أفرجوا عن “سلطانة”!

الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

 بتحريض من مقاطع على التك توك (الذي حجبته الحكومة وغطرشت) منتشرة في الفيس بوك، بتأخذ العقل، وبتشجيع من  بطل العمل الفنان الكبير زهير النوباني شاهدت في أقل من أسبوع 30 حلقة من مسلسل “سلطانة” المقتبس عن رواية الأديب الأردني الكبير غالب هلسا.

المسلسل موجود على اليوتيوب بجودة فخمة، بعد أن عرضته عدة محطات عربية، لكن الكارثة المفجعة أن إدارة التلفزيون الأردني لم يوافقوا على عرضه لأسباب مجهولة.

العمل كبير؛ وكبير جدا يتحدث عن الأردن بروح أردنية حقيقية.

المسلسل فيه من روح وحياة الكاتب الكبير غالب هلسا الذي عاش مغتربا في بلاد العرب، ودفن في الوطن بعد أن عاد في تابوت.

المسلسل يتحدث عن حياة المسيحيين في المجتمع الأردني بحيث كانت محفورة في نسيجه من دون أن “تقوم القيامة” عندما أرضعت مسلمة طفلا مسيحيا أصبحت أمه من الرضاعة.

هذه دعوة لوزير الاتصال رئيس مجلس إدارة التلفزيون الأردني الصديق فيصل الشبول بضرورة إعادة النظر في قرار حجب عرض هذا العمل الكبير على شاشة التلفزيون الأردني، ونحن الآن نستعد لشهر رمضان ولدورة برامجية تنافسية.

المسلسل انتج عام 2007 أخرجه في البداية المبدع فيصل الزعبي (شافاه الله) وأكمله المبدع الجميل المغترب الآن إياد الخزوز، ومن إنتاج المركز العربي للخدمات السمعية والبصرية، وكتب النصّ غسان نزّال،  وتضمن طاقم العمل أبرز نجوم الأردن: زهير النوباني، نادرة عمران،  قمر خلف، وائل نجم، ياسر المصري، لارا الصفدي، عبد الكريم القواسمي، ناريمان عبدالكريم، كندا علوش، محمد القباني، رانيا اسماعيل، علي عليان، وقمر الصفدي وآخرون.

بعض الفنانين المشاركين في العمل غادروا الحياة ولم يشاهدوا عملهم البديع معروضا على الشاشة الوطنية، لغلبة عقلية المنع والحجب.

وحسب بريف إعلامي عن العمل يقول أن المسلسل، يمزج بين أعمال السيرة الذاتية والتأريخ الاجتماعي، ملامح شخصية الروائي الراحل غالب هلسا من خلال الشخصية الرئيسية “جريس”، وهو ما يكسبه قيمة مضاعفة نظرا لتناوله أحد أهم أعلام الفكر والأدب في العالم العربي.

ويصف مخرج العمل إياد الخزوز المسلسل بأنه الأردني الأول لأنه برأيه ” مأخوذ عن رواية الأديب غالب هلسا، ولأنه حقيقي وفيه شخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية أردنية متناولة بلا استحياء، بخيرها وشرها، وفيه الشخصية والعائلة المسيحية والتي تظهر في الدراما العربية غالبا على الهامش، لكن في المسلسل تبدو الشخصية المسيحية جزءًا مكونا وأساسيا في المجتمع الأردني”.

والمسلسل أردني بروحه وبلهجته، وسنرى كما يقول الخزوز في مسلسل الحياة في عمان ومأدبا ووسط البلد وسقف السيل، بكل تفاصيل الحياة الأردنية.

ويغوص المسلسل في تفاصيل واحدة من أهم المراحل التي عاشها المجتمع الأردني مجسدا التطورات الاجتماعية والسياسية التي شهدها الأردن منذ تأسيس الدولة ورصده للتحولات الاقتصادية التي تجسدت من خلال الانتقال من نمط البداوة إلى النمطين الريفي والمديني وما صاحبها من تحول طبيعة الحياة في عمان التي انتقل إليها البدو والريفيين مشدودين لمغريات الحداثة أو لحاجات اقتصادية وتعليمية وانخرط قسم منهم بالنشاط السياسي لتغدو عمان مركز الثقل الاقتصادي والسياسي في البلاد.

ويرصد العمل تفاصيل المرحلة الممتدة من ثلاثينيات القرن العشرين حتى أواخر الخمسينيات منه، ويسجل عددا من أبرز الأحداث التي شهدتها تلك الفترة، ويجسد انعكاساتها من خلال عرضه لحياة تمر بمخاض ثقافي وسياسي واجتماعي وتعيد إلى الأذهان لحظة حرجة في عمر المجتمعات العربية.

الدايم الله….

قد يعجبك ايضا