وداعاً “فرح” الإعلام

4٬758
الشعب نيوز:-

زينب سلهب 

“فرّوحة”… هكذا يسميها أصدقاؤها في كلية الإعلام – الجامعة اللبنانية. أما فرح، فكانت تعتبر نفسها أنها “فرحة الجامعة”.

رحلت فرح، التي لم تتمكن من إنهاء دراساتها العليا بعد، لكنها نالت الشهادة الأكبر.

ودّعها أصدقاؤها في الكلية، والمدرسة، والجيران… إضافة إلى أهلها. كلهم ينعون “الشهيدة البطلة فرح عمر”، التي تركت بصمة رائعة، توحي بالحب والرقي والإنسانية والشجاعة، عند كل من عرفها.

نعاها لبنان كاملاً منذ لحظة استشهادها، إلى حين انطلاق موكب جثمانها صباحاً، حيث شيعت وسط حشد كبير أمام مقر قناة “الميادين” في الجناح، وهو المكان الذي كانت تبعث رسالتها منه.

وشُيعت في بلدتها مشغرة بعد ظهر اليوم، حيث سيتم دفن جثمانها.

فرح عمر، مثال الاندفاع والمقاومة والاجتهاد، كما يقول عنها الجميع، مراسلة قناة “الميادين”، “الأمّورة”، كما يسميها البعض، صغيرة في العمر، فهي إبنة الـ25 عاماً، التي اغتالتها آلة الإجرام الصهيوني، عن سبق الإصرار والترصّد، أثناء قيامها بواجبها الصحافي المقاوم، في جنوب لبنان.

ودّعها أصدقاؤها بكل العبارات منذ سماع الخبر، فمنهم من لم يستوعب بعد أن فرح رحلت، ومنهم من لا يريد أن يصدّق أن فرح لم تعد موجودة. ولكنهم جميعاً، فخورين بـ”البطلة القوية”، التي استطاعت، ومنذ أول خطواتها في ميدان الصحافة، أن تؤدي رسالتها على أكمل وجه، فكانت الأقوى بين الجميع، التي استطاعت نيل شرف الشهادة، كأول شهيدة من الصحافة اللبنانية، في معركة “طوفان الأقصى” التي بدأت في السابع من تشرين الأول.

وضجت وسائل التواصل الاجتماعي باسم فرح، حيث رثاها أصدقاؤها وأساتذتها بأصدق العبارات، وانتشرت صورها في كل مكان.

تخرجت فرح من الجامعة اللبنانية ـ كلية الإعلام في العام 2019، وعادت لتكمل دراساتها العليا بعد عام من الانقطاع الدراسي، لتكتسب بعضاً من الخبرة في ميدان العمل، الخبرة التي مكّنتها من الدخول في فريق عمل قناة “الميادين”، كأول خطوة نحو الشهادة.

فرح، ابنة بلدة مشغرة البقاعية، ولدت في 16 حزيران عام 1998، وهي الإبنة الثانية لوالديها.

بدأت فرح عملها في قناة “الميادين” قبل عامين، شاركت في تغطيات عدّة، آخرها الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان وعمليات المقاومة.

‏كانت في الجنوب قبل أسبوعين وعادت للعمل من المركز في بيروت لأيام، ثم أصرّت على العودة مجدداً إلى الميدان في الجنوب، لتكون رسالتها الأخيرة صباح يوم 21 تشرين الثاني.

توجهت فرح إلى تركيا في فترة الانتخابات التركية عام 2023، وتألقت في تغطيتها لكافة الأحداث وعمليات الاقتراع.

فرح اليوم، هي صوت الحقيقة الذي لن يستطيع العدو أن يُسكته يوماً، هي صوت المقاومة بأكملها، صوت كلية الإعلام، وصوت لبنان، وستبقى كذلك.

لن ننساك يا فرح.. شهيدة في الطريق إلى القدس، هي التي كانت تردّد دائماً أن “الحياة وقفة عزّ”.

قد يعجبك ايضا