كوميديا الاستشياخ العشائري فايز شبيكات الدعجه

الشعب نيوز:-

يبدو أن الوسواس الخناس كان قد خنس في صدر هذا المسكين فأوقعه تحت تأثير حالة نفسية، وظهرت عليه أعراض هلوسة قبلية. فخاض التجربة وافتتح مشروعا خاصا للاستشياخ العشائري، وأعلن من فوره على الملأ انه شيخ. ارتدى عباءة وصعد منصة الفيس بوك، وقال انا منذ الآن شيخ …هو وحده اعتقد انه شيخ ففشل مشروعه فورا…لم ينفعه ما انفقه من مال…يبث عبر الفيس بثا متواصلا مقتطفات لتسويق الذات. يستعرض ما يجريه من توسعة وصور لاثاث مجلسه محشوا بمستلزمات البداوة التقليدية، نار تشتعل في موقد هنا ودله نحاسية وفناجين هناك. وقصائد وربابه واشعار. وتعاليل ليلية. يرتدي ثوبا. ويحمل مسبحة. وينتعل صندلا تارة وشبشبا تارة أخرى حسب ما تفرضه طقوس ارتداء عقال الراس. واحيانا يطل علينا بربطة عنق وبنطال وقد يتركها ويعود للثوب . ثم تراه يولم لبعض الأقارب والغرباء والأصدقاء، يدعو هذا ويتجاهل ذاك فيجلب لنفسه المزيد من العتب والبغضاء وهو يصور ويبعث بها للمواقع الاخبارية التي تتخذ على ذلك أجراً. يزور كذلك مسؤولين وينشر صوره معهم. يتوسل لإلصاق اسمه في كشف الدعوات الرسميه الكبرى.يستغيب دائما . وينتقد كثيرا. يشارك في مناسبات من يعرف ومن لا يعرف في الأفراح والاتراح.هو وحده يعقد انه شخصية محورية ملفته لأنظار الناس ومحط اهتمامهم ، يقترض ويستدين. ويقود عطوات وصلحات خفيفة. يتلعثم ويخبص. شرق وغرب. يخطب في المناسبات. ويتحدث عن نفسه، ويعرض خصوصياته أمام الناس فيسخرون منه ويتندرون عليه. وسرعان ما تتطور حالته ليجعل من نفسه ناصحا وواعظا للعشيرة. هو وحده يعتقد انه يمتلك الحكمة العشائرية.
لكن زادت حالته سوأً بترشحة وفشله المباشر في خوض الانتخابات هو وحده اعتقد انه سينجح . وزاد أكثر فأخذ يولم ويعزي ويهنيء بالاصالة عن نفسه ونيابة عن قومة، هو وحده أصبح يعتقد انه وِجِهْ رَبعُه..يعتقد أيضا ان ابوه كان شيخ. هو وحده يعتقد ذلك.
ذات يوم تصدى له ابن حلال مصَفّى وسأله مين حكالك انك شيخ… ومتى كان ابوك شيخ. وعلى أي أساس تتحدث بأسم العشيره ومين انتا حتى تنصحنا وتعمل حالك واعظ علينا.
ارتبك المسكين . وتلعثم وأخذ يردد ها ها ها.وسكت.. لا من ثُمه ولا من كُمه.
ومنذ ذلك اليوم اختفى ولم نعد نرى له َوجها.
أذكر هذا ليس تشفيا.. لكن ثمه بيننا من ظهرت عليهم كل ابو بعض اعراض الحاله ونخشى ان يتعرضوا لذات المصير.
فاتني القول انني عرفت ان هذا الرجل بحاجه لبعض الذكاء، فقد كتب لي عندما نشرت ذات يوم مقالا مشابها (إن كنت تقصدني سأقاضيك). وبدوري لم ارد عليه وانتهت الحكاية.

قد يعجبك ايضا