لا عهد لهم.. رضوخ الدول العظمى للتهديد..! عمان – كتب : اشرف محمد حسن

الشعب نيوز:-

 

خلال زيارة وفد فرنسي رفيع المستوى لتل ابيب ضم مستشارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأوسط، آن-كلير لوجندرا، ومدير دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية، وروميريك روينيان؛ اجتمعا خلالها مع الوزير الصهيوني للشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر قال المسؤولان الفرنسيان بحسب تقريراً اعلامياً نشره موقع عرب 48 انه في “رسالة مطمئنة إلى الكيان الصهيوني”، مفادها أن فرنسا “لا تنوي الاعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية خلال المؤتمر، بل ستعلن عن تطلعها للاعتراف بدولة فلسطينية وتهيئة الظروف لذلك حيث اكد المسؤولان الفرنسيان خلال زيارتهم أن المؤتمر الذي يُعقد من 17 إلى 20 حزيران/ يونيو في نيويورك، لن يشمل اعترافًا فوريًا بالدولة الفلسطينية، وإنما إطار سياسي متعدد المراحل، يتضمن بناء رؤية “طويلة الأمد” لإقامة الدولة الفلسطينية كما ذكر التقرير عن مصدر فرنسي أن المؤتمر يهدف إلى “صياغة إطار سياسي متعدد المراحل يشمل الدعوة للإفراج عن الأسرى، ونزع سلاح حماس، وبناء رؤية طويلة الأمد لإقامة دولة فلسطينية، وتعزيز السلطة الفلسطينية” كما يهدف المؤتمر إلى “إطلاق عملية إصلاح في المناهج التعليمية الفلسطينية، فضلًا عن تأسيس آلية أمنية ‘لليوم التالي‘ في قطاع غزة، بالإضافة إلى الدعوة إلى “التكامل الإقليمي مع الكيان الصهيوني”، في إشارة إلى تطبيع عربي مع الصهاينة، وهذه الزيارة جاءت عقب التهديدات الامريكية لفرنسا وبريطانيا تحديداً حيث قالت هيئة البث الرسمية داخل الكيان الصهيوني، أن “الولايات المتحدة بعثت برسالة تهديد واضحة إلى كلا من فرنسا وبريطانيا من الاعتراف بدولة فلسطينية خلال المؤتمر المزمع انعقاده في الفترة من 17- 20 يونيو/ حزيران الجاري في الأمم المتحدة..!
تأتي هذه الاحداث بعد ما قرر الاتحاد الأوروبي اخيراً مراجعة اتفاق تعاونه مع الكيان الصهيوني حيت تتصاعد موجات انتقاد الكيان الصهيوني في مختلف انحاء العالم وقال وزير الخارجية الاسباني حوسيه مانويل ألباريس “يتعين علينا أن نفكر في فرض عقوبات، علينا أن نفعل كل شيء، وأن نأخذ كل شيء في الاعتبار لوقف هذه الحرب” كما أشار الى أن الاعتراف بدولة فلسطين هو الخطوة الأولى لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وفي مايو/أيار 2024، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الاستثنائية العاشرة، لصالح مشروع قرار يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة .
وبعد هذه الاحداث بيوم واحد فقط قامت قوات الاحتلال الصهيونية، باطلاق الرصاص الحي وبشكل مكثف باتجاه وفد دبلوماسي أثناء وجوده بمدخل مخيم جنين في الضفة الغربية الذي ضم الوفد سفراء من دول عربية وأجنبية منهم دولاً اوروبية قرب مخيم جنين .
كما أعلنت بريطانيا منذ أسبوعين عن إجراءات ضد الكيان الصهيوني شملت عقوبات ضد مستوطنين، وتعليق بيع أسلحة، وفي الوقت الذي يبحث الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات، كما استدعت الخارجية البريطانية سفيرة الكيان تسيبي هوتوفيلي وأعلنت تعليق المفاوضات مع الحكومة الصهيونية بشأن اتفاق التجارة الحرة الكيان كما وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بفرض إجراءات إضافية، قائلا إن تلك الإجراءات التي اتخذناها محاولة لاستخدام تأثير بريطانيا لوقف ما يحدث في غزة وردا على ذلك، قالت وزارة خارجية الكيان الصهيوني إن العقوبات البريطانية المفروضة على المستوطنين في الضفة الغربية محيّرة وغير مبررة ومؤسفة وقال متحدث باسمها إن الضغوط الخارجية لن تثني الكيان عن مساره في ما سماه “كفاحه من أجل وجوده وأمنه، مضيفا في تحدٍ واضح “أن الانتداب البريطاني انتهى قبل 77 عاما” و كشفت مؤخراً صحيفة “الغارديان” البريطانية، محاولات عدد من النواب في حزب “العمال” إقناع رئيس الوزراء كير ستارمر بالانضمام إلى مشروع ماكرون بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية .
وقد ماكرون ترؤس بلاده والسعودية لمؤتمر حل الدولتين الذي أقرت عقده الجمعية العامة للأمم المتحدة في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول 2024 م والذي صدر بأغلبية 157 صوتًا مقابل ثمانية أعضاء صوّتوا ضده بينهم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة والمجر والأرجنتين، ويدعو إلى إنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعقد مؤتمر دولي في يونيو/حزيران تترأسه باريس والرياض، للدفع قدمًا باتجاه حلّ الدولتين .
لابد هنا من التذكير بانه ومنذ عدة اشهر فقد تم تسريب تصريحات منسوبة للرئيس ماكرون يذكّر فيها رئيس ن ياهو بظروف نشأة الكيان الصهيوني اذ قال إنه يجب على النتن ياهو ألا ينسى أن “إسرائيل” أنشئت بقرار من الأمم المتحدة، ولذلك لا ينبغي له أن يتنصّل من قرارات المنظمة الدولية وقالت “لوباريزيان” إن ماكرون أدلى بهذه التصريحات خلال جلسة مغلقة لمجلس الوزراء الفرنسي عقدت يوم الثلاثاء 15/10/2024 م ورد رئيس الوزراء الصهيوني النتن ياهو آنذاك على ماكرون بالقول “عار عليك! والكيان الصهيوني سينتصر بدعمك أو من دونه وانهالت عليه انتقادات من الصهاينة الامر الذي دعاه الى التراجع عن تلك التصريحات كما فاجأ ماكرون، وسائل الإعلام العالمية، بإعلانه اعتزام بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وكان ذلك عقب زيارته مصر حيث قال إنه يتعين التحرك نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، مشيرا إلى أنه يمكن التوصل إلى ذلك في الأشهر المقبلة، وأضاف أن هذا الاعتراف قد يكون خلال مؤتمر دولي حول حل الدولتين يعقد في يونيو/حزيران المقبل وعقب مهاجمة إدارة النتن ياهو وكان من ابرز مهاجميه يائير ابن النتن ياهو الذي قام بشتمه على مواقع التواصل له عاد ماكرون ليتنصل ايضاً من تلك التصريحات ولعل زيارة هذا الوفد هو استجابة لتهديدات الصهاينة والولايات المتحدة الراعي الرسمي لحرب الإبادة وللكيان الصهيوني فبريطانيا وفرنسا لا يمكن ان تضع نفسها في مواجهة مع الولايات المتحدة الصهيونية، فهم.. من لا امان.. ولا عهد لهم..!

قد يعجبك ايضا