
ذراع الفوسفات الطويلة في العقبة
الشعب نيوز:-
كتب سلطان الحطاب –
هذه ذراع ممتدة لأكثر الأعمال خيراً وثواباً وعليها فليتنافس المتنافسون، فبعد أن وقعت شركة مناجم الفوسفات مذكرة تفاهم مع مؤسسة الحسين للسرطان في شهر نيسان ابريل 2024، ها هي تحضر احتفال قطف الثمرة بحضور جلالة الملك عبد الله الثاني في احتفال في المبنى المخصص وهو مبنى مركز الحسين للسرطان بالعقبة والذي حمل اسم الملك عبد الله الثاني وبحضور سمو الأميرة غيداء طلال، ذات اليد البيضاء في دعم وادارة ورعاية مركز الحسين للسرطان، المركز الأم الرئيسي في عمان وايضا بحضور مدير مؤسسة الحسين للسرطان، السيدة النابهة نسرين قطامش.
نعم الفوسفات جعلت مع دعائها مالا اندت به مركز الحسين للسرطان في العقبة، إذ جهزت قسم المختبرات الطبية لمبنى الملك عبد الله الثاني وبأحدث الاجهزة والمعدات ، وقد كان التبرع سخياً استحقت الشركة عليه ان يسمى المختبر باسمها.
كنت في مقالة سابقة قد كتبت أن الناس على هذه الأرض المباركة التي اسمها الأردن، قد انجزوا عبر تاريخهم الطويل معلمين عظيمين هما، مدينة البترا النبطية منذ الآف السنين ومركز الحسين للسرطان في عمان الآن، وهما معلمان يعتز الناس بهما ويمثلان بصمات حضارية وقدرة على التفوق والتعامل مع التحديات المختلفة.
لم أجد البرفيسور محمد الذنيبات، مبتهجاً كما كان وهو يتحدث عن حضوره الاحتفالية في العقبة وقد جرى تدشين انطلاقة المركز حيث تبرع الشركة بدأ يسري، وحيث لم يعد أهل العقبة يتكبدون السفر والمسافات وينفقون الوقت الطويل حين يأتون الى عمان. فقد ذهب المستشفى اليهم، وهذه ذروة الخدمة واحترام المواطن.
أعتز شخصياً أن لدينا مركز الحسين للسرطان في عمان، وهو جسم صحي نابض بالتطور ومعلم على قدرة الأردني على اللحاق بالعالم والدخول في التنافس بعد أن ثبت أنه المركز الأفضل في المنطقة كلها بشهادات عالمية.
تستحق إدارته المخلصة الثناء، فقد ظل مركز الحسين للسرطان في عمان يحتل الصدارة والتقدير ويمثل نموذجاً بارعاً على الإدارة وتقديم الخدمة والتواصل مع عالم الطب الحديث في مجال السرطان.
لقد خبرت عمل المستشفى من خلال تجربة شخصية، لأجده مختلفاً تماما عن كل مستشفياتنا العامة والخاصة، وكيف أن المرضى الذين يملكون القدرة على العلاج في الخارج يعودون إليه ويشهدون أنه الأفضل والأكثر استجابة لحاجات المرضى وعلاجهم.
سيكون المستشفى في العقبة مميز، كما هو في عمان، وسيكون إضافة نوعية ملموسة، فقد جرى تسليم إدارته لواحد من أفضل اطباء الاختصاص في مجال الأورام واكثرهم دماثة وحباً لعمله، أنه الباشا الطبيب أحمد طلفاح، الذي انتقل لإدارة هذا المستشفى الوليد مع نخبة من الأطباء.
سمو الأميرة التي رعت وما زالت ترعى العمل ببعديه الإداري والانساني والتمويلي لمؤسسة الحسين للسرطان، ظل وجودها ضمانة لاستقرار مستوى الخدمة وارتقائه، فقد عبرت أمام الحضور عن أهمية ما قدمته شركة مناجم الفوسفات من دعم يساهم في رفع مستوى العلاج والرعاية المقدمة للمرضى.
هكذا اذن تمكين للشركات الوطنية كالفوسفات، التي هي نموذج لشركات اخرى، أن تعزز بمسؤوليتها الوطنية والاجتماعية، وما جاء على لسان رئيس مجلس ادارتها في الاحتفال، حيث بدأ المستشفى يعمل الآن، “ان هذا الدعم يأتي انطلاقه من المسؤولية الوطنية للشركة، وإيمانا منها بالدور الريادي الانساني الذي يقوم به مركز الحسين للسرطان في تقديم الرعاية الشمولية لهذا الفئة من المرضى.
يد الفوسفات الأردنية الخضراء ممتدة في ارجاء عديدة من الوطن في الشمال وفي الوسط حيث مشروع الرصيفة الذي كلف ملايين الدنانير وافتتح بحضور جلالة الملك، ليعيد المكان الى حالة مناسبة بعد أن كانت المناجم في الرصيفة قد تركت جبالاً من الخرام الذي أعيد تصديره وجرى الانتفاع من الموقع في ساحات وملاعب للمدينة.
وفي الجنوب تبدع الفوسفات في القيام بمسؤوليتها الاجتماعية وتفعل كذلك البوتاس.
ان المستشفى هذا في العقبة يعطي العقبة بعداً حضارياً وتنموياً ومميزا للقطاع الصحى في هذه المحافظة ويدعمه ويختصر المسافات ويعظم مفهوم اللامركزية والاستثمار في الأطراف، ويعلي من شأن العقبة والاستثمار فيها واستقطاب رؤوس الأموال لها خاصة ان الاضافات المحتفى بها تقدم الكشف المبكر وهي أصل العلاج والاستدلالة على المرض وكذلك الأشعة.
مبروك للعقبه هذا الإنجاز الكبير والشكر لقائد الوطن الذي يرعى ترجمة الأفكار الريادية ويحث عليها ويجعل الانجاز هو أوراق الاعتماد، وشكرا للفوسفات التي حلقت في السنوات الأخيرة لتصبح وارفة جذورها راسخة وفرعها في السماء، تؤتي أكلها مشاريح ناجحة لصالح المواطن أولا وأخيراً.