للقوات المسلحة والملاحة الجوية في السودان كله.
قتل ثلاثة مدنيين في الاشتباكات المتواصلة في السودان بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو في تحول مفاجئ للأزمة إلى نزاع مسلح فيما تبادل الجنرالان الاتهامات عبر الإعلام.
في تصريحات لقناة الجزيرة، أكد حميدتي إن قواته “لن تتوقف” إلا بعد “السيطرة الكاملة على كل مواقع الجيش”. وشدد على أنه لا يمكنه التكهن بموعد توقف القتال. وقال “لا أستطيع أن أحدد (متى تنتهي المعارك)، فالحرب كر وفر”.
من جهته قال الفريق أول البرهان في تصريحات منفصلة لقناة الجزيرة، إنه “فوجئ في التاسعة صباحا” بحصار مقر قيادته من قبل قوات حميدتي حليفه السابق الذي يصفه اليوم بأنه “يقود ميليشيا مدعومة من الخارج”.
ومساء أكد حميدتي، في تصريحات هاتفية لقناة سكاي نيوز عربية الاماراتية، أنه سيستمر في القتال الى أن “يستسلم البرهان المجرم”، مضيفا أن قواته ستلقي القبض عليه خلال الأيام المقبلة.
وبدا أن المفاوضات التي كانت تجري بين الطرفين، بوساطة من أطراف عدة، انتهت الى نزاع مسلح مفتوح. وحشد البرهان طائراته الحربية من أجل “تدمير” معسكرات قوات الدعم السريع في الخرطوم، في حين هاجم حميدتي قائد الجيش ولم يتردد في وصفه بـ”المجرم” الذي “يدمر البلاد”.
واستيقظ 45 مليون سوداني، على أصوات الأسلحة الثقيلة والخفيفة والانفجارات في الخرطوم ومدن أخرى.
وقالت نقابة الأطباء في بيان على فيسبوك إن ثلاثة مدنيين قتلوا، اثنان منهم في مطار الخرطوم فيما لقي شخص ثالث حتفه اثناء المعارك في الأبيض بشمال كردفان (وسط السودان).
وتدور المواجهات الآن بين الفريقين حول مبنى وسائل الاعلام التابعة للدولة في أم درمان بهدف السيطرة عليها، فيما انقطع ارسال التلفزيون بعد أن ظل ضعيفا لبعض الوقت.
وفي نفس الضاحية، تعرض صحافي من قناة بي بي سي الناطقة بالعربية إلى اعتداء من أحد العسكريين، وفق ما أفادت المحطة.
وطالبت الأمم المتحدة والجامعة العربية وواشنطن وموسكو بوقف “فوري” للقتال في السودان. أما الجارة القوية مصر فدعت الطرفين الى “التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس”.
أما فرنسا، فاعتبرت أن “وحدها العودة إلى عملية سياسية تجمع كل الأطراف وتقود إلى تعيين حكومة انتقالية وإجراء انتخابات عامة، يمكنها إيجاد تسوية دائمة لهذه الأزمة”.
وأكدت قوات الدعم السريع قبيل ظهر السبت “السيطرة الكاملة” على القصر الجمهوري في وسط الخرطوم وقصر الضيافة، الذي يستقبل فيه كبار ضيوف الدولة، ومطار الخرطوم ومطاري مروي (شمال) والأبيض (وسط)، فيما نفي الجيش السيطرة على المطار مؤكدا أن “عناصر من الدعم السريع تسللت الى المطار وأحرقت طائرتين إحداها تابعة للخطوط السعودية” التي أكدت وقوع هذا الحادث.
ولزم السودانيون بيوتهم للاحتماء من القتال. وأكد السفير الأميركي في السودان جون غودفري على تويتر أنه “مثله مثل كل السودانيين في مكان آمن” بعيدا عن المعارك.
كانت قوات الدعم السريع بادرت بالإعلان في بيان أن القوات المسلحة “هاجمت في وقت متزامن قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في الخرطوم ومروي ومدن أخرى جاري حصرها”، مؤكدة أن “قوات الدعم السريع قامت بالدفاع عن نفسها والرد على القوات المعادية وكبدتها خسائر كبيرة”.
وأكد البيان أن قوات الدعم السريع تقف الى جانب “جميع المواطنين وستواصل جهودها من أجل حماية مكتسبات الوطن وثورة شعبه المجيدة الظافرة المنتصرة” في اشارة الى ثورة 2019 التي أطاحت عمر البشير بعد ثلاثين عاما في السلطة.
تبادلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني الاتهامات بالمبادرة بالقتال.
وأكدت قوات الدعم السريع في بيان أنها “تفاجأت صباح اليوم السبت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر تواجد القوات (التابعة للدعم السريع) في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم وتضرب حصارًا على القوات المتواجدة هناك ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة انواع الأسلحة”.
من جانبه، قال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله لفرانس برس “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان”. وأضاف أن “الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري مساء السبت على فيسبوك أن “قوات مصرية متواجدة” داخل السودان “لإجراء تدريبات مشتركة مع نظرائهم السودانيين”، مؤكدا أنه “جاري التنسيق مع الجهات المعنية في السودان لضمان تأمين القوات المصرية”.
ونشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو على حسابها الرسمي عبر تويتر يظهر فيه جنود مصريون وأكدت أن “كتيبة من الجيش المصري سلمت نفسها لقوات الدعم السريع في مروي”.
وقال دقلو لسكاي نيوز عربية إن “القوات المصرية في مروي في أمان وإنه “سيتم تسليمها” الى مصر.
وكانت وزارة الخارجية المصرية دعت صباحا “كافة الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدرات الشعب السوداني الشقيق”.
وكان البرهان وحميدتي يشكلان جبهة واحدة عندما نفذا الانقلاب على الحكومة في 25 تشرين الأول 2021. إلا أن الصراع بينهما ظهر الى العلن خلال الشهور الأخيرة وأخذ في التصاعد.
وقبل يومين، حذر الجيش السوداني في بيان من أن البلاد تمر بـ”منعطف خطير” بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم والمدن الرئيسية.
وياتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين.
فمطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند اساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه.
وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط اساسي لعودة المساعدات الدولية الى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.
وتشكلت قوات الدعم السريع في 2013 وانبثقت عن ميليشيا الجنجويد التي اعتمد عليها البشير لقمع التمرد في اقليم دارفور.