الاقتصاد اللبناني تحت وطأة التصعيد والتحذير من الحرب الشاملة

5٬756
الشعب نيوز:-

زياد الرفاتي

مع تصاعد عمليات الاغتيال بالضربات الجوية لقيادة حزب الله والصف الأول في الضاحية الجنوبية لبيروت وعمليات تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي  بما  يؤشر حسب خبراء الى حجم الاختراق والانكشاف والمعلومات الاستخباراتية عنه والتصعيد على الجبهة الشمالية وتواصل الغارات على الجنوب اللبناني وامتداد القصف الى  الممرات على الحدود اللبنانية السورية  وسقوط ضحايا ومصابين . 

    فان  الجهود الدبلوماسية والدولية  واخرها مقترح الرئيسين الأميركي  والفرنسي المشترك  تتوالى لوقف اطلاق النار  وتجنب الانزلاق  نحو الحرب الشاملة  وأن الولايات المتحدة  ما تزال  تعتقد بقدرتها على ايجاد سبيل لوقف اطلاق النار ومخرجا واحتواء  للتصعيد ومعارضتها غزوا  بريا اسرائيليا للبنان ، فيما 52% من الاسرائيليين يؤيدون شن حرب على لبنان .

 

 وفي الوقت الذي تطلب فيه الولايات المتحدة وقف اطلاق النار في لبنان ، أقرت الأربعاء الماضي  تزامنا مع التصعيد العسكري ارسال مساعدات عسكرية الى اسرائيل بقيمة  8،7 مليار دولار ، وأعلنت الحكومة الاسرائيلية حالة طوارئ خاصة في جميع أنحاء اسرائيل .

وفي ظل ذلك الوضع ، بشهد لبنان المزيد من المراجعات السلبية من وكالات التصنيف الدولية ، أذ ثبتت وكالة ستاندرد أند بورز  في نهاية أب الماضي التصنيف الائتماني بالعملة الأجنبية عند SD/SD (مخاطرة عالية ) والتصنيف الائتماني بالعملة المحلية عند C/CC

(  متعثرة )  والنظرة المستقبلية سلبية على المدى البعيد .

 وفي المقابل ، خفضت وكالة موديز الجمعة  تصنيف اسرائيل الائتماني الى Baa1 ( جدارة ائتمانية متوسطة الى أقل من متوسطة )  مع نظرة مستقبلية سلبية بسبب ارتفاع المخاطر الجيوسياسية .

 أما توقعات الوكالة للاقتصاد اللبناني ، فان الدين الخارجي يمثل نحو 90% من الناتج المحلي الاجمالي  ونسبة الدين العام ( الخارجي والداخلي ) ستبلغ 237% في 2027 مقارنة مع 143% في 2018 ، وأن الناتج المحلي سيرتفع الى 19،4 مليار دولار في 2026 وسيعاود الانخفاض الى 18،7 مليار دولار في 2027 ، ونصيب الفرد من الناتج المحلي لن يتجاوز 3200 دولار في 2027 ويمثل   35% مما كان عليه عام 2018 ، وسعر الليرة اللبنانية سيصل الى 151 ألف ليرة في 2027 في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه .

 وحسب وزارة الاقتصاد اللبناني الثلاثاء الماضي ، فان حجم الخسائر الاجمالية لاقتصاد لبنان منذ الثامن من أكتوبر الماضي نحو 13 مليار دولار ،  وأن توسعة رقعة الحرب تفاقم من خسائر لبنان  ولبنان يتعرض لضربات أشرس من حرب 2006 التي نشبت  حينها بين اسرائيل وحزب الله  واستمرت 34 يوما ، وقلق الوزارة  حول قدرتها على توزيع الغذاء لمناطق الحرب  والمواد الغذائية تغطي حاجة لبنان لأربعة أشهر  ويستورد أكثر من 80% من حاجاته  وأنه ما دامت لا توجد مشكلة في المعابر البحرية فليس هناك من داع  لتخزين أي سلعة ، والاستجابة من الأمم المتحدة ودول عربية  ومنها الأردن  لتقديم مساعدات غذائية وطبية واقامة مستشفيات ميدانية وتلقي لبنان تطمينات من المانحين بتوفير مساعدات مالية عاجلة  ولبنان يعيش حالة اقتصادية صعبة والمساعدات لا تكفي ، والتحدي الأكبر يكمن في  ايصال وتوزيع المواد الغذائية على المناطق الجنوبية التي تتعرض لقصف جوي وتوسع  رقعة الحرب  .

 ووفق وزارة الداخلية اللبنانية فان  لبنان كله يتعرض للحرب وعلى المواطنين التماسك والأمل بأن لا يتحول لبنان  الى غزة ثانية ، وفتحت مدارس ومعاهد لايواء النازحين من الجنوب  والضاحية الجنوبية لبيروت اللذان يشهدان  حركة نزوح كبيرة  . 

ودخل صندوق النقد الدولي على خط التصعيد وحذر الخميس من تفاقم الوضع الاقتصادي في لبنان بسبب الحرب وأنه من الصعب لأوانه تقييم التأثيرات الاقتصادية للصراع  المتصاعد في لبنان ، أما البنك الأوروبي لاعادة الاعمار فان التصعيد بالشرق الأوسط  يفاقم أزمة لبنان الاقتصادية .

 وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن أكثر من  30 ألف نازح عبروا  من لبنان الى سوريا  خلال ثلاثة أيام بسبب الهجمات على لبنان  منهم 80% من السوريين و20% من اللبنانيين ، وأن لبنان يعيش فترة هي الأكثر دموية منذ جيل كامل ، وأن الحرب بين اسرائيل وحزب الله  قد تفتح باب الجحيم في لبنان .

 ويلقي التصعيد بين اسرائيل وحزب الله بظلاله على قطاع الطيران ،  حيث علقت  جميع شركات الطيران رحلاتها    من والى  مطار بيروت ،  باستثناء الخطوط الجوية الايرانية حيث أعلنت وزارة النقل اللبنانية أن اسرائيل حذرت     من أنها ستستخدم القوة ضد أي طائرة ايرانية تهبط في  بيروت تحت ذريعة نقلها  للأسلحة .

 وتدرس الدول الغربية  الخيارات المتاحة لاجلاء رعاياها من لبنان اذا اندلعت حرب شاملة ، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يعمل لوقف التصعيد في لبنان لكن أسوأ توقعاته تتحول الى واقع و يأسف لعدم القدرة على ايقاف نتنياهو ، ولا يمكنه الاعتماد على الولايات المتحدة وحدها لأنها حاولت عدة مرات ولم تنجح .

 وأعلن مجلس الجامعة العربية في اجتماع عربي بنيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التضامن مع لبنان حكومة وشعبا ويحذر من التصعيد الخطير ومن تداعيات شن عدوان واسع على لبنان ، فيما حذرت  وزارة الخارجية الأردنية من أن  اسرائيل  تستمر في دفع المنطقة نحو هاوية حرب اقليمية شاملة ، أما مصر فطالبت بوقف فوري لاطلاق النار في لبنان وغزة .

 

قد يعجبك ايضا