أحمد اللوزي .. رئيس في مواقع كثيرة .. بورتريه

182
الشعب نيوز:-

كتب : هشام عودة

رغم تعدد الألقاب التي استحقها الرئيس أحمد اللوزي في مسيرة حياته المهنية والسياسية التي بدأت مع مطلع النصف الثاني من القرن الماضي، إلا أن لقب «ابو ناصر» يظل الأقرب إلى نفس هذا السياسي العتيق، كما يؤكد مقربون منه، خاصة وهو يرى ابنه البكر ناصر يشغل مناصب سياسية رفيعة في البلاد، آخرها رئاسة الديوان الملكي.

ألقاب كثيرة أطلقتها وسائل الإعلام والصالونات السياسية على أبي ناصر، منها عميد الرؤساء، وخازن أسرار الوطن والذاكرة السياسية وغيرها، لكن هذا السياسي المخضرم ظل قادرا على تقديم نفسه افي كل الأوقات، بهدوئه وابتسامته الواثقة.

في جبيهة عمان ولد أحمد عبد الكريم اللوزي عام ۱۹۲٥ ، ليكمل دراسته الثانوية في مدرسة السلط قبل أن يلتحق بدار المعلمين العالية في بغداد، ويحصل منها عام ۱۹۵۰ على ليسانس الآداب، ويتعرف في تلك السنوات إلى عدد كبير من الشباب العراقيين والعرب الناشطين سياسياً وحزبياً وثقافياً.

أكثر من ثلاث سنوات، بدأت في العام ۱۹۵۰ ، قضاها أحمد اللوزي معلما في مدرسة السلط الثانوية وفي كلية الحسين، وتشير الوثائق البعثية أن أبا ناصر كان عضوا في قيادة شعبة عمان لحزب البعث العربي الاشتراكي، قبل أن ينتقل للعمل في الديوان الملكي مساعداً لرئيس التشريفات ثم رئيساً لها.

أول المناصب السياسية التي شغلها الرئيس أحمد اللوزي كانت عضويته في البرلمان السادس والذي وصل إليه مرشحاً عن عمان، لكن عدم التناغم السياسي بين السلطتين التنفيذية والتشريعية أدى إلى حلّ ذلك البرلمان قبل انتهاء ولايته، ليتم انتخاب أبي ناصر مرّة أخرى في البرلمان السابع الذي تلاه، لكن حجب الثقة عن حكومة الرئيس سمير الرفاعي في آذار ١٩٦٣ ، أدى إلى حلّ البرلمان ثانية، بعد أربعة شهور على انتخابه.

عمل الرئيس اللوزي لعدة شهور رئيساً للمراسم في وزارة الخارجية، قبل أن يسند إليه الرئيس بهجت التلهوني أول منصب وزاري في حكومته الثالثة عام ١٩٦٤ وهو وزير دولة لشؤون مجلس الوزراء، ليحتل مقعده بعد ذلك لمدة عامين في مجلس الاعيان.

قبل وأثناء وبعد عدوان حزيران ١٩٦٧ شغل الرئيس أحمد اللوزي حقيبة الداخلية للشؤون البلدية والقروية في حكومتي الرئيس سعد جمعة الأولى والثانية، وتعرّف بحكم موقعه على حجم الخسارة التي تعرض لها الوطن باحتلال نصفه ممثلا بالضفة الغربية، وما تطلبه ذلك من مضاعفة الإشراف على بلديات الوطن المحتل وقراه، وفي خريف ۱۹۷۰ أسند له الرئيس وصفي التل حقيبة المالية في حكومته الخامسة والأخيرة، ليتم تكليفة بتشكيل الوزارة للمرّة الأولى بعد اغتيال الرئيس وصفي التل في ۱۹۷۱/۱۱/۲۸ ، وفي حالة من الوفاء لمسيرة رئيسه الراحل أبقى الرئيس اللوزي على نفس التشكيلة التي كان اختارها الرئيس التل، ليعاود في آب ۱۹۷۲ تشكيل الوزارة للمرة الثانية.

وعندما تم تشكيل المجلس الوطني الاستشاري عام ۱۹۷۸ بعد غياب البرلمان، اختير أحمد اللوزي عضواً ورئيساً لهذا المجلس أكثر من مرة في وقت كان يشغل فيه منصبه رئيساً للديوان الملكي، وبعد ذلك اختير عضواً في مجلس الاعيان ثم رئيساً له حتى عام ۱۹۹۷ . وفي ۲۰۱۱ تم اختياره رئيسا للجنة الملكية التي أشرفت على التعديلات الدستورية.

رئاسات عديدة شغلها الرئيس أحمد اللوزي، فهو رئيس للحكومة ورئيس للديوان الملكي ورئيس للمجلس الوطني الاستشاري ورئيس لمجلس الاعيان ومن الطبيعي أن يمتلك هذا السياسي المخضرم أسراراً لا حصر لها تدخل في صميم العملية السياسية للأردن في النصف الثاني من القرن الماضي، إلى درجة أن عدداً كبيراً من رجال السياسة يقصدون بيت ناصر للتزود من خبرته والتعرّف إلى بعض جوانب تجربته الممتدة على مدى ستة عقود في ميدان العمل العام ومشهده السياسي المتقدم. لذلك كان اختياره رئيسا للجنة الملكية لتعديل الدستور عام ٢٠١١ .

شجرة اللوز التي أمسك بها الرئيس أبو ناصر صارت شجرة دائمة الخضرة بسبب حالة الثقة والاطمئنان التي يشيعها في محيطه، وهو يحرص دائماً على المشاركة في أفراح الناس وأتراحهم.

اختير عضواً في مجلس امناء الجامعة الأردنية ورئيساً للمجلس، ويحمل عدداً كبيراً من الأوسمة الأردنية والعربية من بينها أوسمة الكوكب والاستقلال والنهضة، وتميزت فترة قيادته للحكومة بالهدوء رغم أنها جاءت في أعقاب مرحلة ساخنة ألقت بظلالها على خارطة الأردن والمنطقة.

قد يعجبك ايضا