
فوضى فى أمريكا د. حازم قشوع
الشعب نيوز:-
لن اتوقف فى هذه المقالة عند مساجلات الادارة الأمريكية التى يظهرها ترامب – ماسك، ولن ادخل فى مغزى القانون الجدلي القاضي بتخفيض الضرائب على طبقة رأس المال، كما لن أتوقف بهذه المحطة عند تسمية مدير وكالة ناسا الفضائية كونها جميعها تندرج في إطار خلاصة تضارب منهجية إدارية، لكنني سأقف كثيرا عند مظاهر الفوضى التى قد تؤدى لإنزلاق خطير في الوحدة الامريكية في كاليفورنيا، وهي المظاهرات التي استدعت من الرئيس ارسال وحدة الأمن الوطنى لاخمادها في ولاية تعد العصب الحامل للحزب الديمقراطي بالشكل كما في المضمون العام.
والتى تشهد انتفاضة حقيقية ضد سياسات ترامب بشكل عام وضد قانون الهجرة الجدلي على وجه الخصوص، والذي يصفه معظم السياسيين بقانون النكاية الذى لا مبرر له ولا مصوغ دستوري يستند إليه ولا فائدة منه ترتجى من الناحية الاقتصادية ولا حتى من الناحيه الاجتماعيه، لان اضراره اكبر بكثير من فوائده، وهذا ما جعل من وصفه يحمل طابع النكاية للحزب الديمقراطي سيما عقدة المواطنة هي الوثائق الجامع الذى يقوم عليها الحزب الديمقراطي، الأمر الذى جعل من كاليفورنيا تنتفض من اجل ذاتية الحزب الديمقراطي ومن أجل الدفاع عن هويته التى تجسدها قيم المواطنة !.
ولعل انتفاضة كاليفورنيا التي تشهدها معظم المدن هناك تعبر عن المزاج العام الرافض لهذه السياسات الترامبية، كما تؤكد وقوفها من ليبرالية الحزب الديموقراطي بروافعها الاقتصادية والاجتماعية التي مازالت ترفض بشكل واضح مسألة “العرقية الوطنية” لتكون بديلا عن المواطنة بقيمها التي ناضل من أجلها مارتن لوثر كنج، كما راح ليرسيها الحزب الديموقراطي عند انتخابه للرئيس السابق باراك أوباما عام 2008 كما راح ليرسيها عند انتخابه الرئيس جو بايدن الكاثوليكي، كما عند ترشيحه للمرأة كما حدث مع هيلارى كلينتون واخيرا عند ترشيحه كامالا هاريس التي كانت تمثل كاليفورنيا.
إن المجسات المدروسة التى تقوم بها إدارة ترامب هى ليست الاولى فى عهد ادارته الثانية، فلقد سبق ان حاول لكنه اصطدم بثورة عارمة اجتاحت جميع الولايات أجبرته على العودة، لكن استخدام هذه المجسات مره أخرى تؤكد على رغبه حقيقه من الرئيس ترامب تستهدف تغيير جوهرى للبنية التحتية في الحزب الديموقراطي يصاحبها إجراء تغيير هيكلي في بنية الحزب الجمهوري وسياساته فى مربعات ودوائر عمق الدولة الأمريكي، وهذا ما يعني أن عهد ترامب سيشكل حكما فاصل تاريخي عند الحزب الجمهوري أما عند الحزب الديمقراطي فانه مازال يرسم درجه المقاومه الذاتيه التى يقف عليها الحزب الديموقراطي فى بيان موقفه وذلك بالتصدي لحملة ترامب وسياساته القاضية باستهداف العصب الحامل للحزب الديموقراطي وفي معقله السياسي الذي مازال يقف معه ويؤيده في ولاية كاليفورنيا، وهي الولاية التى هددت بالانفصال فى السابق عن رحم امريكا !.
إن محاولة الرئيس الأمريكي الخلاص من تأثيرات عمق الدولة عليه لم تحقق نتائج في هذه المحطة على الرغم من اقصائه في السابق لمستشار الأمن القومي ومحاولاته مؤخرا الخلاص من عامل الوصل بينه وبين الحزب الديمقراطي ايلون ماسك، وهذا ما يجعله أمام منعطف سياسي حاد وفي حال استمراره بنسج ذات الجمله السياسية فإن عهده كما يصفه متابعين لن يطول كثيرا، فإما أن يصل إلى تفاهمات مع المربعات الاقتصادية والدوائر الامنية ويحقق مفاضله او انه ينتصر ويحقق مفاصله تاريخية عليهم ستجعله “قيصر أمريكا” بفاصلة تاريخية، وهذا ما يجعل من أمريكا تعيش حالة من الفوضى.