
أهذه إنجازات يا حكومة؟!أسامة الرنتيسي
الشعب نيوز:-
يوميًا؛ هناك ملف يُقذَف في الفضاء العام الأردني، يخطف الأنظار والتعليقات والمتابعة.
لأيام؛ كان موضوع الساعة الهتاف المرفوض ضد الجيش العربي بحيث طغى على أخبار العدوان على غزة وتصريحات ترامب التي لا تتوقف.
مجمل الأوضاع من حولنا مشتعلة، وهي بكل الأحوال ليست بعيدة عنا، فهل نحن مستعدون لأسوأ الاحتمالات، أم ننتظر حتى تقع الواقعة (لا سمح الله) وبعد ذلك نخطط ونرسم ونستعد بكل ما نملك من طاقات.
نفرح وننشر الأخبار عن إنجازات حكومية بتوفير نحو 40 مليون دولار دفعتها كجزء من فوائد الدين العام الذي بلغت فيه المديونية نحو 45 مليار دينار اردني.
يا فرحتنا؛ فرئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان يبشرنا أن الجهود الحكومية خلال الخمسة أشهر الماضية نجحت في تقليل كلفة خدمة الدين بنسبة 40 % على القرض المستحق هذا العام من سندات “يوروبوند”، ما أسهم في توفير نحو 40 مليون دولار سنويًا على الموازنة.
لِمَ يتخيل كثيرون منا أننا بعيدون عن الأوضاع المشتعلة من حولنا، وأننا في مأمن من كل هفوات المجانين الذين يقودون دولة شريرة خرجت من أبواب الإنسانية كلها، فمع أنهم مجموعة صهاينة من شذاذ الآفاق أنشأتهم بريطانيا الاستعمارية على أرض ليست لهم بقرار أممي، فقد تحولوا إلى عصابات يمارسون الإبادة الجماعية والقتل الممنهج بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فكيف نراهن على أننا بعيدون عن أهداف هؤلاء المجرمين، وهم لا يتوانون عن وضعنا في خانة الاستهداف.
الأوضاع الداخلية مربكة ومقلقة، والأوضاع الاقتصادية والمعيشية صعبة لم يعش الأردنيون مثلها في أكثر المراحل حِلكَة، لهذا تحتاج المرحلة إلى وقفة حقيقية جادة، لمعالجة القضايا الفرعية وغيرها بعقل بارد، من دون استعراض، وأن يكون أساس العمل اتحاد الناس، وتماسك الجبهة الداخلية، وهما بكل الأحوال أهم بكثير من أي حلول اقتصادية ترقيعية.
اتحاد الناس داخليا على مجمل القضايا الوطنية، وفتح حوارات جادة مع قوى المجتمع جميعها، المؤيد منها والمعارض، (وليس مع سجلات المحافظين) قضية في غاية الخطورة، لأن ترك التفاهم الداخلي على القضايا الوطنية، من الممكن أن يكون بوابة عبور لفوضى لا أحد يريدها، ونزاعات لا أحد يعلم إلى أين تصل مداياتها.
الحوار مع قوى المجتمع ضرورة وطنية، لأننا لسنا في بحبوحة توزيع الغنائم، فالأوضاع صعبة، وأصعب مما يتخيل بعضهم، والصعوبة ليست مقتصرة على الجانب الاقتصادي والمعيشي للناس، بل تتعدّى الى الشعور بعدم الاطمئنان والأمان على كل شيء.
فلا تناموا على الحرير، لأن الأوضاع تحتاج إلى يقظة أكثر مما هو في الجانب الحكومي الذي يعمل ضمن روتين تبريد الملفات، وفي الجانب البرلماني توزيع الحصص والكراسيَ على الأحزاب التي لم تفلح كثيرا في الانتخابات النيابية، أما في الجانب الحزبي فهنا الطامة الكبرى، وكأننا لا نعيش في كنف 32 حزبا لا تفعل شيئا في القضايا الكبرى سوى استمرار الحزب الأكبر في صعود ظهر البك أب والتكسب من وراء المقاومة، وباقي الأحزاب في أفضلها تصدير بيان أو إقامة يوم طبي مجاني.
الدايم الله…..