أسئلة أميركية: كيف نجحت “حماس” وفشلت “إسرائيل”؟

251
الشعب نيوز:-
 جوليان بارنز ـ ديفيد سانغر ـ إريك شميت

 

يمثّل الهجوم المفاجئ المدمر الذي شنته “حماس” يوم السبت فشلاً استخباراتياً مذهلاً بالنسبة لـ”إسرائيل”، شمل تحذيرات لم يتم اكتشافها، ودفاعات صاروخية مربكة، ورداً بطيئاً من قبل قوات عسكرية غير مستعدة على ما يبدو، بحسب ما قال مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون.

ولم يكن لدى أي من أجهزة المخابرات “الإسرائيلية” تحذير محدد من أن “حماس” تستعد لهجوم متطور تضمن ضربات برية وجوية وبحرية منسقة، وفقاً لمسؤول دفاعي “إسرائيلي” ومسؤولين أميركيين. ورغم أن الهجوم فاجأ أيضا العديد من وكالات الاستخبارات الغربية، فإنها لا تتتبع أنشطة “حماس” عن كثب كما تفعل “إسرائيل” أو مصر.

وأذهل هذا النجاح المسؤولين الأميركيين من ذوي الخبرة في المنطقة. فعلى مر السنين، أنشأت “إسرائيل” شبكة من أجهزة الاعتراض الإلكترونية وأجهزة الاستشعار والمخبرين البشريين في جميع أنحاء غزة. لقد استثمرت إسرائيل وجيرانها في الماضي بكثافة في محاولة تعقب وحظر شبكات “حماس”، وغالباً ما كانت تعترض شحنات مكونات الصواريخ، وهذا جعل سلسلة من الأسئلة أكثر إلحاحاً حول إخفاقات يوم السبت.

لماذا يبدو أن نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي “الإسرائيلي”، الذي يبلغ من العمر الآن اثنتي عشرة سنة، قد طغى عليه وابل من الصواريخ غير المكلفة ولكن القاتلة عند بداية الهجوم؟ كيف تمكنت “حماس” من بناء مثل هذه الترسانة الكبيرة من الصواريخ والقذائف دون أن تكتشف المخابرات “الإسرائيلية” المخزون المتزايد؟

فهل ركزت “إسرائيل” أكثر مما ينبغي على التهديدات التي يشكلها “حزب الله” والضفة الغربية، بدلاً من تركيز مواردها العسكرية والاستخباراتية على غزة؟ ولماذا كان هذا العدد الكبير من القوات “الإسرائيلية” في إجازة أو بعيداً عن الحدود الجنوبية، مما سمح لـ”حماس” باجتياح القواعد العسكرية “الإسرائيلية” بالقرب من غزة؟

ومن الواضح أن الإجابات يمكن أن تؤثر على سمعة الجيش “الإسرائيلي” ووكالات الاستخبارات، وعلى المستقبل السياسي لنتنياهو.

ولكن بينما تنتقم حكومة نتنياهو، وتتعامل مع حقيقة احتجاز “حماس” للعشرات من الرهائن “الإسرائيليين”، فإن السؤال حول الخطأ الذي حدث سوف يسجله التاريخ إلى جانب إخفاقات أخرى من هذا القبيل، مثل حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 أو حتى هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.

وقال أحد المسؤولين السابقين في الإدارة الأميركية إن “حماس” قد درست على ما يبدو نقاط الضعف في النظام.

وتحاول كل من “إسرائيل” ومصر مراقبة الجهود المبذولة لتهريب مكونات الصواريخ، والعديد منها في الأصل من إيران، عبر شبه جزيرة سيناء وإلى غزة عبر الأنفاق تحت الأرض، وفقاً لمسؤولين سابقين في المخابرات الأميركية. وفي عام 2021، أعلنت “إسرائيل” عن تدمير 62 ميلاً من الأنفاق تحت الأرض، وبنت حواجز تحت الأرض بعمق 65 ياردة. وعملت مصر أيضاً على إغلاق الأنفاق بين غزة وشبه الجزيرة.

ولكن لا يوجد حاجز مثالي، وقال المسؤولون السابقون إنه بالإضافة إلى الطرق تحت الأرض والبحر، يتم تهريب مكونات الصواريخ والصواريخ عبر المعابر القانونية.

وتشير حقيقة أن المخابرات “الإسرائيلية” تفاجأت بالضربات إلى أنه قبل هجمات يوم السبت، تجنب مقاتلو “حماس” مناقشة الخطط عبر الهواتف المحمولة أو وسائل الاتصال الأخرى التي يمكن اعتراضها.

من المرجح أن “حماس” استخدمت التخطيط التقليدي وجهاً لوجه لتجنب الكشف “الإسرائيلي”، لكن لا بد أن مئات الأشخاص كانوا متورطين، مما يدل على أن جهود “حماس” لكسر شبكة المخبرين “الإسرائيلية” كانت ناجحة.

وكان معظم التركيز في الآونة الأخيرة منصباً على الضفة الغربية المحتلة، حيث أثارت العمليات العسكرية “الإسرائيلية” المتكررة معارك مسلحة متكررة مع المسلحين الفلسطينيين. كما خاضت “إسرائيل” والمسلحون الفلسطينيون في قطاع غزة اشتباكات متبادلة أصغر حجماً.

وفي ربيع هذا العام، حذر مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، من أن التوترات بين “الإسرائيليين” والفلسطينيين تهدد بالتفاقم من جديد، على الرغم من التقدم الدبلوماسي الذي تحقق في المنطقة.
وكان السؤال الرئيس هو عن تورط إيران في تزويد “حماس” بالإمدادات وتشجيع الهجوم أو حتى التخطيط له. وقال مسؤولون أميركيون إنه من المعقول أن تلعب إيران دوراً، لكن هذا الدور الدقيق ليس واضحاً بعد.
وبالنسبة لإيران، يشكل تحالفها مع “حماس” نقطة ضغط رئيسية. تريد طهران، بحسب مسؤولين حاليين وسابقين، عرقلة التطبيع الناشئ بين السعودية و”إسرائيل”، فأي حرب بين “إسرائيل” و”حماس” تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين على الجانبين؛ من شأنها أن تجعل أي سلام عام من هذا القبيل أمرا بالغ الصعوبة.

قد يعجبك ايضا