الدكتورة سناء عبابنة تكتب..وقفة القيادة والشعب الأردني مع الشعب الفلسطيني وقفة اصرار ومصير مشترك
الشعب نيوز:-
لطالما كانت القضية الفلسطينية في قلب السياسة الأردنية، إذ لم يكن الموقف الأردني تجاه الشعب الفلسطيني في أي وقت مجرد موقف سياسي أو دبلوماسي عابر، بل كان تجسيدًا حقيقيًا للعلاقة التاريخية العميقة التي تربط بين الشعبين. منذ البداية، شكلت القيادة الهاشمية، بقيادة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، رأس الحربة في تأكيد وحدة المصير بين الشعبين الفلسطيني والأردني، داعمةً للحقوق الفلسطينية ومناهضةً للانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، لاسيما في قطاع غزة الذي يشهد فصولاً مأساوية من الحروب والدمار.
لقد كانت المملكة الأردنية الهاشمية دومًا حاضرة في دعم القضية الفلسطينية على مختلف الأصعدة. سواء عبر المواقف السياسية في المحافل الدولية أو عبر الدعم الإنساني في ميادين الحرب، لطالما كانت القيادة الهاشمية تجسد أسمى معاني التضامن والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته المستمرة. يشكل موقف الأردن اليوم، في ظل ما تشهده غزة من تصعيد، استمرارية لمواقف تاريخية كانت تَسِمُ الدور الأردني في هذا الصراع الطويل. فالأردن كان دائمًا وفيًا لمبادئه الثابتة، ولم تخلُ أي مرحلة من تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من موقف قوي للمملكة يُعبّر عن التأييد المطلق للحقوق الفلسطينية في العودة والاستقلال، ويُندّد بانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
منذ أن كانت أولى مراحل التهجير الفلسطيني بعد نكبة 1948، وجد الفلسطينيون في الأردن ملاذًا آمنًا، فتحت لهم المملكة أبوابها وأعلنت عن دعمها الكامل لحقهم في العودة إلى أرضهم. وقد تجسد هذا الموقف في رعاية الملك عبد الله الثاني للمصالح الفلسطينية على الصعيدين المحلي والدولي. هذه الرعاية امتدت إلى تقديم الدعم المادي والسياسي، بالإضافة إلى استقبال اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الحياة الكريمة لهم في مخيمات الأهل في مختلف أنحاء المملكة.
وفي العديد من المرات، كان الأردن في طليعة المطالبين بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أراضيه، واستمرار القضية الفلسطينية على طاولة المفاوضات الدولية، بل وكان في بعض المحطات الوسيط الأمين الذي يسعى للتخفيف من معاناة الفلسطينيين وحشد الدعم العربي والدولي لصالح قضيتهم.
من أبرز فصول الموقف الأردني الثابت كان دوره الفاعل في دعم غزة خلال الحروب التي شهدتها المنطقة. في كل مرة يشتعل فيها الوضع في غزة، سواء كان ذلك نتيجة للعدوان الإسرائيلي أو الحصار الخانق المفروض على القطاع، كان الأردن يقدم الدعم الكامل للشعب الفلسطيني.
إن المواقف الأردنية تجاه غزة لا تقتصر على الدعم السياسي فحسب، بل تشمل الدعم الإنساني المتمثل في إرسال المساعدات الطبية والإغاثية للمواطنين في القطاع. كما كان الأردن من أوائل الدول التي استضافت اجتماعات للقيادة الفلسطينية لبحث سبل التخفيف من معاناة الشعب في غزة ومواصلة الضغط على المجتمع الدولي لرفع الحصار المفروض على القطاع.
وبينما يتوالى التحدي الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، تبقى الأردن على الدوام المدافع عن حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وضمان أمنهم واستقرارهم في وطنهم المستقل. ويظهر الموقف الأردني في غزة اليوم تعبيرًا صادقًا عن إرث القيادة الهاشمية الذي لطالما آمن بوحدة المصير بين الشعبين الأردني والفلسطيني.
إن مسيرة الأردن وفلسطين، على الرغم من كل التحديات والصعاب، تسير نحو الأمل. فالشعب الأردني والقيادة الهاشمية لا ينفصلان عن الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والكرامة. فقد أثبتت السنوات العديدة الماضية أن التضامن بين الشعبين هو قوة لا يمكن تجاهلها، وأن الأمل في المستقبل يكمن في وحدة المصير وتكامل الأهداف.
وبينما يستمر الاحتلال في سعيه لتغيير معالم الأرض الفلسطينية، سيظل الأردن، بقيادة ملكه عبد الله الثاني، شوكة في حلق هذا الاحتلال، وسيدافع عن حقوق الفلسطينيين في كل مكان وزمان، ليبقى صوت الأردن عاليًا مدافعًا عن الحق الفلسطيني، غير قابل للسكوت أو التخاذل.
إن الأمل في النصر ليس مستحيلاً، بل هو حتمية بفضل وحدة المصير بين الشعبين، إذ أن النضال من أجل فلسطين هو نضال من أجل العدالة، وسيظل الأردن دائمًا في قلب هذا النضال، حاملاً رسالة لا تتغير: “فلسطين كانت وستظل قلب الأمة النابض”