لمّا تُغَيِّرنا المَناصِب ويَفْقِدُ المُعارُض هُويَّتَه؟

347
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي  –

  المتابع للحياة السياسية في الأردن يشعر بخيبة أمل من كل شيء، مع أن خيبة الأمل لا تصنع سياسة.

الأداء الحكومي والنيابي والحزبي مرتبك وفاقد للبوصلة الحقيقية، ولا يدري المرء إلى أين تسير الأمور؛ الكل في حالة انتظار وترقب، والكل يضع يده على قلبه من قابل الأيام.

الحكومة لا تخرج من أزمة إلا وتدخل في أخرى، وكأنها فعلا تبحث عن الأزمات وتخلقها.

وحتى عندما “تخطف” الدولة شخصا من صفوف المعارضة لتسلمه حقيبة وزارية نشعر في البداية بحالة من الغبطة، ونتوهم أن الأمور ماضية في الطريق السليم، لكن ما هي إلا أيام حتى نكتشف أن صاحبنا المتطرف في المعارضة ليس إلا وزيرا بعقلية عرفية أكثر من الذين عاشوا مرحلة العرفية وكانوا من رجالاتها البارزين.

أو رئيس هيئة أو مدير أو مسؤولا في  أعلى المناصب لا تلمس لهم بصمات في العمل الجديد ولا في تطوير الحياة السياسية والإعلامية.!

لا أحد يدري ماذا يفعل المنصب الحكومي في الشخصيات السياسية المعارضة، وكيف يتحول بعثي قديم إلى وزير قاس وعرفي، أو يتحول يساري إلى  يميني أكثر  من اليمين ذاته، وقومي إلى صاحب أجندات ضيقة لا تحتمل وجهات النظر الأخرى، وإسلامي إلى رجل بزنس يضيق ذرعا بإخوانِه من الإسلاميين.

مجلس النواب، أيضا، يعمل  عكس عقارب الزمن، مع أنه يضم طاقات جديدة زاد عدد النواب الجدد على 100 نائب جديد، وكفاءات في مختلف التخصصات، وشباب يحلمون بإحداث فرق في العمل البرلماني، لكن لا ترى من بعض النواب أي حضور، وأكثرهم لم يخترقوا حاجز المعرفة للناس والإعلام، فيضطرون أن يُعرّفوا إلى أنفسهم في كل مكان يوجدون فيه.

أما الأحزاب فقد وصلت إلى مرحلة من البؤس فقدت فيها حتى دعم المتعاطفين معها، وهم الآن أكثر المنتقدين لها، حتى أطلق بعضهم عليها أحزاب الـ 50 ألف دينار قبل مرحلة الأحزاب الجديدة، وتصويب الأوضاع، ولا يتحدث الجمهور عن الأحزاب الجديدة إلا أنها أحزاب “الأنابيب” أو “الهندسة الحزبية”، ويتوقعون لها مستقبلا فاشلا في أول جلسات التحضير للانتخابات النيابية المقبلة، التي سخّنت تصريحات الملك حول الانتخابات أجواءها وبات أمر الانتخابات على طاولة البحث والتقويم.

الدايم الله….

قد يعجبك ايضا