غزة وفصل آخر ؛ د. حازم قشوع
الشعب نيوز:-
مازالت الأطراف المتداخلة كما المشاركه في حرب غزة تعكف لإنهاء فصل من فصول مصير قطاع غزة، الذي أخذ مصيره يكون على فصول يشهد في الظرف الحالي نهاية المشهد يحوي برنامج لوقف إطلاق النار على سياق هدنة متصلة على مراحل ثلاث، حيث تمتد كل منها ل 42 يوما، وتتضمن برنامج يتم التوافق حوله على أن يتكون من انسحاب للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالتزامن مع عملية وقف إطلاق النار، وهو ما سيتم خلال الثلاث مراحل المبينة ضمن جدول زمني معلوم، حيث تتم عبره عملية تبادل للأسرى بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية وفقا لقائمة الأسماء التي تم التوافق عليها، كما يتم فتح أبواب الإغاثة أمام القوافل الإنسانية للدخول للقطاع بكل ما تشمله من مواد صحيه وغذائيه اضافة الى بناء 200 ألف وحدة سكنية مؤقتة من أبنية جاهزة وخيم ملائمة للإيواء المؤقت للسكان.
وهو من المفترض أن يتم انجازه في المرحلة الأولى التي تنقسم ايضا الى ثلاث مراحل رئيسية، تبدأ بوقف إطلاق النار، ومن ثم تتم عملية انسحاب للقوات الإسرائيلية وعودة للنازحين الى شمال القطاع، إضافة لانسحاب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم وتفكيك القواعد العسكرية الإسرائيلية فى داخل القطاع، وهذا ما يجعل من هذه المرحلة يغلب على طابعها الحالة الانسانية والاغاثية لما تتضمنه من اسس تراعي هذه الجوانب وسياقاتها المحمودة التى لم يسجل التاريخ الحديث انها انقطعت في معركة أو تم توقيفها بحرب سوى حرب غزة.
اما المرحله الثانيه التى تعتبر إدارية بلون سياسي، فإنها تتضمن تشكيل إدارة محلية لإدارة قطاع غزة تشرف على تشكيلها مصر، بينما تقوم الولايات المتحدة وقطر والسعودية والاردن بالإشراف على عملية وصول القوافل الاغاثية للقطاع ومسالة إعمار غزة، وهى المرحلة التى تعتبر مفصلية اداريا وسياسيا كونها ستحدد مصير القطاع، سيما ان الادارة الجديدة للقطاع ستعمل على تأمين وصول المساعدات الاغاثية كما ستعمل على حفظ الأمن والاستقرار في ربوعه، وتعمل ايضا على تنفيذ برنامج للأعمار ضمن الأسس والضوابط المتفق عليها، وبرنامج العمل المعد لهذه الغاية بما يشمله من برامج إنسانية وأخرى معيشية، وما يتطلبه من برنامج عمل للاعمار يشمل البنية التحتية والبنية الفوقية و ما يتضمنه من برامج للتشغيل والاشغال، وآخر يتضمن برنامج لتحسين بيئة العمل وبناء ثقافة جديدة للسكان تحتوى على تحسين بيئة العمل والأعمال.
وأما المرحلة الثالثة من فصول غزة فإنها ستقف على الجملة السياسية بعد المفردة الإدارية، وهو ما يتوقع أن تتضمن علاقة قطاع غزة بقيادة رام الله والإطار الرابط بين الأجسام الجغرافية السياسية من فصائل واحزاب وحركات تحرر الفلسطينية التى من المفترض ان تكون جميعها داخل الإطار الوطني الفلسطيني الجامع الذي تؤطره منظمة التحرير، وهى المرحلة التى تعد جوهرية كونها ستدخل الكل الفلسطيني في إطار وطني يبتعد الجميع فيه عن الحالة الانفصالية والتجاذبات السياسية بين قطبي الحركة الفلسطينية في عنوان فتح وجناح حماس.
وهي المرحلة التي تستوجب اجراء اصلاحات سياسية في داخل الجسم الفلسطيني يشارك فيها الجميع عبر برنامج وطني شامل، يقوم بإصلاح ما يتفق عليه بين الأطراف الفلسطينية ضمن توافقات الدول المتداخلة والدول الراعية التى من المفترض أن تكون حاضرة في هذا القوام لضمانة عدم عودة إسرائيل لقواتها بفرض حلول عسكرية، وهذا ما يستوجب وجود قوات دولية حدودية تقوم بالفصل الحدودي بين فلسطين واسرائيل في شقيه الجغرافية الفلسطينية في قطاع غزة كما فى الضفه، وهو أيضا ما بحاجة لبيان عودة الجميع لطاولة المفاوضات بهدف إيجاد تسوية شاملة لهذه القضية التى تعتبر جوهر الصراع بالمنطقة ومركز تأجيج للسلام العالمي التي بحلتها سينعم الجميع بالعيش بسلام ستحفظه شعوب المنطقة وتصونه مجتمعاتها، على أن يستند مضمونه لأرضيه تقوم على حل الدولتين كما على قرارات الشرعية الدولية، وهو ما نتطلع إليه ليكون فى برنامج اداره الرئيس دونالد ترامب وهو يستهل مشواره في البيت الأبيض ببيان فصل آخر لغزة.
ان الاردن الذي وقف دائما مع الحق الفلسطيني ومع الأمن الإقليمي ومع السلام الدولي، و عانى كثيرا جراء افتعال الأزمات في المنطقة لغايات الأشغال من واقع بيان الهدم لإعادة التكوين، وهى السياسية التى مازالت تعرقل حالة التنمية في المنطقة وتضعف من ميزان النمو والتنمية فيها، وهو ما يجعله عرضة لعمليات التجوية بالتهجير الناعم أو الفض والتعرية نتيجة هبوب رياح التغيير المصطنع الذي يستهدف خلخلة انظمته ومنظومة استقراره، وهو الأردن الذي سيبقى يرفض الحلول العسكرية والقرارات الأحادية لان النهايات ستشكل لاشيء سوى مزيد من الخراب والدمار، وهذا ما تبينه حرب غزة من نتائج تدميرية طالت القطاع والمنطقة كما طالت المجتمع الاسرائيلي وحركة اقتصاده ومناخات استقراره، وهو الأردن الذى ينادى فى نهاية هذا المشهد بضرورة بيان جملة سلمية ووقف حراك الشر ومحراك الهدم الاستخباري عن منطقة مهد الحضارات والأرض المقدسة، التى يمكنها العيش بأمان وإطلاق نموذج قويم للسلام العالمي، وهو ما يتطلع الأردن ليكون على طاولة الرئيس ترامب وفريق عمل المكتب البيضاوى القادم.