“البكم” اليوم هو المنصة الحقيقية لانتاج النخب وليست مقاعد مجلس النواب المهترئة التي لا يجلس عليها إلا من دفع استحقاق الوصول إليها سلفاً..
لقد تم تجريف كل شئ في هذا الوطن من مؤسسات دستورية وأحزاب وشخصيات وطنية ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني..
لقد تم تقزيم كل المواقع والمناصب من منصب ” رئيس الوزراء ” الى منصب ” المختار “.
كان الأردني ينظر الى وطنه فيرى نفسه فيه لأنه يعكس صورته وهويته ويحمل همومه وهو ملجأه ومأواه.. تماما كالطير مهما ابتعد يعود في آخر النهار الى عشه الدافئ..
واليوم يشعر الأردني بانه في صراع مع حكومات بلده .. يكذبون .. يراوغون .. يطالبونه الصبر وشد الأحزمة .. وهم يرتعون بالامتيازات والملذات ..
يبيعون عليه الوهم .. ويطعمونه الزيف .. ويريدونه انسانا صامتاً حتى لو كان واعياً او فاهماً.. في حالة استغباء واضحة.
دعونا من التصفيق الأعمى .. واستسمان الورم ..
دعونا من الكلمات المنمقة والسرديات التي تستجلب الشفقة..
لتفتح كل ملفات الحساب لكل من تولى المناصب العامة في آخر 25 سنة .. ولنكشف عن كل من تسبب بوجع هذا الوطن ..
ملعونٌ كلُّ مَن أثرى على حساب هذا الوطن وهو يتغنى بوطنيةٍ كاذبة لم يتقن غيرها..
ملعونٌ كلُّ مَن أكل من خير هذا الوطن ثم تنكر له دون أن يرف له جفن..
ملعونٌ كلُّ مَن نهش في لحم هذا الوطن و ولغ في دمه ولم يراعي حرمته ومكانته ..
كنا قبل سنوات حتى اليوم نقول ثمة قضية واحدة يجب أن نوليها الهم والاهتمام هي القضية الفلسطينية.. ونحن اليوم الى جوارها قتلنا الهم ونحن نفكر ب ” القضية الأردنية ” وهي صراعنا مع الفساد والتفرد والاستبداد.. هذا الداء الخبيث الذي أوهن الدولة واهلك الحرث والنسل.
نعم، لقد بات لنا نحن الأردنيون اليوم قضية .. مع وعينا الكامل بأن كلا القضيتين ليستا بمعزل عن بعضهما البعض.
هي كلمة .. لا خير فينا إن لم نقلها .. سمعوها أم لم يسمعوها.
والسلام.