صوت الملك أحق أن يتبع د. حازم قشوع

الشعب نيوز:-

فى كل مره يبرهن فيها الملك عبدالله مدى قدرته على الحكم وبيان الأحكام، فعندما يقول “إن الشيطان فى التفاصيل” بعد مؤتمر شرم الشيخ للسلام سرعان ما تظهر هذه المقولة للعيان بالبرهان بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاقية وقف إطلاق النار الدولية للسلام، التى يقف على تنفيذ بنودها الرئيس دونالد ترامب شخصيا وفريقه الوزاري، فما ان انتهت المرحلة الاولى من اتفاقية وقف الحرب بتبادل الاسرى والمعتقلين حتى عاد نتنياهو لينقلب على الاتفاقية ويقوم بتحديد دور الرئيس ترامب فيها، ويجعل من رئاسته التنفيذية لتحقيق السلام رئاسة شرفية تستند “للمكانه الاخباريه وليس للمنزله الاقراريه”، وهو ما يجعله ليس إلا صورة تحمل رمزية إن لم تكن تحمل أسفارا.

وهذا ما يعني أن نتنياهو سيكون قادر في أي وقت وفق هذه المعادلة على توجيه ضربات وقتما شاء ببيان اخباري للرئيس ترامب ولن ينتظر منه السماح من عدمه بتوجيه الضربات بدعوى الحفاظ على نفوذ جيش الساحال الإسرائيلي، الذي عنوانه بات “زمرة ابو الشباب” الذى عهد إليه إشعال حرب مع المقاومة الفلسطينية بغطاء من الجيش الاسرائيلي، لتكون النتيجة عودة شبح الترحيل من جديد لقطاع غزة هربا من الحرب الأهلية هذه المره، كما سيكون بمقدور نتنياهو ببيان فهمه للاتفاق بإغلاق كل المنافذ الحدودية عن غزة القطاع بما في ذلك معبر رفح الحدودي مع مصر، وهو ذات الأمر الذي بينه “الملك عبدالله يقول لا نثق بنتنياهو ولا بشيء مما يقوله”، وهو ما يبرهن باقتران الدلائل أن ما يقوله الملك هو عنوان الصحة ومصدر الحقيقة الباعثة الثقة، وهو العنوان المفترض أن تنشده الإدارة الأمريكية و تعيه جيدا عند العمل على إيجاد المسارات السلمية للمنطقة وتحديد مرجعياتها، فان صوت الملك في قضايا المنطقة احق ان يتبع.

وان محاولة اختزال الصوت الموضوعي للمنطقه لاشك أنه سيجعل من بيت القرار فيها يبتعد عن مساراته في خيارات تحقيق أهدافه، كما سيؤول ذلك لإخراج بيت القرار الأمريكي عن سياقه لتشويه صورة الرئيس ترامب التي باتت متهمه بأنها تقوم ب (تبادل أدوار مع نتنياهو)، وهذا ما يهدد صوره رجل السلام الذي تحرص الإدارة الأمريكية على تحقيقها للرئيس ترامب وعلى تصوريها للعالم اجمع، وهى الصورة التى باتت تحتاج لإيضاح بل ووضوح فى بيان التعاطي والتعامل مع ما يدور من أحداث، “فان الفارس الذي يمتطي جواد السلام عليه العمل من أجله” وذلك باختيار فريقه ليقف معه ويناصره حتى لا تعود المنطقة بعد أقل من عشرة أيام لمناخات الحرب من جديد، ويقوم الرئيس ترامب بإيفاد وفد رفيع المستوى يضم جي دي فاس نائب الرئيس بالإضافة لكوشنير وويتكوف مبعوثه الخاص لوقف حالة التدهور بالاوضاع حتى لا تنهار خطته للسلام.

ففى ظل وجود نتنياهو وزمرته في بيت الحكم لا حديث عن سلام، وفى ظل وجود قوى التطرف الفاعلة في الحواضن الإسرائيلية لا حديث عن اتفاقيات ابراهيميه، ذلك لأن حالة اللاثقة تسيطر على القنوات الدبلوماسية والسياسية وحتى الأمنية، وهذا ما يجعل هذه القنوات غير فاعله إن لم تكن عدميه، فإن استدراك الإدارة الأمريكية للمشهد العام لا يتم عبر إيفاد (جاهات) لتنياهو لوقف جنون تصعيده “ان لم يكن ذلك من باب تبادل الأدوار”، بل ياتى عبر خضوع الجميع لبنود تنفيذه واشتراطات إدخال القوات الضامنة لتفصل بالكامل بين الحدود الإسرائيلية الفلسطينية في الضفة كما فى القطاع لتفسح بذلك المجال للقيادة الفلسطينية عبر دعمها لتأخذ دورها فى القطاع كما فى الضفه وفق حالة توافق فلسطينيه فلسطينيه لسد الطريق أمام جيوب نتنياهو التحريضية التي تقودها فرق نفوذ ساحال الاسرائيلية في غزة، ذلك لان الشيطان يكمن هنا فى التفاصيل.

وهو ما بينه الملك في حديثه الصريح أناء زيارته للداخل الأوروبي التي نقلته لإيطاليا حيث مؤتمر العقبه وهنجاريا بزياره رسميه تسبق القمه القطبيه والى سلوفينيا بزياره دوله لولا العارض الصحي للملك عبدالله عافاه الله، لينوب عنه ولى العهد الامير الحسين فى تكمله عناوبن هذه الزيارات الهامه لبيان اهميه حل الدولتين الذى يبعد المنطقه عن حقيقة الهلاك فى توسعيه الدوله الاسرائيليه، كونه يقطع الطريق عنها ويحقق للقانون الدولي فحواه بتنفيذ قراراته الدوليه، فلا الحلول العسكريه بينت انها تجدي ولا القرارات الاحاديه برهنت انها تفيد ويجب على الجميع الانصياع لصوت الاكثريه وقرارات الشرعيه الدوليه من اجل تحقيق الامن لشعوب المنطقه، وايجاد ارضيه ملائمه لمناخات طبيعيه بين مجتمعاتها، وهو ما داب على بيانه الاردن فى كل القضايا التى تعرضت اليها المنطقه و اعترت مناخاتها وبكل مفاصلها والذى شكله صوت الاردن على الدوام فى تعاطيه مع كل قضاياه، وسيبقى الاردن يشكل مرجعيته الضابطه على الدوام باعتباره مرجعيه موضوعيه لبيت القرار فى المنطقه وشعوبها الذى يقف عليه الاردن بكل تفاصيله الخيره، وليست الشيطانيه التوسعيه الغارقه فى جمل الناريخ المارقه التى راحت لتصور ترامب على اعتباره الصوره قورش الكبير الذى اعاد اليهود من السبي البابلي الذى عنوانه كانت غزه، بدلا ان تضعه فى عناوبن حداثيه تقوم نظراتها على التعايش السلمي للاديان الذى عنونه الهاشمين فى القدس بعنوان ستاتيكو الاديان.

وهو المحتوى الذى يجب ان يكون معلوم عند الاداره الامريكيه حتى يحسن القرار الاقليمي والدولي من اختيار حواضنه وبناء مركزه الذى لا يشكله تاريخيا سوى الاردن بنظامه الهاشمي التليد، الامر الذى يستدعى من الاداره الامريكيه العمل على (نقل سنتكوم من اسرائيل الى الاردن) حتى تبتعد القياده المركزيه عن حالة الاسرله التى تعيش وتصبح الاداره الامريكيه مرجعيه احتكام لا مناطه بطرف ياخذها أينما ذر هواه وتوسعت أطماعه وسأل لعابه على مقدرات المنطقه ومواردها الطبيعيه من واقع اعتباره لها بأنها تشكل لنتياهو وزمرته منطقه نفوذ حدودويه تسبح بفضاءات دوله اسرائيل الكبرى التوراتيه، سيما وان ذلك يشكل خطر على بيت القرار الامريكي لعظيم نفوذ تيار نتياهو الذى يحتفى بميلاده ال 75 والذى اعلن عن رغبته للترشح من جديد للانتخابات القادمه من على هذا المشروع التوراتي العنصري غير المقبول، وهو ما يشكل تهديد للامن الاقلمي والسلام الدولي الذى يقف فى مواجهته القانون الدولي ودول العاام اجمع وشعوب المنطقه التى تتوق للسلام الذى يمثل نهجها الاردن عبر نموذج متصالح مع الذات القيميه التى يحملها للحضاره الانسانيه، لاسيما ولقد بين الملك و الاردن بالتجربه والبرهان ان الذى يمتلك قدره على تقديم مرجعيه القرار بطريفه موضوعيه ويحدد بوصلتها هو الاردن، كما دائب ان يفعل منذ اندلاع الحرب الاستخباريه على المنطقه بعناوين التغير الناعم بالربيع العربي ما تبعها من التغيير الفظ بظهور داعش ودخول المنطقه والعالم باسره بالمناوره البيولوجيه التى حملتها كورونا، حتى دخلت المنطقه بنظريه الاحتواء الاقليمي بعنوان غزه والاردن يقدم نموذح فى تقديمه لنفسه باعتباره واحه امان وعنوان استقرار و برهن فيها مع كل منعطف بان صوت الملك احق ان يتبع…

قد يعجبك ايضا