لماذا اختارت نجلاء المنقوش الفرار إلى تركيا؟

348
الشعب نيوز:-

وصلت وزيرة الخارجية الموقوفة عن العمل في حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية نجلاء المنقوش إلى إسطنبول، بعد فرارها إلى تركيا بطائرة خاصة من مطار معيتيقة.

وقالت وكالة «الأناضول» التركية، الاثنين، نقلاً عن مصادر أمنية، إن «أجهزة تتبع الرحلات الجوية أكدت وصول طائرة المنقوش إلى مطار إسطنبول بعد مغادرة ليبيا في ساعة متأخرة ليل الأحد بمساعدة جهاز الأمن الداخلي».

وكان جهاز الأمن الداخلي الليبي نفى ما قال إنه «أنباء غير مؤكدة» بشأن السماح أو تسهيل سفر المنقوش، مشيراً إلى أنها لم تمر عبر القنوات الرسمية بمنفذ مطار معيتيقة، سواء الصالة العادية أو الخاصة أو الرئاسية، بحسب المتعارف عليه.

وذكر الجهاز، في بيان، أن جهاز الأمن الداخلي رئاسةً وأعضاء يؤكدون وقوفهم صفاً واحداً مع تطلعات الشعب الليبي واحترام مشاعره تجاه القضايا كافة، وخاصةً القضية الفلسطينية، مستنكراً «ما قامت به وزيرة الخارجية بالجلوس مع أحد أفراد الكيان الصهيوني». وأشار إلى أنه أدرج اسم المنقوش في قائمة الممنوعين من السفر لحين امتثالها للتحقيقات.

وقرر رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، ليل الأحد/ الاثنين، وقف المنقوش عن العمل وإحالتها إلى التحقيق، بعدما كشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن لقائها، سراً في روما الأسبوع الماضي، وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين.

وعين الدبيبة وزير الشباب فتح الله عبد اللطيف الزني، قائماً بأعمال وزير الخارجية والتعاون الدولي مؤقتاً.

ولم يصدر أي تعليق من الحكومة أو وزارة الخارجية التركية حول وصول المنقوش إلى إسطنبول، لكن مصادر دبلوماسية ومراقبين، رأوا أن اختيارها لتركيا ملاذاً لها في ظل حالة الغضب المسيطرة على الشارع الليبي، يرجع إلى الصلة القوية التي تربط أنقرة وحكومة الدبيبة، وقدرة تركيا على التأثير على الدبيبة وتوفير الحماية لها في الوقت ذاته.

وتعد المنقوش من أكثر وزراء الحكومة المؤقتة في غرب ليبيا، تردداً على تركيا وتماساً مع حكومتها أيضاً، بحكم منصبها، كما تربطها علاقات جيدة مع وزيري الخارجية السابق، النائب الحالي بالبرلمان التركي، مولود جاويش أوغلو، والحالي هاكان فيدان، الذي التقته في أنقرة عقب تولي منصبه في يونيو (حزيران) الماضي، كما سبق أن التقته مرات عدة خلال زياراته لليبيا عندما كان يتولى منصب رئيس جهاز المخابرات قبل توليه وزارة الخارجية.

ورجح المراقبون أن اختيار المنقوش لتركيا، التي لا تعارض اللقاءات والمباحثات مع إسرائيل، يشير إلى ثقتها في قدرة أنقرة على التدخل لدى حكومة الدبيبة لتخفيف حدة رد الفعل ضدها، إضافة إلى أن تركيا يمكنها أن تستضيفها، من دون اعتراض من الدبيبة، بعد أن بات من شبه المؤكد أنه لن يكون ممكناً استمرارها في منصبها أو عودتها إليه، كما أنه يمكن أن يكون هناك خطر على حياتها حال بقائها في ليبيا.

“الشرق الأوسط”

قد يعجبك ايضا