
خجل الإعلام الاسرائيلي أن يفعلها !المحامي بشير المومني
الشعب نيوز:-
اليوم أريد أن أتحدث كأردني متحرراً من أي وصف أو صفة .. أردني فقط لا أكثر .. كأردني ومعي الملايين من الغاضبين على ما خجل حتى الإعلام الصهيوني عن صناعته أو ترويجه رغم أنه يخدمه كدعاية بمواجهة الأردن بوصفه أكثر جهة ساهمت في الوقوف بوجه مخططات اليمين الصهيوني الراديكالي في المنطقة لا سيما ملف التهجير .. حتى قلنا يوماً .. هو إعلان حرب
القضية ليست أكذوبة أبداً وليست تصفية حسابات ورد فعل على قرار حظر التنظيم المارق فقط أو اجراء مضاد للجهد الاردني في تفكيك جزء من خارطة مخاطر التهديد لحالتنا الوجودية .. هي أعمق وأبعد من ذلك بكثير .. أبعد أبعد بمسافات .. فهؤلاء حلفاء ابليس يهيئون المشهد لما بعد غزة في صهيونية عميقة ولما بعد تفاهمات ترامب الشرق الاوسط مع القوى العالمية والاقليمية ..
سريعا .. سأتحدث عن المعطيات .. سقوط نظام الاسد او بمعنى أدق ( تسليم ) هو بمثابة اعلان عن نهاية مشروع ما سمي بالربيع العربي .. المشاريع لا تحزم حقائبها وترحل هكذا كما يقول هيكل .. لكن .. العملية الانتقالية ما بين مشروعين تكتنفه الفوضى وإعادة ترتيب الأوراق و.. محاولة المشروع القديم اعادة انتاج نفسه .. بعض الدول والقوى التي تخشى زوال دورها وتراجع قيمتها الاقليمية في المعادلات الكبرى تحاول ايجاد موطي قدم .. زوال اي مشروع يقتضي زوال ادواته .. اخوان .. حماس .. حزب الله .. مليشيات .. يمين اسرائيلي .. مؤسسات دولية مدنية .. واستبدالها بغيرها .. السابع من اكتوبر جزء من مشهد الحلول اعلاه وامريكا مهيمنة .. اسرائيل اداة تنفيذية للاستراتيجية العالمية الامريكية .. ما يحصل هو صراع عالمي واعادة توزيع مناطق النفوذ .. لا يوجد مشروع عربي .. الضحية هي الشعوب مثل الفلسطيني والسوري واليمني والعراقي والليبي واللبناني .. الخ
في خضم المعطيات والمعادلات المنبثقة اعلاه برز الأردن في فهم عميق للحالة وترسيم خطوط اشتباكه وتموضعه بشكل دقيق موازنا ما بين الارباح والخسائر الاستراتيجية للأمة فشكل حالة أخلاقية ورمزية تتعارض لا بل تتصادم بشكل مباشر مع المشاريع التي تحكمت في اتجاهات المنطقة وبالمناسبة فهي سبع نظريات لسنا بمقام تحليلها او التعريف بها .. لكن بالمجمل ظهرت المدرسة الاردنية والتي قدمت لثلاث رمزيات .. رمزية الملك ورمزية الشعب ورمزية الجيش والاجهزة الأمنية حد التجانس والتطابق في الموقف بحيث عبرت الارادة الملكية عن الارادة الشعبية وقامت مؤسساتنا العسكرية والامنية بترجمتها تنفيذيا على الأرض ..
الرمزية أعلاه تشكل تماسكاً استراتيجياً وديمومة للدولة واحراجاً للغير سواء في الموقف او الاستقرار النوعي الذي يؤسس لقاعدة اقليمية ودور استراتيجي للاردن في العقود القادمة وهذا لا ينسجم مع مشاريع الغير بما فيها الاسرائيلية فجرى تنشيط نظريات المشاغلة الأمنية للداخل الأردني وأحد مفرداته تفكيك الرمزية والصورة ومن هنا كانت ولا تزال وستبقى الحملات الاعلامية الموجهة والرمي بالاتهامات جارية على قدم وساق ومحاولات اختراق الاستقرار ..
إن لكل شيء آية .. وآية الكذب ( زعموا ) فحتى الإعلام الاسرائيلي خجل عما زعم علينا بهتاناً وإفكاً بأننا نقبض ثمن ( مواقفنا الاخلاقية التي صنعت الرمزية ) .. اعتدنا محاولات ضرب الرمزية .. حتى أن حفل زفاف ولي العهد يوماً وما شكله من رمزية بفرحة الاردنيين جرى استهدافها !! بجميع الأحوال ليس مهماً الرد وليس مهماً ان تقوم الجهات التي عملت مع الاردن بالرد نيابة عنا وقد فعلوا وعروا الاكاذيب .. افعلوا ربع ما فعلناه من أجل فلسطين إن استطعتم ولو بأجر مضاعف عما زعمتموه ونكن لكم من الشاكرين .. ما علينا .. ما يهمنا اليوم أن أياً من أبناء الشعب الأردني لم يصدق هذه الخرندعيات وقد دافعوا بغضب عن خبز شعيرهم ..
المحامي بشير المومني