مرة أخرى..حكاية الضريبة الثابتة على البنزين!
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –
كلما اقترب موعد التسعيرة الشهرية لمواد الطاقة ترتفع الأصوات مستنكرة الضريبة الثابتة على البنزين.
رئيس لجنة الطاقة النيابية السابق النائب الحشم المهندس فراس العجارمة كان قد نكأ دُمَّلًا قديمًا في مقابلة صحافية قال فيها عن أسعار المشتقات النفطية: إن أسعار النفط في العالم كله متفاوتة يصعب تثبيتها، لكن المحزن في الأردن أن لدينا سِعرَين، ولو أن النفط يباع للمواطن بسعره العالمي لما كانت هناك مشكلة، لكن المصيبة أن الضريبة الثابتة على المشتقات النفطية التي تصل إلى 50% تعود بمليار ومئتي مليون إلى مليار وأربعمئة مليون دينار على خزينة الدولة. مطالبا بإعادة دراسة للضريبة الثابتة على المشتقات النفطية عبر تخفيضها إلى الحد الأدنى.
من مصادر كانت حاضرة اجتماعا حكوميا نيابيا، أروي لكم يا سادة قصة الضريبة الثابتة على البنزين….
في بدايات عمل حكومة الدكتور عبدالله النسور الأولى كان حجم التذاكي على المواطنين كبيرا، أقله أن النسور كان يهدد دائما برفع الأسعار والضرائب وإلا فإن أوضاع المالية العامة كارثية.
لم يترك شيئًا على حاله إلا وقام بزيادة الضرائب عليه أو تعديل أسعاره.
في يوم ما، وفيما كان النواب يناقشون الموازنة العامة، خرج النسور بمقترح زيادة سعر اسطوانة الغاز إلى 10 دنانير، بعد أن مهد لذلك في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية “بترا” بتأريخ 17 / 11 / 2012 بأن كلفة اسطوانة الغاز الحقيقية 12 دينارًا.
بعد هذا التصريح اشتعلت الأجواء عند النواب، فكيف سيواجهون الناس إذا وافقوا الحكومة على هذه الزيادة.
يومها طلب رئيس مجلس النواب السابق المهندس عاطف الطراونة اجتماعًا عاجلًا للمكتب الدائم للنواب مع الحكومة.
حضر النسور يرافقه وزير المالية السابق عمر ملحس وباقي الفريق الاقتصادي، واستمر النقاش ساعات والنسور يصر إصْرارًا غريبًا بأن لا حل للكارثة المالية إلا برفع أسعار اسطوانة الغاز إلى 10 دنانير.
تقدم النواب بمقترحات عديدة، كي يعود النسور عن قراره إلا أنه بقي متعنتا.
يومها وجه الطراونة حديثه لوزير المالية كم سيعود عليكم قرار رفع أسعار اسطوانة الغاز، فقال ملحس بحدود 30 – 40 مليون دينار.
فقال الطراونة نضع ضريبة ثابتة على البنزين غير مرتبطة بالسعر العالمي، قد تجمع نحو 50 مليون دينار شهريا
في لحظة؛ كان النسور يلعب بنظارته ويتململ داخل أريكة المجلس كي يستريح أكثر، ترك حالة الاسترخاء هذه بعد أن أطلق المهندس عاطف الطراونة مقترح الضريبة الثابتة على البنزين.
عاد النسور بحماس إلى الاجتماع موجها حديثه لوزير المالية “شو بتزبط معك..” فرد ملحس “بتزبط دولتك…”.
بعد ذلك طلب النسور والطراونة من وزير الإعلام السابق الدكتور محمد المومني وإعلام مجلس النواب أن يتفقا على صيغة معينة يعلنان فيها البشارة للشعب الأردني بتراجع الحكومة عن رفع أسعار اسطوانة الغاز، لكنهم لم يتوسعوا في الحديث عن “خازوق” الضريبة الثابتة على البنزين والمشتقات النفطية، التي ما زالت مستمرة حتى الآن ويدفع المواطن الأردني ضريبة ذكاء النواب.
الدايم الله……