عاجل

عمّان… العاصمة التي تغرقها إدارتها قبل مطرها**

الشعب نيوز:-

خاص

عمّان اليوم ليست مدينة تتراجع… بل هي مدينة تُستنزَف.

تغرق شوارعها كل شتاء، تختنق أحياؤها خاصة الشرقية بالتلوث، تهترئ بناها التحتية، ويُدار كل شيء فيها بمنطق “الفزعة” وكأنها مخيم مؤقت، لا عاصمة دولة.

العاصمة التي تُحرج الدولة… قبل أن تُحرج الناس…

ما يحدث في عمّان لم يعد “تقصير خدماتي”.
صار ثغرة سياسية وإدارية خطيرة.

العالم يقيس قوة أي دولة من شكل عاصمتها…

فكيف عندما تكون عاصمتنا نموذجًا للفوضى البصرية، والتلوث، والإنشاءات العشوائية، والغرق السنوي؟

عمّان اليوم تُرسل رسالة مؤسفة:
“أكبر مؤسسة خدمية في البلد… عاجزة عن إدارة شارع.”

وكل خلل في العاصمة، يُقرأ كفشل للأمانة والمؤسسات ذات العلاقة..

فالبنية التحتية، انهيار ، يقابله صمت وبيانات لا تغني ولا تسمن ….

فكل شتوة تنكشف الفضيحة نفسها:

شوارع تغرق، مناهل تفيض، طرق تنهار، وأنفاق تتحول لبحيرات.

ثم يأتي بيان الأمانة: “ظروف جوية استثنائية”.

مع إنه الاستثنائي الوحيد… إنه في ناس لسه مقتنعة بهذا التبرير.

هذه ليست مفاجأة…

هذه نتيجة طبيعية لسنوات من غياب التخطيط والعمل الحقيقي.

لا تشخيص…
لا محاسبة…
لا مسؤولية…
ولا اعتراف بإن المشكلة مش مطر، بل إدارة.

*** الأحياء الشعبية في عمان الشرقية… الوجه المنسي للعاصمة…..

هناك عمّان أخرى، عمّان التي لا تراها كاميرات المسؤولين.

تلوث بيئي، نفايات تتراكم، بنية تحتية متآكلة، خدمات ناقصة……….

وسؤال واحد يلاحق الأمانة:
هل سكان هذه المناطق أقل حقًا؟ أم أن الإدارة أقل عدلًا؟

عدم العدالة في توزيع الخدمات، مش خطأ…
بل مخاطرة سياسية واجتماعية.

إدارة بالفزعات… لا بالإدارة

العمل البلدي في عمّان يشبه “حملة شعبية لاجئة”، مش مؤسسة عمرها عشرات السنين.

كل شيء فيها يتم بردّة فعل:
كارثة؟ نروح نصوّر.
غرق؟ نفتح غرفة طوارئ بدون اي إنجاز.

ناس تشتكي؟ نطمن ونوعد وما يصير شيء.

عمّان لا تُدار بخطة، بل بنظام “إلحقونا قبل ما تكبر”.

من سيّئ إلى أسوأ… لأن المشكلة ليست في المطر بل في العقلية

– شوارع تُرمّم وتنكسر من جديد.
– بنية تحتية تهرب من المسؤولية أسرع مما تهرب المياه من المناهل.
– نفايات تتراكم وتختفي بلا حل جذري.
– ازدحام خانق.
– ومدينة تزداد اختناقًا، بينما الأمانة تزداد بيانات……

الناس مش عميان…
والعاصمة مش ملعب تجارب.

السؤال الأكبر: أين الدولة؟

الأمانة لا تعمل في( vacuum ) ،، بل هي مؤسسة عامة ضخمة ، وكل فشل فيها ينعكس سياسيًا على صورة الحكومة.

فكيف تصمت الدولة على هذا الانحدار المستمر؟
كيف تتحدث عن تحديث القطاع العام بينما عمّان تُدار بأقدم عقلية ممكنة؟

كيف تقبل الدولة أن تكون عاصمتها عنوانًا للتراجع بدل أن تكون واجهتها؟

عمّان تحتاج قرارًا سياسيًا… قبل ما تحتاج حفرة تتسفلت…

تحتاج ضبطًا، مساءلة، إعادة هيكلة، جرأة، ومصارحة.

تحتاج قرارًا يوقف الفزعات، ويعيد للإدارة معناها، وللعاصمة مكانتها.

والآن أصبح الكلام واضح ومباشر:

عمّان تتراجع…
ليس لأن المطر غزير،
ولا لأن الأحياء قديمة،
بل لأن الإدارة الحالية أضعف من التحديات وأصغر من المدينة.

عمّان أكبر من هذا التلاعب…
أكبر من الأعذار…
أكبر من الفزعات…
أكبر من أن تتحول إلى “مدينة التجارب الفاشلة”.

ولهذا… فلتكن حربًا على التراجع.

حربًا على الإهمال،
على الفكر البالي،
على الإدارات المرتبكة،
على الفوضى المتكررة،
على كل يد تعبث بصورة العاصمة.

حربًا من أجل عمّان…
لا ضدّها.

قد يعجبك ايضا