إلى وفاء بني مصطفى .. بين “خالد بن الوليد وعمر بن عبد العزيز” اختلاف كبير !

242
الشعب نيوز:-

ربما يثير عنوان هذه المادة توجس قارئه؛ إلا أنها في الحقيقة تنتقد مضمون خطة وزارة التنمية الاجتماعية مؤخرًا التي أعلنتها، واختارت فيها تنفيذ تكتيكات استراتيجية عسكرية مستوحاة من خطط “سيف الله المسلول” في معركة مؤتة، لمكافحة المتسولين.

ففي الوقت الراهن تتطور فيه تقنيات التسول وفق ما تؤكده وزارة التنمية الاجتماعية، إذ باتوا يرتدون ملابسًا أنيقة ومركبات فارهة ويطلبون المارة مبلغًا ماليًا بسيطًا لتعبئة البنزين ربما أو لظرف طارئ أخر، مع تقديم وعود للذين يساعدونهم برده إليهم ولا يفعلون ذلك.

نوع أخر من المتسولين يقفون بعبوة فارغة لتعبة الكاز أو البنزين قرب المحطات ويستعطفون الناس لتعبئته بأي سعة أو مبلغ كان، حيث يفرغون تلك المواد في عبوات كبيرة “جالونات” ويقومون ببيعها على الطرق البعيدة أو في مواقع أخرى.

الدهاء التكتكي الحكومي الذي أشعل العقول في وزارة التنمية الاجتماعية وجد أن دهاء العرب الأولين سيكون الحل الحتمي لهذه المشكلة “العويصة” المتنامية والمتطورة، لذلك وبالنظر في التاريخ هل يمكن وجود داهية عسكرية عدا خالد بن الوليد الذي لم يهزم في معركة قبل وبعد إسلامه، بالتأكيد لا.

وتأثرت التنمية الاجتماعية باستراتيجة أبي سليمان رضي الله عنه في معركة مؤتة، حيث قامت الوزارة بمحاكاتها على أرض الواقع من خلال تغيير مناطق الموظفين العاملين بالحملات في عمان والمحافظات وتحريك الميمنة ميسرة؛ والميسيرة ميمنة وذلك لمفاجأة المتسولين.

والسؤال هنا ألم يعجب وزيرة التنمية الاجتماعية بعد عرض موظفيها عليها لخطط مكافحة المتسولين عن طريق التاريخ العظيم إلا تكتيك خالد الحربي الذي هزم به الكفر والكفار، إذ أن في الحقبة الأموية كان هناك رجلًا نشر عدلًا في الدولة الإسلامية وهو الخليفة الأموي الثامن عمر بن عبد العزيز الذي لم يرهق الناس بالجبايات وعمل على إغناء الفقراء وتزويج الشباب وتجهيز الجيوش، حتى قيل له لم يبق في بلاد المسلمين فقير، فقال انثروا القمح على رؤوس الجبال حتى تنال الطير من خير المسلمين.

لعل، الأولى على وزارة التنمية الاجتماعية إعانة الفقراء أو جزء كبير منهم أقلها قبل إيقاع العقوبات على السائلين،كما أن استخدام الترتيب الخططي عبر بدء محاكاة ما فعله عمر بين عبد العزيز؛ ومن ثم استعمال التكتيك الحربي الدهائي لخالد بين الوليد ستكون ضماناته مؤكدة أن جميع المتسولون محتالون ويحتاجون إلى الهزيمة.

قد يعجبك ايضا