العبادلة: الجسر العربي للملاحة تحقق إنجازات قياسية خلال 2024 رغم التحديات الإقليمية

18٬715
الشعب نيوز:-

واصلت شركة الجسر العربي للملاحة مسيرتها الحافلة بالنجاحات خلال عام 2024، محققة أرقامًا قياسية في مختلف قطاعات عملها، مستندة إلى رؤية استراتيجية قائمة على التطوير المستمر، وتوسيع نطاق الأعمال، وتحويل التحديات الإقليمية إلى فرص للنمو، وفق ما أكده مديرها العام، عدنان العبادلة.

وأوضح العبادلة أن الشركة، التي تأسست عام 1985 بشراكة بين الأردن ومصر والعراق، خطت خطوات واسعة منذ عام 2002 بامتلاك أسطولها البحري، وصولًا إلى قرارها الجريء في 2023 بتحديث أسطولها عبر سياسة الإحلال والتجديد. وقد أثمر هذا القرار في 2024 عن تعزيز القدرات التشغيلية للشركة من خلال شراء أربع وحدات بحرية متطورة، وهي باخرة الشحن العملاقة “أور”، والباخرة “الحسين”، والقارب السريع “نيو عقبة”، والقارب السياحي “دهب”.

وأكد العبادلة أن هذا التحديث عزز تنافسية الخط البحري نويبع-العقبة، حيث أسهمت البواخر الجديدة في تسريع عمليات الشحن والتفريغ بفضل ارتفاع كراجها، وقدرتها الاستيعابية التي تصل إلى 90 شاحنة. ونتيجة لذلك، ارتفع عدد الشاحنات المنقولة إلى 79 ألف شاحنة خلال 2024، محملة بالمنتوجات الزراعية والغذائية والصناعية بين الدول العربية، فضلًا عن نقل أكثر من 1500 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة.

وفيما يتعلق بقطاع نقل الركاب، أوضح العبادلة أن الشركة نفذت خططًا لتعزيز أعداد المسافرين عبر تحسين الخدمات، وتوفير حلول نقل تكاملية بالتعاون مع شركات النقل البري، فضلًا عن طرح تذاكر بأسعار تشجيعية، وزيادة عمولات مكاتب السياحة والسفر، وتطبيق أنظمة الحجز الإلكتروني والمحفظة الرقمية. ونتيجة لهذه الاستراتيجيات، ارتفع عدد المسافرين على خط نويبع-العقبة بنسبة 22% ليصل إلى 251 ألف مسافر مقارنة بـ206 آلاف في 2023.

وأشار العبادلة إلى أن الجسر العربي اعتمدت سياسة تأجير الوحدات البحرية لتعظيم الإيرادات، حيث تم تأجير ثلاث وحدات بحرية للعمل في مسارات متعددة بالبحر الأحمر، ما أدى إلى تحقيق أعلى إيرادات للشركة منذ بدء نشاطها عام 2013.

مؤشرات مالية قياسية واستثمارات استراتيجية

سجلت الجسر العربي نموًا ملحوظًا في المؤشرات المالية لعام 2024، حيث ارتفعت الموجودات إلى 190 مليون دولار، وبلغت حقوق الملكية 155 مليون دولار، فيما تم رفع رأس المال بمقدار 15 مليون دولار ليصل إلى 120 مليون دولار. كما حققت الشركة إيرادات سنوية بلغت 86.8 مليون دولار، وهي الأعلى منذ تأسيسها، مع توقعات بمزيد من النمو في 2025، مدفوعة بخطط إدخال جيل جديد من البواخر لدعم التبادل التجاري بين الدول العربية.

وكشف العبادلة عن استعداد الشركة لتنفيذ مشاريع كبرى، تشمل إنشاء محطة متكاملة للمسافرين والشحن في العقبة، والاستثمار في ميناء طابا التجاري البحري، وتأسيس حوض جاف للسفن في سفاجا، إلى جانب تشغيل خط ملاحي جديد يربط بين جبل علي (الإمارات) وميناء الفاو (العراق). وستتم هذه المشاريع بالتعاون مع هيئات الموانئ أو شركات كبرى، بناءً على دراسات جدوى فنية ومالية لضمان الجدوى الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل.

تحويل التحديات إلى فرص

ورغم التهديدات الأمنية في باب المندب، التي دفعت العديد من الشركات العالمية إلى تغيير مساراتها، أكد العبادلة أن الجسر العربي استغلت هذه الظروف لصالحها عبر استحداث مسار الخط العربي للنقل البري والبحري، مما جذب شاحنات جديدة، كما تمكنت الشركة من الحفاظ على النشاط السياحي رغم الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ نقلت 85 ألف سائح عبر الخط السياحي العقبة-طابا، مع إدخال قوارب حديثة لتعزيز السياحة البينية في البحر الأحمر.

وشدد العبادلة على أن العمل في منطقة مضطربة سياسيًا يتطلب جاهزية مستمرة واتخاذ قرارات سريعة، مشيرًا إلى أن عام 2024 أثبت نجاح خطط الشركة، من خلال تحديث الأسطول، وابتكار حلول للنقل التكاملي، وإطلاق خطوط ملاحية جديدة مثل جدة-سواكن وضباء-سفاجا.

واختتم العبادلة تصريحه بالتأكيد على أن الجسر العربي للملاحة، بفضل إدارتها الحكيمة، استطاعت ليس فقط الصمود أمام الأزمات، بل التحول إلى قوة بحرية إقليمية تربط بين آسيا العربية وأفريقيا العربية، لتظل الجسر الذهبي للتجارة البينية في الوطن العربي.

 

قد يعجبك ايضا