سمو ولي العهد يشخص داء الإعلام ويصف الدواء بلال حسن التل

5٬694
الشعب نيوز:-

 

استوقفني طويلا حديث صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، حول الإعلام الاردني، فبعبارات موجزة مكثفة، وبأدب ملكي رفيع وضع سموه خارطة طريق للنهوض بالإعلام الاردني، دون أن يقول سموه انها خارطة طريق، لكنه تحدث عن الادوار التي يجب ان يلعبها الإعلام في حياة الوطن، وهنا اشر سموه الى مواطن الخلل في الإعلام الاردني، دون ان يذكرها، لكن الرسالة وصلت لمن هو صحفي او اعلامي المهنة مهني وقبل ذلك صاحب رسالة، الإعلام في الأصل رسالة قبل ان يكون مصدر رزق، سواء كان هذا المصدر اعلانا او ابتزازا.

حديث صاحب السمو ولي العهد ذكرني بالايام الخوالي، يوم كان الإعلام الاردني احد اهم مكونات القوة الناعمة للدولة الاردنية، وكان لدى الاردن كيتيبة من الصحفيين و الاعلاميين الاردنيين الذي يدافعون عن مواقف الدولة الاردنية وسياساتها، ويشرحون هذه المواقف والسياسات، ويبنون رايا عاما حاضنا لهذه المواقف والسياسات، بل ويقتحمون خطوط خصومها، سلاحهم في ذلك القلم والكلمة المدعومان بالايمان بالاردن وطنا والدولة. فيومها كان الإعلام الاردني إعلام وطن بكل مكونات الوطن ارضاوشعبا ومؤسسات وطن على رأسها مؤسسة العرش، كان ذلك قبل ان تضلنا فيه ازمان جاءت فيها، حكومات مرتعشة الأيدي، استحابة للابتزاز من بعض الذين تسللوا الى محراب الكلمة، حكومات صار هم بعض المنتسبين اليها تمجيد ذواتهم وتلميع صورهم، على حساب صورة الوطن، فتعددت مرجعيات الإعلام الاردني وفقد الكثير من الصفات والادوار التي يريدها ولي العهد في إعلامنا الاردني، واولها ان يمتلك الصحفي والاعلامي ادواته، وليس اولها دراست الصحافة والإعلام في الكليات والحامعات، فاهم الصحفيين في العالم لم يكونوا خريجي إعلام فمحمد حسنين هيكل ومصطفى امين وعلي امين اهم صحفي مصر ليسوا خريجي كليات إعلام،و مثلهم اهم صحفي لبنان أمثال كامل مروة، وغسان تويني، واهم صحفي الاردن أمثال جمعة حماد ومحمود الكايد وسليمان عرار وحسن التل وعرفات حجازي، ومن الجيل الجديد الزميل عواد الخلايلة، الذي نقل الينا افكار سمو ولي العهد،برشاقة وتشويق وسلاسة في اللغة والاسلوب، فدراسته الجامعية الاولى هي اللغة العربية، واللغة من اهم أدوات الصحفي والاعلامي، وقبل ذلك ان يكون صاحب قضية منتمي لوطنه سيفا في يده.مدافعا عن قيم مجتمعه، لاساعيا الى تضخيم الاخطاء مخترعا للخطايا لجذب قراء، بأساليب غير مهنية، فقد اضلنا زمن صار الخروح على قيم المحتمع وثوابت الدولة حرية راي، وهو في الحقيقة استجابة لاجندات التمويل الأجنبي. وهو نفس الزمن الذي تلاشى فيه البعد التنموي في الكثير من وسائل اعلامنا المرئي والمسموع، والمقرؤ، وصار كسر ماسورة في زقاق قضية محورية عند بعض الإعلاميين، اما تدشين مشروع عملاق فقضية لا تستحق ان يسلط عليها الضؤ، يحدث هذا في زمن وئدت فيه دائرة التدريب والإعلام التننوي، وكأن التنمية ليست من مهام الصحافة و الإعلام، وكأن التدريب ليس ضروريا للصحفي والاعلامي.
كثيرة هي الأفكار التي استدعاها الى الذهن حديث صاحب سمو الملكي الامير الحسين بن عبدالله الثاني حفظه الله، وهو حديث يجعلنا نطمئن الى ان قضية الصحافة والإعلام بيد أمينة وتحت المجهر.

قد يعجبك ايضا