الحَرْب الأذربيجَانيّة الأَرمِينيّة لَم تَنتهِ بَعد! الأَكاديمي مروان سوداح
الشعب نيوز:-
“صدى النار على شوشا.. يمكن لأذربيجان شن عملية في أي وقت”. بهذا العنوان نشرت “الشبكة الدولية للأخبار التحليلية” في باكو، مَقَالةٌ مُسْهَبَةٌ تؤكد أن (قره باغ) هي تاريخيًا أرض أذربيجانية أباً عَنْ جَدّ، وعلى الأرمينيين ومُسلّحيهم الجَلاء عنها وفقًا للاتفاق الثلاثي الأذربيجاني الروسي الأرميني.
كشفت “الشبكة” عن أن القوات الروسية المُتَمَركِزة في تلك المنطقة لا تُعيق إطلاق النار من جانب الأرمينيين على القوات الأذرية التي جُرح أحد عسكرييها مؤخرًا بتدبير عدواني أرميني. شُنَّ العدوان بالرغم من أن الاتفاقية الثلاثية تنص على ضرورة جَلاء المُسلحين الأرمينيين عن بقية أراضي أذربيجان وتسليمها لأصحابها الشرعيين الأذريين، ونُزعِ سلاح الإرهابيين منهم، لكن يبدو، أن آذان قوات حِفظ السلام الروسية جرى تَعطِيلها للأسف!
القصف الذي تُمارِسه القوات الأرمينية وجماعاتها الإرهابية لشوشا وأغدام متواصل بتبرير يرفاني رَسمي مُضحِك، فالقصف مُدبّر مُسبقًا في منطقة مسؤولية القوات الروسية. رَفْض أرمينيا إجلاء مسلحيها عن المنطقة هو استهزاء َصريح ليس بالاتفاق الثلاثي وقانونيته وضربه أرمينيًا بُعرض الحائط فحسب، إنما أيضًا هو سخرية واستخفاف وأُضحوكة وتهكّم وهزء بالقوات الروسية ذاتها وبمهامها وقُدُراتها العسكرية. أضافة إلى ذلك، تسعى أرمينيا مِن وراء ذلك إلى إيصال رسالة غربية ولا واقعية مَفادها، أن أرمينيا قوّة عُظمى عالميًا(!؟) تُبيح لنفسها ما تريد وما تَشتهي، ضمن ذلك تهديد القوات الروسية ومَهامها ووجودها وأمنها، والتهكّم على مكانة روسيا وعرقلة وساطتها من خلال العمليات الحربية الأرمينية غير المسؤولة التي تًعرِّض العسكريين الروس ومَسؤوليّاتهم للخطر. وبهذا، تنقُض أرمينيا اتّفاق العاشر من نوفمبر الماضي (2020)، الذي رعاه الرئيس فلاديمير بوتين شخصيًا كوسيط، ولهذا فإن مُحاسَبة الفَلتَان العسكري الأرميني مطلوب اليوم قبل يوم غدٍ.
مُذكرة وزارة الخارجية الأرمينية “الاحتجاجية!” للبعثات الدبلوماسية الأجنبية في يرفان، بتاريخ 9 تموز، حِيال زيارة سفراء الدول المختلفة المُعتمَدين لدى باكو إلى شوشا المحرَّرة، تؤكد للمرة المليون، أن أرمينيا تنقض القرارات الدولية، وترفض الاتفاقيات الثنائية والجماعية التي تُقر بأن (قره باغ) جزء لا يتجزأ من أرض أذربيجان الواحِدة والمُوحَّدة، وتُحبِط يرفان كذلك المادة رقم 4 من اتفاقية 10 نوفمبر 2020، برفضها الجَلاء عن (قره باغ) تطبيقًا للاتفاق الثلاثي مع حلول قوات حفظ السلام الروسية في هذا الإقليم.
في الصحافات الأّذرية يلفتون الأنظار إلى أن الاحتلال الأرميني لِ(قره باغ) مُستَمر، وتُغذي وتُسَمّن أرمينيا المُسلّحين الإرهابيين هناك لعرقلة بسط أذربيجان سيادتها الكاملة على ترابها، وهو ما يُميط اللِّثام عن أن الصراع لَّمْ يَنتَهِ بَعد، ولن ينتهي سوى بعد أن تبسِط أذربيجان سيادتها الوطنية على كامل أراضيها وحدودها الدولية المُعترف بها عالميًا، والتي سَبق واحتلتها أرمينيا منذ حقبة التسعينيات السوفييتية، حين سَلَخَت يرفان الإستعمارية آنذاك عن أذربيجان بالقوة العسكرية أراضي أذرية شاسعة. عِنْدَئِذٍ وبالتالي، سيتم نَزع سلاح الاحتلاليين الأرمينيين في (قره باغ)، وإخضاع المنطقة بأكملها للدستور والقوانين الأذربيجانية، تطبيقًا لشرعَة الأمم المتحدة والقانون الدولي، وإتمام السيطرة الأذرية على الحدود الدولية مع أرمينيا، وبخاصة مَمَر لاتشين.
لا يمكن لدولة قادرة على تحرير أراضيها، أن تنتظر طويلًا لوقف تهديدات دولٍ أو أطرافٍ أخرى لسيادتها المُقدّسة. لهذا، رُبّما سَيَشهَد العَالم حربًا تحريرية جديدة لأراضي أذربيجان المُتبقّية. فوِفْقًا لإعلان الخبير السياسي إيلخان شاهين أوغلو، “سيتعيّن على أذربيجان القيام بعملية عسكرية محلية أخرى، لأنه إذا لم يتخلَ الإرهابيون الأرمينيون عن أسلحتهم.. وإذا لم نُعيد سيطرتنا على العديد من مناطقنا، فسنُضّطر إلى إجراء عمليات جديدة لمكافحة الإرهاب في المُستقبل القريب أو البعيد. وبِمَا يتعلق بالمُذكّرة التي قدّمتها وزارة الخارجية الأرمينية إلى السفارات الأجنبية، عَرّىَ هذا الخبير السياسي أهداف يرفان التي تسعى لمُجرّد خطوات ترهيبية لبعض الدول لِمَنعها من الذهاب مُجدَّدًا إلى شوشا ومناطق أخرى في (قره باغ).. “لكن هذا كان تصريحًا أرمينيًا غير منطقي للغاية، لأن العَالم كله يَعترف بشوشا و(قره باغ) أنها أرض الدولة الأذربيجانية”.
*مُتخصّص فِي شُؤون أذربِيجَان مُنذ ستيِنيَّات الحَقبَة السّوفييتيّةِ.