بين قادم “أجمل” الخصاونة و”أفضل” الشواربة!

374
الشعب نيوز:-

 

أسامة الرنتيسي

منذ أن أطلق رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة قبل نحو عام وكررها عدة مرات في أكثر من مناسبة جملة “أجمل أيام الأردن والأردنيين هي التي لم تأت بعد وستأتي والقابل أجمل..” يتداولها الأردنيون في السراء والضراء، ويتندرون فيها، ولا يعرفون متى سيأتي هذا الأجمل.

تأثير هذه الجملة أصابت أيضا أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة الذي نشر قبل يومين على حسابه على تويتر مثنيا على أداء الباص السريع بالقول:

“بعدد ركاب يزيد عن مليون وستمئة وثلاث وأربعين ألف راكب لباص عمان والباص السريع في شهر تموز المنقضي ، تتصاعد وتيرة النجاح وتتزايد ثقة متلقي الخدمة بمنظومة النقل العام في مدينة عمان ، وتتعزّز ثقتنا في أمانة عمان بأن القادم أفضل..”.

بين “القادم أجمل” للرئيس الخصاونة، وبين “القادم أفضل” للأمين الشواربة دعونا نبحر في أجواء التفاؤل.

لا أريد أن أتوسع بالتوقعات التي تشير إلى أن هناك حكومة قادمة يتم التحضير لها، وأن شخص الدكتور الشواربة من أكثر الأسماء التي يتم تحضيرها وتجهيزها لقيادة المرحلة المقبلة.

أعلم جيدا أن استقالة الحكومة لن تغيِّر شيئا ما دام تشكيل الحكومات يسير بالنهج ذاته، تكليف شخص والبحث من خلال أصدقائه لتشكيل حكومة جديدة.

السلوك السياسي الشفاف الذي لا تمارسه النخب السياسية الأردنية التي تتبوأ المناصب الرسمية والتنفيذية عبر عشرات السنوات من عمر الحكومات الأردنية، هو الاعتراف بارتكاب الخطأ، والاعتذار للمواطنين عن ارتكابه، والاستئذان بقبول الاستقالة كنوع من العقاب الذاتي الذي يمارســــه ذلك المــــسؤول.

في دول العالم المتحــــضر نقرأ دائمًا عن مســـــــؤولين في مواقـــــــــع متقدمة، يقدمون استقالاتهم مباشرة اذا وقع خطأ ما في المساحات التي تقع ضمن اختصاص عملهم، حتى لو كان خطأ بشريًا من قِبَل أحد الموظفين ضمن ولاية عمله، لكننا لا نسمع عن مسؤول أو وزير عربي يقدم استقالته عقابا ضميريا عن وقوع خطأ ما ضمن مسؤوليات عمله.

وللتأريخ؛ كم كان وزير الصحة السابق الدكتور نذير عبيدات شجاعا وهو يعلن مباشرة وأمام عدسات المصورين أنه وضع استقالته على طاولة الرئيس قبل قدومه إلى السلط بعد فاجعة المستشفى ، متحملا المسؤولية الأدبية والأخلاقية عما حدث.

منذ سنوات والدولة تمارس سياسة ناعمة في مواجهة الأحداث، وثبت أن هذه السياسة لا تنتج شيئا بل ترحّل الأزمات.

الآن؛ بعد أن ثبت أن حالة الترهل والضعف العام في الإدارة هما السبب المباشر فيما وصلت إليه الأحوال في مؤسساتنا ووزاراتنا، والتراجع في القطاعات التي كنا نتفاخر فيها (الصحة والتعليم)، لا بد من “تخشين الطحنة” والبحث عن المناسب في المكان المناسب بشكل حقيقي.

يكفي استحضار العلبة ذاتها، ويكفي حالة التدوير في المناصب، وتكفي التزكيات التي لا تفلح عند الغارة، علينا أن نضع مدماكا صحيحا في الإصلاح، وقبل أن نذهب إلى الإصلاح السياسي الشامل المرتبك حاليا بفضل قانون الجرائم الإلكترونية لنبدأ بالإصلاح الإداري والعدالة والمواطنة الحقة قبل أن تتفكك المنظومة كلها.

الدايم الله….

قد يعجبك ايضا