
كلام في الاعلام ..لماذا نبرر ؟ كتب : جهاد ابو بيدر
الشعب نيوز:-
في الأحداث الجسام يأتي دور الإعلام ليكون السلاح الاكثر فعالية بعد الصاروخ والمدفع والمسيرات وفي أحيان كثيرة يكون الإعلام اقوى واخطر ..وتعمل أغلب الدول على تحصين اعلامها واعطائه المساحة الواسعة لممارسة دوره الحقيقي من أجل المساهمة في حسم المعركة من خلال تزويده بالمعلومات والاخبار اولا بأول حتى أن بعض الدول تقوم بانشاء مطبخ اعلامي يعمل على مدار الساعة لمراقبة كل صغيرة وكبيرة ونشر ما يستطيع من خلاله حماية رأيه العام أو التأثير بالرأي العام المحيط .نلاحظ مثلا كيف ينشط اعلام الكيان أثناء الأزمات سواء من خلال الوحدة ٨٢٠٠ أو من خلال ثلاثة أشخاص لديهم مئات الآلاف من المتابعين العرب وتحديدا الاردنيين وهم افيخاي أدرعي وايلا واوية وأيدي كوهين .طبعا ثلاثتهم يتقنون العربية اتقانا احترافيا ويتبادلون الأدوار فيما بينهم بشكل منسجم وينشرون الإشاعات والاراء غير مهتمين ابدا بحجم الشتائم التي يتعرضون لها من الجمهور العربي بل على العكس يعتبرون أنه كلما زادت الشتائم كلما زاد التفاعل مع صفحاتهم..
في الاعلام الخليجي وتحديدا على تويتر هناك آلاف الحسابات الجاهزة فورا لشن هجوم كبير على اي منشور ينتقد موقف اي زعيم خليجي وبشكل يجبر كاتب المنشور على حذفه نظرا لحجم الاتهامات التي يتعرض لها ناهيك عن الشتائم ..في مصر هناك عشرات القنوات على اليوتيوب لديها ملايين المتابعين الذين يشاهدون هذه القنوات بشكل يومي وبعض هذه القنوات تنشر سمومها دون وازع من ضمير أو حتى الاعتماد على مصادر موثوقة.
أما نحن في الاردن للاسف أننا نتعامل مع القضايا وفق إطار ردة الفعل فقط والتبرير ولأن الاردن حاليا وفي كل الأحداث الساخنة ونظرا لموقعه الجغرافي في قلب الأحداث مما يجعله دائما ” ترند” لدى أغلب الإعلاميين واشباههم فإن الاشاعات التي تخرج ضد بلدنا كثيرة وكثيرة جدا ..في أحداث سوريا رصدنا آلاف الإشاعات وكنا فقط نمارس رد الفعل والتبرير وفي احداث العراق مارسنا نفس الدور وفي الحرب على غزة تعرضنا لما تعرضنا له من اتهامات رغم أن الأردن كان الدولة العربية الوحيدة التي وقفت بوضوح سياسيا وانسانيا مع اهلنا في القطاع .وفي الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة تحولت الإتهامات إلى عناوين رئيسية من اتهامات بالدفاع عن الكيان والسماح كما يشيعون باستخدام الأجواء الأردنية ضد طرف لصالح طرف آخر رغم وضوح الموقف الأردني بأنه لن يسمح لأي كان باستخدام اجوائه وهو حق لا ينازعه أحد عليه ومع ذلك ورغم الحقائق التي ظهرت بأن طيران الكيان يستخدم أجواء العراق في الهجمات على إيران إلا أن أغلب الاتهامات للأردن كانت موجهة مثلا من وسائل وحسابات عراقية ولبنانية وعربية تعمل في أوروبا.ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد لتنشر وكالة اعلام عالمية مثل الاسيوشيتدبرس أن مسار الطائرات التي قصفت إيران مرت من فوق الاردن لتنشر الجزيرة بالخبر ثم تقوم الوكالة بتعديل الخبر وان الطائرات لم تمر من الأجواء الأردنية ولكن بعد أن وقعت” الفاس بالرأس” ولنمارس نحن ما نتقنه في التبرير والتوضيح وكأن المطلوب من الاردن فقط أن يبقى في موقف المدافع عن نفسه.
الا يعطينا كل ما يحدث الفرصة لنفكر قليلا وان نسأل السؤال المهم ..الى متى سنبقى في هذا الخندق خندق التبرير والشرح وردة الفعل ..متى سنقوم بالفعل نفسه فالقاعدة الرياضية تقول إن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم والله لدينا الإمكانيات ولدينا القدرة ولدينا كل ما نحتاجه للدفاع عن بلدنا إعلاميا.. نستطيع فتح قنوات يوتيوب وانشاء جيش الكتروني وقنوات على وسائل التواصل الاجتماعي ولدينا من الشباب من هو قادر على ممارسة هذا الدور بأحترافية ولكن لا اعلم من يقف بوجه هذا التوجه ولماذا ؟
سؤال اتركه لاصحاب القرار لعل وعسى قبل أحداث أخرى أن نكون على جهوزية كاملة والله من وراء القصد