المجلس الوطني تكنولوجيا المستقبل – الواقع والتحديات حسام مضاعين
الشعب نيوز:-
لا نشك أبدا بأن هذا المجلس سيقدم كل جهد ممكن لاحداث تغيير حقيقي في مجال التكنولوجيا بشكل عام وتكنولوجيا المعلومات بشكل خاص لا سيما أن هذا المجلس يحظى برعاية ملكية ومتابعة ولي العهد سمو الامير حسين الذي يحرص كل الحرص على النهوض بهذا القطاع.
وبعيدا عن الشعارات الرنانة التي يتم اطلاقها بين الفينة والأخرى، حول مكانة الاردن وتقدمه في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكفاءة الموارد البشرية الأردنية، إلا أنه وقبل اتخاذ أية قرارات تتعلق بمستقبلنا التكنولوجي لا بد من التحضير الجيد والاعداد اللازم وجمع المعلومات التي تتعلق بواقع حال الشركات الاردنية المتخصصة في عالم التكنولوجيا، والقيام بدراسة عميقة ومتكاملة لواقع هذا القطاع الحيوي والوقوف على المشاكل الحقيقية التي تعيق تقدمه وتميزه بالشكل المطلوب، وهذه الدراسة لا بد أن تشمل كافة المؤسسات والشركات المتخصصة وما تنتجه من برمجيات وحلول تكنولوجيا المعلومات، لمعرفة قدراتها وامكانياتها ومساهمتها في النمو والتطور التكنولوجي، ولا بد أن تشمل هذه الدراسة الكوادر البشرية العاملة لديها ايضا، ويجب أن تشكل بمخرجاتها الخطوة الأولى والأساسية لمعرفة مدى نجاعة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الاردن.
إن اتخاذ أي قرارات باتجاه تكنولوجيا المستقبل الاردني دون وجود دراسات حقيقية لقدرات قطاع التكنولوجيا العامل في الاردن، ودون الارتقاء بهذه القدرات وتوجيه عملها، لن يضع الاردن على خارطة التغيير المطلوب ، ناهيك عن أهمية قراءة خارطة التكنولوجيا العالمية التي وصلت اليها الدول المتقدمة، واستشراف مستقبلها وتأثيرها على أي توجهات محلية في هذا المجال، كما يحب علينا أن لا ننسى بأن أي قرارات أو توجهات للمجلس ستنعكس بشكل مباشر على القطاع الخاص المحلي والذي يعتبر المحرك الأساسي في تحريك عجلة تكنولوجيا المستقبل للسنوات القادمة.
وفي ذات السياق علينا ألا نغفل أهمية العملية التعليمية التي تشكل الرافد الرئيس لامداد هذا القطاع بالمهارات اللازمة، لاستيعاب ومجاراة ما يجري من تطور مذهل ومتسارع في عالم التكنولوجيا على اختلاف مشاربها وألوانها، ولتحقيق ذلك علينا أن نبدأ بالمراحل المبكرة من عمر الطالب، وتوفير كل ما يلزم لتنمية معرفته وقدراته، وأن ننتقل من المناهج التقليدية إلى مناهج محفزة على التفكير الابداعي والمعرفي في عالم سريع التغير، أما الجامعات فحبذا لو تقوم إحدى مؤسسات الدولة المختصة بعمل تقييم شامل لمخرجات التعليم ولكافة خريجي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حتى ندرك حجم الفجوة بين ما تقدمه جامعاتنا وبين احتياجاتنا الحقيقية لبناء منظومة رقمية وتكنولوجية وطنية تساهم في عملية الانخراط في صناعة تكنولوجيا المستقبل.
وأخيرا نتمنى لهذا المجلس التوفيق والنجاح في المهمة المسندة إليه، وأن يساهم في وضع استراتيجية وطنية رقمية لخدمة الاردن وابناء الاردن، تكون مهمتها الأولى تحفيز الانتاج الرقمي بكافة أشكاله وتقديم الدعم اللازم للعاملين في هذا القطاع، لعلنا نستطيع مواكبة التقدم الكبير والمتسارع في العالم، والذي أصبح بمثابة سوق كبير يفتح أبوابه لكل المبدعين والرياديين أينما وجدوا.